عمان - صدر مؤخراً عن دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع كتاب "الأكراد في النظام العسكري المملوكي 648-784ه/1250-1382م" لمؤلفه الدكتور محمد عبدالله العمايرة. والمؤلف باحث أكاديمي أردني يحمل درجة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي، ويعمل مشرفاً تربوياً في وزارة التربية والتعليم، والباحث مختص في التاريخ العسكري للعصور الإسلامية الوسيطة، وله عدة دراسات منشورة منها " الجيش الفاطمي" و" الجيش في العصر المملوكي الثاني " و" المعجم العسكري المملوكي "، والعديد من الأبحاث العلمية المنشورة في مجلات علمية محكمة، إضافة إلى مشاركته في تأليف مناهج التاريخ في وزارة التربية والتعليم. يبحث الكتاب في الدور العسكري للقبائل الكردية في بلاد الشام خلال حكم دولة المماليك البحرية، والمتمثل بمشاركة القبائل والشخصيات الكردية في المجهود الحربي لدولة المماليك في التصدي لخطرين كبيرين تعرض لهما العالم الإسلامي في النصف الثاني من القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي، وهما الخطر المغولي القادم من الشرق، والذي أسقط الخلافة العباسية، وواصل زحفه إلى بلاد الشام، والخطر الثاني المتمثل بالإمارات والمعاقل الصليبية التي ما زالت قائمة في بلاد الشام، وخاصة على ساحل البحر المتوسط. كما يبحث الكتاب في جوانب التنظيم العسكري للاكراد داخل النظام العسكري المملوكي، سيما وأن الأكراد لم يكونوا من الرقيق الذي مثل النسبة الكبيرة من البنية البشرية للجيش المملوكي، واظهرت الدراسة سعي السلاطين المماليك للاستفادة من القدرات العسكرية العالية للجنود والأمراء الأكراد، وفي مقدمة هؤلاء السلاطين المظفر قطز والظاهر بيبرس والمنصور قلاوون. والناظر في سير الشخصيات الكردية المرابطة والمجاهدة في هذه الفترة يرى انها شكلت جزءا مهماً من البنية البشرية للجيش المملوكي، الذي أخذ على عاتقه التصدي للغزو المغولي والتخلص من بقايا الوجود الفرنجي في بلاد الشام، ولم يقتصر دور هذه الشخصيات على تولي الوظائف القيادية في الجيش المملوكي، بل شاركت في تولي كبرى الوظائف الإدارية في الدولة، وفي مقدمتها نيابة السلطنة في العديد من النيابات والولايات المملوكية. وقد أظهرت دراسة المعارك التي خاضها المماليك ضد المغول والفرنجة حجم الاسهامات الكبيرة للاكراد في القتال، وقد أشاد المؤرخون وشهود العيان في المصادر التاريخية بهذه الاسهامات، واعتبروا بعضها السبب في تفوق المماليك على أعدائهم. وقسمت الدراسة على أساس التنظيم القبلي للأكراد، بحيث تم تناول المجهود الحربي والتنظيم العسكري لكل قبيلة شملتها الدراسة ، وأهم شخصياتها من الامراء والقادة وكبار رجال الجيش، واهم القبائل التي تناولتها الدراسة هي:" القيمرية والهكارية والشهرزورية والطورية والهذبانية والكوراني والحميدية والجاكي والمروانية"،ولم يغفل الكتاب البحث في دور أمراء وملوك البيت الأيوبي الذين دخلوا في طاعة السلاطين المماليك، وساهموا بجيوش اماراتهم المحلية في المعارك التي خاضتها جيوش دولة المماليك.
مشاركة :