مجلة تراث تُضيء على التراث وتجلياته في الأدب الإماراتي

  • 11/7/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

صدر في أبو ظبي العدد 265 لشهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، من مجلة تراث، والتي يُصدرها نادي تراث الإمارات بمركز زايد للدراسات والبحوث.  واحتوى العدد على ملف خاص تحت عنوان "التراث وتجلياته في الأدب الإماراتي"، وتضمن الملف على ستة عشر دراسة ومقالاً تدور في فلك الأدب والتراث على أرض الإمارات.  وفي افتتاحية العدد، تشير رئيسة التحرير شمسة الظاهري إلى أن التراث الشعبي يُشكل حضوراً في جميع فروع الأدب الإماراتي سواء على مستوى الرواية أو القصة القصيرة أو غيرها من الفنون الأدبية الأخرى، وأن الأدباء المبدعون رغم أنهم ينتمون إلى أجيال مختلفة، إلا أن لهم أسبابهم ودوافعهم في استدعاء التراث في نصوصهم الأدبية، ربما لقناعاتهم بأن التراث هو مصدر إلهام وثراء ومن الضروري استدعاؤه إلى متون الرواية ونصوصها، فالروائيون العرب التفتوا إلى تراثهم الشعبي الغني بعناصره ومكوناته وما يحمله من قيم إنسانية خالدة.  ولفتت  الظاهري  إلى أن الأدباء استلهموا من أساطيرهم وقصصهم القديمة والقصص الدينية شخصيات وموضوعات، منبهين في ذلك إلى مدى أهميته وخصوبته في تصوير حاضرهم.  وأوضحت بأن سجل التراث الشعبي حافل بالثقافة وبتجارب الإنسان ومعتقداته وطقوسه وبملامح هويته، لذلك حرص المبدع الإماراتي بالتشبث برصيده التراثي في الأعمال إن كانت أدبية أو فنية مبتكرة والتي تؤكد هويته في عالم متغير يغلب عليه التسطيح والفجاجة والتكرار.   تاريخ الرواية الإماراتية  وفي مقاله الذي تصدر صفحات العدد الجديد من المجلة، قال فلاح محمد الأحبابي، رئيس نادي تراث الإمارات، ان تاريخ الرواية الإماراتية يبدأ من عند رواية " شاهندة " للكاتب الإماراتي راشد عبدالله، المنشورة سنة 1970 – أي قبل أكثر من خمة عوقد مضت - وأنه خلال هذه العقود القليلة، نجحت تجربة الكتابة الأدبية الإماراتية في التعبير عن أدق تفاصيل حركة النهضة الاقتصادية وما صاحبها من تغيرات على مستوى البنى الاجتماعية والثقافية والفكرية.   ويشير الأحبابي في مقاله إلى أن التراث الإماراتي كان له حضوره البارز في تلك التجربة، بشكل يستحق دراسات مستقلة ومتخصصة، ترصد تجلیات ظہورہ، وآليات استخدامه، وزوايا النظر إليه، لاستخلاص ما يمكن أن يسهم في تعزيز مكتسباتنا من تراثنا الأصيل، الذي كان ركيزة بناء حقيقية، منذ بداية حلم الوحدة، إلى أن صار الحلم حقيقة متجسدة في دولة الإمارات.  وأكد رئيس نادي تراث الإمارات على أن ملف هذا العدد من مجلة تراث، هو أنموذج لما نأمل في اتساع نطاقه من دراسات في تجليات تراثنا الوطني، المعنوي والمادي، لاستثماره والمحافظة عليه، وتعزيز الهوية الوطنية، وزرع حب التراث في نفوس أبنائنا عبر وسائط جمالية، الآداب والفنون.  وفي تفاصيل العدد: يواصل الدكتور محمد شحاته العمدة رواية تفاصيل "سيرة الأميرة ذات الهمة"، ويتناول ياسر شعبان موضوع "المجتمع الإماراتي بين الهوية الكوزموبوليتانية"، وتغوص مريم النقبي في سيرة "الشاعر الراوي سعيد بن عبيد بن خميس الطنيجي"، و يرصد السيد نجم "الألوان في قصص حسين دعسة"، ويأخذنا منير عتيبة إلى عوالم "أهل الحيل والألعاب السحرية".  وتترجم الدكتورة هويدا صالح "زهرة الحرير والهولندي الطائر"، وأما صلاح صبري فيترجم "ثلاث قصص للأطفال"، ويتتبع جمال بربري جذور موضوع "المشاهرة"، وتجول بنا ميسون عبدالرحيم في "طريق بيع الخيل في وادي عارة"، ويوثق حسام الدين "رحلة المأذون الشعبي في الإمارات".  ويحاور طارق سعد، مخرج الأفلام التسجيلية هاشم النحاس، ويستعرض عبد الهادي شعلان قصة "الفيلم الإماراتي عوار قلب"، ويضيء عيد عبدالحليم على مسيرة الشاعر الإماراتي أحمد العسم ".  ونقرأ في العدد أيضا: "بيت القصيد" للدكتور عبدالعزيز المسلم "، و"قلوب تبحث عن جنتها" للدكتور فاطمة حمد المزروعي، و"عودة الحكايات" لهاني عويد، "الثفال ودفال أمي" لألم الشبانة، و"وجهة السفر التي لي" لمحمود شرف، و"بين كندا وألمانيا" لمنى لملوم، و"اللحظة الفارقة لحياة الخضر" لأسامة حداد، و"عائشة القرطبية" لأحمد فرحات، و"مرثية روائية لسيدة تكره الحزن" لأحمد مجدي همام، و"أنا كلهن" للدكتورة سهير المصادفة، و"صدفة خير من ألف معجم" لمختار سعد شحاته، و"تجربة مع الموروث" للدكتور عمار على حسن، و"هوامش في المدن والسفر والرحيل" للدكتور محمد سليم شوشة، و"سمير درويش واستحضار ديك الجن" للدكتورة زينب العسّال، و"الأخلاق مركز التواصل" لعائشة البرمكي، و"الخط العربي هوية وحضارة" لشريف عبدالمجيد، و"زيوريخ.. المدينة المسرحية" لجرجس فوزي.  وأما ملف العدد فقد شارك فيه الكتاب: أحمد حسين حميدان، والدكتور سعيد أصيل، والدكتور وائل إبراهيم الدسوقي، وسعيد بوعيطة، وصبحة بغورة، والدكتور صديق جوهر، وعبد المقصود محمد، وعزت عمر، وفاطمة المزروعي، ومحمد عطية محمود، ونادية بلكريش، وأنس الفيلالي، ونور سليمان أحمد، والدكاترة هيثم يحيي الخواجة، وهلا علي، ومحمد ياسين صبيح.  يذكر أن مجلة " تراث " هي مجلة تراثية ثقافية منوعة تصدر عن نادي تراث الإمارات في أبو ظبي، ويرأس تحريرها شمسة حمد الظاهري، ويدير تحريرها الشاعر وليد علاء الدين، والإشراف العام لفاطمة مسعود المنصوري، موزة عويص علي الدرعي، وتمثّل المجلة منصة إعلامية تختص بإبراز جماليات التراث الإماراتي والعربي الإسلامي، في إطار سعيها لأن تكون نزهة بصرية وفكرية، تلتقط من حدائق التراث الغنّاء ما يليق بمصافحة عيون القراء وعقولهم.  وقد انطلقت المجلة من رؤية الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، إلى الصحافة المتخصصة، باعتبارها همزة وصل ضرورية بين الباحث المتخصص والقارئ المتطلع نحو المعرفة، لتحيطه علماً بالجديد والمفيد، في لغة سلسة واضحة، تبسّط مصطلحات المختصين، وتفسّر غموض الباحثين من دون تشويه أو إخلال، جامعةً في ذلك بين المتعة والمعرفة.   

مشاركة :