صدر أخيراً في الشارقة العدد المزدوج 42 –  43 لشهري مايو/ايار – حزيران/يونيو 2022، من مجلة "مراود" التي يصدرها معهد الشارقة للتراث، ويرأس تحريرها الدكتور عبدالعزيز المسلّم رئيس المعهد. وتصدر العدد ملف خاص حمل عنوان "النجوم والمواسم في التراث الإماراتي.. علامات يُهتدي بها"، شارك فيه نخبة من الباحثين والكُتّاب العرب. كما تضمن العدد مقاربات متنوعة تدور في فلك التراث الثقافي، منهـا مـا يرتبط بالتراث الفني، أو المعتقدات الشعبية، أو الشعر النبطي، وبعضهـا دراسات وقراءات عميقـة تغوص في أعماق التراث العربي، مع إطلالة وارفـة علـى تـراث الشعوب. كما تستعرض المجلة ومضات من سيرة الراوي الوالد الراحل سيف علي سيف المنصوري، رحمه الله، الذي وافته المنية قبل أيام، محتفية بشـذرات مـن سيرته ومعارفه التراثية الزاخرة، والتي أثرت المكتبة الإماراتية. وفي افتتاحية العدد، كتب الدكتور عبدالعزيز المسلّم، رئيس التحرير، عن موضوع النجوم والمواسم باعتبارها موضوعا مهما في صميم التراث العربي والإماراتي، وأشار إلى أن النجـوم كـانـت علـى الـدوام علامات يهتدى بها في بيـداء شاسعة، وفضاء واسع لا حد له، فكانت المطالع تنير دروب السالكين منذ القدم. حكايات وأساطير ولفت المسلّم إلى أن العرب نسجوا الكثيـر مـن الحكايات والأساطير حـول هـذه المطالع؛ تعبيراً عن ارتباطهـم بهـا، وتعلقهم بمواقيتها التي تؤثر في حياتهم ومعاشهم؛ وقال بأنهمع ظهـور سهيل يعرفـون ذلـك مؤشرا حيا إلى بداية انقضاء القيظ، وبداية البرودة، كما يتأثر الزرع والضرع بتلك التقلبات المناخية والتغيرات الجوية. وأكد رئيس تحرير المجلة على أهمية دور معهد الشارقة في تناول شتى الموضوعات المتعلقة بالتراث، ومن ذلك قيام المعهد بإصدار لكتابين مهمين في مجال النجوم والمواسم، أولهما: "النجوم والمواسم عند العرب"، للخبير الفلكي إبراهيم الجـروان، والآخر "حسابات سهيل وحسابات الـدرور"، للخبير الفلكـي صـخـر عبـد الله. العناية بالكتاب وأما مدير تحرير المجلة، الدكتور منّي بونعامة، فقال في كلمته على الصفحة الأخيرة من المجلة، ان الشارقة ورثت الاهتمام بالكتاب، والعناية به، فكان جوهـر نهضتها، وأساس تطورها، وعامل رقيهـا وازدهارهـا، فهـو كتابهـا المسطور، وغدهـا المشـرق المنظور، الذي حقق لهـا السمعة والصيت والحضـور، يروي الأخبار، ويسرد الأطوار، وهـو الشفرة السرية، والوصفة السحرية للنهضـة الثقافية والفكريـة التـي شهدتها الإمارة على مدى أربعين عاماً، بفضـل جـهـود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بـن مـحمـد القاسمي ، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ، ومشروعه الثقافي الذي ارتكز في جوهـره علـى الكتاب. وأوضح بونعامة، بأنه اتساقاً مـع تلك الرؤية، وذلك التوجـه، عمـل معهـد الشارقة للتراث منذ تأسيسه على الاهتمام بالنشر العلمي، ورفد الساحة الثقافية والمكتبة الإماراتية بموضوعات علمية قيمة، تراعـي المعايير العلميـة والضوابط الأكاديمية المتعارف عليها في مجال النشر وصناعة الكتاب، بما يتسـق مـع مشـروع الشارقة، تماشيا مع توجيهات صاحب السمو حاكـم الشارقة، السامية والرامية إلى بناء جسـور المعرفة عبـر الكتاب، مـن خـلال انتخاب عناويـن شـائقة، ذات مضامين ثرية تسهم في بلورة الوعي الثقافي، وإثراء المكتبة الإماراتية والعربية بالجديد والمفيد في مجال التراث الثقافي. وفي ملف العدد نقرأ: "الدرور هي الأرصاد الجوية عند الأجداد" للباحث فهد علي المعمري، و"نجوم القيظ عند العرب" لإبراهيم الجروان، رئيس جمعية الإمارات للفلك، و"الدرور بوصلة ربانية وهدي الشعوب" لفاطمة سلطان المزروعي، رئيسة الأرشيف الوطني، و"المواسم ما بين سهيل والثريا" للكاتبة مريم سلطان المزروعي، و"الدرور حسابات فلكية لأهل المنطقة" للباحث جمعة بن ثالث، و"نجم الثريا وجمرة القيظ" للكاتب سلامة الرقيعي، و"المقيظ في الأمثال والأقوال والحكم الشعبية في حياة أهل الإمارات"، للباحث والإعلامي خالد صالح ملكاوي، و"المواسم غوص في أطياف الكلمة" للكاتب محمد عبد الله عبد الرحمن.   الوتريات العربية وفي موضوعات وأبواب العدد: يواصل الباحث علي العبدان، دراساته حول "الوتريات العربية في علم الآثار الموسيقيّ"، وفي زاوية فنون شعبية نطالع للباحث علي العشر، خبير التراث الفني بمعهد الشارقة للتراث، مقالا بعنوان "الفنان الشعبي"، وفي زاوية الحيوان في التراث الإنساني، يتحدث الباحث على أحمد المغني، عن "الحيّة في التراث الإنساني"، وفي زاوية دراسات، نقرأ للكاتب والناقد محمد عبد الله نور الدين، مقالا بعنوان "الاستعطاف في الشعر الشعبي"، ونبقي مع النقد الأدبي، حيث نقرأ مقال "انتصار الإرادة على الخيبات في رواية بلا وجه" بقلم الأكاديمي والناقد فهد حسين، وفي فضاءات نقرأ "الرجل المجهول في الحافلة"، للكاتب حسين الراوي، وفي خواطر يتناول الكاتب طلال سعد الرميضي موضوع "إشكاليات كتابة التاريخ في وسائل التواصل الاجتماعي"، وفي زاوية قصة التراث الشعبي، يكتب الدكتور مصطفى جاد، عميد المعهد العالي للفنون الشعبية بالقاهرة، عن "فلكلور الماء.. طقوس المطر"، وفي قراءات أدبية يستعرض الإعلامي خالد عمر بن قفه رواية "موت صغير.. سيرة متخيلة لحياة محيي الدين بن عربي"، وفي زاوية تنبيهات، نقرأ للكاتب سعيد يقطين "هواية مجنونة.. الفرج بعد الشدة"، ويستعيد إيهاب الملاح، مدير تحرير سلسلة كتاب عالم التراث، صورة ما كان في العالم العربي قبل ظهور الراديو، ويُضيء الدكتور منصور جاسم الشامسي، على المسيرة الإبداعية للشاعر راشد سعيد شرار، وفي زاوية أمثال شعبية، يلقي الدكتور عبد الرزّاق الدرباس، الضوء على "طقوس البحر في الأمثال الشعبية الإماراتية"، وفي زاوية عيون التراث، نطالع قراءة لكتاب "الأدب الكبير والأدب الصغير لابن المقفع" للكاتب حجاج سلامة، وفي زاوية الحكاية الشعبية، يناقش الدكتور عبد الحكيم الزبيدي، موضوع "التشابه بين الحكايات الشعبية العربية"، وفي قراءات، يقرأ لنا الدكتور أحمد إبراهيم الشريف، رواية "موسم الكبك"، ويستعرض الكاتب منير عتيبة، كتاب "مملكة وجدو بين الأسطورة والتاريخ"، وفي مقاربات نتعرف على "أمثال دارفور السودانية العربية"، من خلال دراسة للدكاترة جيرنو أحمد جالو، ومريم حميدان حقيل، وفي فنون عربية، نتعرف مع الكاتب حسين الهامشي، على "الفنون الشعبية العمانية"، وفي مشاهير التراث، يطلعنا الكاتب ضياء حامد، على سيرة ومسيرة "علي عبدالله خليفة.. صائد اللؤلؤ"، وفي عبق الماضي، ترسم لنا الباحثة صبحة بغورة صورة لـ "الجزائر في رمضان"، وفي ذاكرة مكان، نجول مع الصحفي بكر محاسنة، داخل معالم وقلاع "مدينة كلباء" الشاهدة على عراقة الشارقة وعمق تاريخها. الموسيقى الكناوية ونتعرف مع الكاتب والقاص هشام أركيض، على "الموسيقى الكناوية" ورحلتها من المحلية إلى العالمية، وترصد الدكتور هويدا صالح "تمثلات التراث في ربيع الغابة.. واسئلة الخطاب الروائي المتجددة"، وفي زاوية التراث والتكنولوجيا نتعرف من خلال الباحث أحمد عادل زيدان، على "التكنولوجيا وفرص إعادة الاستخدام في سياق التراث الثقافي"، وإلى موريتانيا نتوجه بصحبة الكاتب محمد محمود سيدي محمد، لنتعرف على تاريخ "المحضرة الشنقطية.. أنموذج رائد للتعليم التقليدي"، وفي مقالين منفصلين لسارة إبراهيم، من اسرة تحرير مجلة مراود نقرأ عن الجمل في التاريخ من خلال كتابات روبرت اروين، و"قارب الشاشة وطرق الصيد.. غوص في حرفة على حافة الاندثار"، وفي قصص التراث نقرأ لشهرزاد العربي "جولكا وشاندرا وزهرة اللوتس"، وفي نافذة، تختتم المجلة موضوعات عددها المزدوج بموضوع حول "حرير دودة القز الصيني" للكاتبة دانية رونغ دان دان، ترجمة عبد الرزّاق تشيان دا رونغ، ومراجعة جمال بن علي آل سرحان. يُذكر أن "مراود" هي مجلة معنية بالتراث الإماراتي والعربي والعالمي، ويرأس تحريرها الدكتور عبد العزيز المسلّم، ومستشار التحرير ماجد بوشليبي، رئيس جمعية المكتبات والمعلومات، بمعهد الشارقة للتراث، ومدير التحرير الدكتور منَي بونعامة، مدير إدارة المحتوي والنشر بمعهد الشارقة للتراث، ويتكون مجلس التحرير من: على العبدان، وعتيج القبيسي، وعائشة الشامسي، وسارة أحمد، وسارة إبراهيم، وسكرتير التحرير أحمد الشناوي.. كما تضم هيئة التحرير منير حمود وبسام الفحل للإخراج والمراجعة اللغوية، وتصدر المجلة شهريا عن معهد الشارقة للتراث.