محمد هادي الربيعي يقتفي سيرة 'أحمد سالار أيقونة المسرح الكردي'

  • 3/1/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

منذ ما يزيد على عشرين عاماً يواصل الأستاذ الدكتور علي محمد هادي الربيعي "حامل راية التوثيق المسرحي العراقي الحديث والمعاصر"، بدأب ومثابرة وحرص وحماسة مسيرته البحثية في توثيق جوانب مختلفة من مسارات العطاء والإبداع والفعل المسرحي العراقي بتمظهراته المتنوعة، فلم ينفك عن تقديم المزيد من قراءاته ومؤلفاته التوثيقية المعمقة المفعمة بالأسلوب الجميل واللغة الرشيقة والبليغة، والتي  تجاوزت أكثر من ثلاثين مؤلفاً رفد بها المكتبة المسرحية العراقية والعربية، وحظيت بإهتمام المعنيين والمهتمين والباحثين والدارسين في تأريخ المسرح العراقي. تتوجت مؤلفاته، مؤخراً، بكتاب جديد حمل عنوان "أحمد سالار أيقونة المسرح الكردي" وجاء في أربعمائة صفحة من القطع الوزيري، وصدر عن مديرية الإعلام والطباعة والنشر في وزارة الثقافة والشباب في إقليم كردستان العراق. يرى الربيعي، كما ورد في المقدمة، أن كتابه "يعد جزءاً مهماً من تأريخ المسرح الكُردي، لأنه يستعرض سيرة فنان له بصمات واضحة في الفضاء الإبداعي هذا، وما قدمه من تأليفات نصية وإسهامات في مجالي التمثيل والإخراج، وما جاد فيه على طلبته في الدرس الأكاديمي من فيوضات علوم المسرح، صيرته عنواناً مائزاً من عنوانات المسرح العراقي"، مؤكداً أن "هذا الكتاب سيحفظ تاريخه أحمد سالار المشتت في المظان من جنبة، وسيقدم صحائف رهيفة الى القارئين بالعربية من جنبة أخرى"، إذ لامس منجز الفنان أحمد سالار خلال رحلته الفنية التي تجاوزت الخمسة عقود من التأليف والتمثيل والإخراج. قُسّم علي محمد هادي الربيعي كتابه على خمسة فصول، تقدمتها مقدمة وألحقها بأكثر من ملحق، ففي الفصل الأول تتبع المؤلف السيرة الشخصية للفنان أحمد سالار، ومراحل ترعرعه وتكوينه. وآثر، في هذا الفصل، أن لا يقول في مسرحه الشيء الكثير، بل أوجز فيه، وترك للقارئ أن يعب وأن يتلذذ بقراءة مسرده المسرحي في متون الفصول الأُخريات، متوقفاً عند جرد لـéنشاطه في فضاء النص المسرحيé الذي تمخض عن 26 نصاً بدأت بمسرحية "إسطوانة ذات وجه واحد" 1970 وانتهت بمسرحية "القصة مستمرة" 2011، ومن ثم عند "نشاطه التأليفي المطبوع في الفضاء الإبداعي" الذي شمل دراسات وبحوثاً مسرحية بلغ عددها أيضاً 26 منجزاً إبداعياً متنوعاً. كرس الفصل الثَّاني للأخبار والرِّيبورتاجات الصّحفية الفنية التي تناولت سيرة الفنان سالار، التي بذل في جمعها المؤلف الربيعي جهوداً واضحة من خلال البحث في مئات الدوريات والنشريات التي تابعت نشاط هذا الفنان منذ بواكير نشاطه الفني الشامل، مع تثبيت عنوان المقال واسم الكاتب والوسيلة الإعلامية وتأريخ النشر. في الفصل الثَّالث، توقف الباحث عند المقابلات التي أجريت مع أحمد سالار ونشرت في الدوريات، وحرص الربيعي على نسخها ونشرها كما وردت في أصولها، مع صور توثيقية لبعض هذه المقابلات، في حين حفل الفصل الرابع من الكتاب بالمقالات النقدية التي تناولت منجز أحمد سالار المسرحي على صعيدي النص أو العرض المسرحي، والتي أجراها باحثون وصحفيون عرب أو كُرد ونشرت في دوريات عراقية عدة ومتنوعة، وتم فيها محاورته والتوقف عند تجاربه ومشاركاته وعطاءاته وآرائه ومواقفه المسرحية. الفصل الأخير من الكتاب، تصدى الى استعراض الدراسات البحثية التي غطت النَّشاط المسرحي للفنان أحمد سالار، شارك في كتابتها نخبة من أبرز نقاد المسرح العراقي عامة والمسرح الكردي خاصة. تضمن الكتاب ملحقين كرس المؤلف أولهما لنص الكلمة التي ألقاها الفنان أحمد سالار في تجمع للحوار العربي الكردي أقيم في جمهورية مصر العربية في شهر آيار/مايو 1998، وحملت الكلمة عنوان "العلاقة العربية الكُردية من المنظور الثَّقافي"، وقد شارك وفد من اقليم كُردستان العراق في هذا التجمع، وفي وقتها كان الفنان سالار رئيس اللجنة الثَّقافية في برلمان كُردستان العراق ورئيس جمعية فناني كردستان. والكلمة بقيت حبيسة الأدراج ولم تنشر، وآثر المؤلف نشرها في هذا الملحق حتى يطّلع عليها القراء، وقدم في الملحق الثاني ثبتاً شاملاً بـ"أسماء المسرحيات  التي قدمها أحمد سالار طوال مسيرته الفنية" منذ العام 1968 بمسرحية "سيزرت" ولغاية العام 2020 بمسرحية "الحارس". وتخللت فصول الكتاب العشرات من الصور الفوتوغرافية التي كانت معادلاً وثائقياً لا غنى عنه، لجأ اليه الأستاذ الدكتور علي محمد هادي الربيعي في استكمال النهج الأكاديمي الرصين الذي تميز به هذا الكتاب ولازم بقية مؤلفاته التوثيقية، التي شكلت علامات مهمة في تاريخ ومسيرة البحوث المسرحية التوثيقية العراقية والعربية.

مشاركة :