مسعود الحمداني samawat2004@live.com (1) أصبح الناس أقل حذرًا تجاه "كورونا"، فالكثيرون يعتقدون أننا وصلنا إلى نهاية مطاف الزيارة المُفاجئة والثقيلة للوباء، لذلك رموا التحذيرات خلف ظهورهم، وبدأوا في خلع الكمامات، ورص صفوف الصلاة، وإقامة مناسبات الأفراح والأتراح، دون التزام بأيِّ إجراء، حتى أن بعض المجمعات التجارية لم تعد تطالب المرتادين بإبراز شهادات التلقيح، وأخذت الحياة تعود لطبيعتها قبل الأوان..وهذا هو الخطر الداهم، فمن مأمنه يؤتى الحذر. (2) قبل أيام وأثناء الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف ـ وفي أحد جوامع مسقط (المعبيلة الجنوبية تحديدا)، وتحت رعاية واعظ من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، اصطف المصلون دون تباعد، ودون كمامات، وكان الصف الأمامي الذي يضم رجال الدين "المحتفلين" أول المصلين حرصًا على مخالفة الإجراءات الاحترازية، والضرب بها عرض الحائط. كنتُ أتمنى أن يكونوا قدوة لغيرهم، وأن يكونوا أول الملتزمين بالقوانين، على الأقل من باب طاعة أولياء الأمر. (4) أعتقد أنه حتى هواتف التبليغ عن المُخالفين للتعليمات أصبحت غير ذات جدوى، وغير فعَّالة، لأنه لم يعد يجيب ولا يستجب للاتصالات، وكأن الأمر قد انتهى، بينما الواقع المؤسف يقول أن "تحورات" الوباء ما زالت في أوجها، وأن بعض الدول التي اعتقدت أنَّ الجائحة انتهت إلى الأبد، واحتفلت مبكرا بعودة الحياة إلى طبيعتها، عادت وأغلقت أبوابها من جديد، لذلك لا تستهينوا بالوباء، ولا تتهاونوا في الإجراءات. (5) عودة الطلبة إلى مدارسهم بكامل عددهم وعدتهم وعتادهم، هل جاء في وقته؟ أم أن الوقت لا يزال مبكرا للعودة للمدارس، وهل هذا إعلان بعودة الحياة إلى طبيعتها قبل الأوان؟ أم أن المعنيين على ثقة "تامة" لا يخامرهم ريب بأنَّ الوباء لن يعود؟ أتمنى أن يكون القرار سليماً، وأن يتحمل متخذوه المسؤولية الكاملة تجاه قرارهم إن حدثت أي انتكاسة لا قدّر الله. (6) ما تزال قضايا الناس ضحايا كورونا قضية معقدة وشائكة، أولئك الذين وجدوا أنفسهم وجهاً لوجه مع مصائرهم في الشركات التي سرحتهم، والذين تمت إعادتهم بعقود "مذعنة" تحت ذريعة الحد الأدنى للأجور الذي ابتكرته وزارة العمل، وأولئك الذين خسروا ما يملكون في التجارة التي أرادوها عوناً لهم فإذا هي قيد يكبلهم في السجون بسبب الديون التي أحاطت بهم، ولم يجدوا عنها مصرفا، ولم يجدوا حلا جذريا لمشكلتهم سوى تلك الحلول "الترقيعية" التي تحاول تسكين الألم، ولكنها لا تقضي عليه. لا ترموا بهم في بحر القروض والسجون، فهم بحاجة إلى طوق نجاة.
مشاركة :