صدر في أبو ظبي العدد 266 لشهر كانون الأول / ديسمبر 2021، من مجلة تراث، والتي يُصدرها نادي تراث الإمارات بمركز زايد للدراسات والبحوث. وتضمن العدد ملفا خاصا حمل عنوان "خمسون وخمسون ريادة وتفوق"، وتضمن الملف ثلاثة عشر مقالا ودراسة تلخص بعض علامات الخمسين عاما الماضية من تاريخ دولة الامارات العربية المتحدة، في عدد من الحقول المرتبطة بالتراث. وفي موضوع آخر تضيء المجلة على " سيرة مسيرة المسرح الإماراتي في مسيرة الخمسين "، لعصام القاسم، وأنواع الغوص على اللؤلؤ في دولة الامارات، لفهد علي المعمري، ومعهد الشارقة للتراث وجهود حماية التراث محليا ودوليا، لعلى تهامي، وتقدم المجلة – أيضا - قراءة في المجموعة القصصية "ماء" للأديبة الراحلة مريم جمعة فرج، للولوة المنصوري. قصة ملهمة وفي افتتاحية العدد، قالت رئيسة التحرير شمسة الظاهري، أن الإمارات تحتفل وتستشرف المستقبل بمبادئ الخمسين يعتبر هذا العام، الذي جاء ليحمل شعار "عام الاستعداد للخمسين"، عاماً استثنائياً تحتفل فيه دولة الإمارات العربية المتحدة بمناسبة مرور 50 عاماً على نشأة الدولة الاتحادية... ولفتت إلى أنه من خلال الإنجازات التنموية الكبيرة التي تحققت في الخمسين سنة الأولى من عمر الدولة، فدولة الإمارات اليوم تتطلع إلى استقبال الخمسين عاما المقبلة برؤية مفعمة بالتفكير الواضح والخطط المستقبلية. وأشارت الظاهري إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تسعى في مسيرتها التنموية إلى الحفاظ على ما حققته من إنجازات في توفير الحياة الكريمة لمواطنيها وتعزيز ذلك ببرامج وخطط مستقبلية طموحة، تعزز ما سعى له الشيخ زايد بن سلطان، ورعاه من بعده الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة والذي اعتمد في أكتوبر الماضي "مبادئ الخمسين". وهي عبارة عن مبادئ عشرة تعد بمثابة رؤية شاملة ومتكاملة ترسم المسار الاقتصادي والسياسي والتنموي والإنساني للإمارات. وأضافت بأنه تزامناً مع احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة بيوبيلها الذهبي، والتي لم تعد مجرد احتفال بحدث ذكرى التأسيس وإنما قصة ملهمة يجب أن تروى للعالم أجمع بما تحويه من قيم، وقع اختيارنا على هذا الموضوع ليكون ملفاً لعدد مجلة "تراث" لهذا الشهر، وكلنا أمل بأن تستمتعوا بموضوعات العدد الثرية والمتنوعة. منهج علمي منضبط وفي مقاله الذي تصدر صفحات العدد الجديد من المجلة، قال فلاح محمد الأحبابي، رئيس نادي تراث الإمارات،أنه بشموخ الواثق في منجزه ورؤيته، تودع دولة الإمارات العربية المتحدة الخمسين الأولى من مسيرة اتحادها، وتستقبل الخمسين الجديدة، منطلقة كدأبها، تحت راية قيادتها وسواعد أبنائها، نحو مستقبلها المنشود. من يتأمل فلسفة المنهج الذي تعاملت به القيادة لدولتنا الحبيبة، مع عتبة الخمسين: 2021 الفاصلة بين خمسين مضت وأخرى مقبلة، يكتشف أن هذا المنهج قد لخص - ببراعة فائقة - المحاور الفكرية الأساسية في نهج دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ إرهاصات تأسيسها، على يد الراحل الشيخ زايد، والآباء المؤسسين، وهو منهج علمي منضبط، يقرأ ويحلل ويخطط وينجز بأدوات العصر وعلومه، يؤطره أنموذج قيمي، مستمد بوعي من منظومة حضارة الأجداد الذين عاشوا على هذه الأرض. وأضاف الأحبابي بأنه في العدد الحالي من مجلة "تراث" استلهمنا هذه الرؤية، وأردنا أن تكون مشاركتنا في التعبير عن الفخر والسعادة بعام الخمسين، ملفا يلخص بعض علامات الخمسين الماضية، في عدد من الحقول المرتبطة بالتراث، لتكون عتبة إنجاز للخمسين الجديدة نحو المستقبل المنشود، وأسميناه "خمسون وخمسون.. ريادة وتفوق". وهي السمة التي انسحبت على بقية مواد العدد التي كانت المشاركة فيه لنخبة مميزة من الباحثين والكتاب من أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن العرب المقيمين على أرضها ممن عايشوا التجربة عن قرب ليكون عدد ديسمبر 2021 من مجلة تراث هديتنا لدولتنا في عيدها الذهبي. وفي ملف العدد نقرأ:إرهاصات الوحدة الإماراتية قبل قيام الاتحاد، للدكتور خالد بن محمد مبارك القاسمي، ودولة الإمارات قوادمها التألق وخوافيها الازدهار، للدكتور هيثم الخواجة، ومسيرة اتحاد الإمارات، لموزة سيف المطوع، و2 ديسمبر يوم العطاء، لمريم سلطان المزروعي، والإمارات العربية المتحدة.. حكاية أمة لا تعرف المستحيل، لعبدالعلیم حریص، وخمسون وخمسون، لفاطمة المزروعي، وعام الخمسين والعمق التاريخي لشعار إكسبو الأثري،لعبداللهعبد الرحمن الحمادي، وأهمية الاتحاد في فكر الشيخ زايد وحياته، لعلي كنعان، وأمة بحجم المستقبل،لعبد الفتاح صبري، وزايد.. الشخصية الاستثنائية، للدكتور متي بونعامة،وشعراء ومثقفون إماراتيون، لصلاح أبوزيد، وخمسون عامًا من الإبداع، لعزت عمر، ومشروع المواءمة بين الأصالة والمعاصرة ونجاعة المسيرة،لخالد صالح ملكاوي. الحكايات المغناة وفي موضوعات العدد، يكتب محمد بن أحمد خليفة السويدي، عن يوم الشهيد، ويكتب محمد عبدالعزيز السقا، عن العبدري من المغرب الأقصى إلى البيت المعمور، ويلقي راشد سعيد المبارك الضوء على اللغات السامية القديمة. ونقرأ لفيبي صبري "الأخلاق في التراث الإنساني"، وفي أصداء الذاكرة يكتب الدكتور حمزة قناوي عن "هوية تحت القصف"، وأما الدكتور صديق جوهر فيكتب عن رمزية البحر في التراث الأدبي الإماراتي، وتهدينا مريم النقبي مختارات من قصائد محمد خليفة بن حاضر. ويحدثنا شريف مصطفى، عن الحيوان في المخيال الإنساني، ويضيء مصطفى سعيد، على طرائق نغمية جديرة بانتباهنا، وتأخذنا فاطمة عطفة في جولة باكسبو 2020 دبي الذي يحتضن العالم وثقافاته، وتكتب الدكتورة نورة المزروعي عن فنّا الموسيقى والرسم. كما يكتب الدكتور عبدالعزيز المسلم عن الحكايات المغناة، ونختتم بموضوع في معني الدولة وأهاليها للدكتورة فاطمة حمد المزروعي. يذكر أن مجلة "تراث" هي مجلة تراثية ثقافية منوعة تصدر عن نادي تراث الإمارات في أبو ظبي، ويرأس تحريرها شمسة حمد الظاهري، ويدير تحريرها الشاعر وليد علاء الدين، والإشراف العام لفاطمة مسعود المنصوري، موزة عويص علي الدرعي. وتمثّل المجلة منصة إعلامية تختص بإبراز جماليات التراث الإماراتي والعربي الإسلامي، في إطار سعيها لأن تكون نزهة بصرية وفكرية، تلتقط من حدائق التراث الغنّاء ما يليق بمصافحة عيون القراء وعقولهم. وقد انطلقت المجلة من رؤية الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، إلى الصحافة المتخصصة، باعتبارها همزة وصل ضرورية بين الباحث المتخصص والقارئ المتطلع نحو المعرفة، لتحيطه علماً بالجديد والمفيد، في لغة سلسة واضحة، تبسّط مصطلحات المختصين، وتفسّر غموض الباحثين من دون تشويه أو إخلال، جامعةً في ذلك بين المتعة والمعرفة.
مشاركة :