احتجاجات جديدة بعد وفاة شاب إثر استعمال الأمن التونسي الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة

  • 11/9/2021
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

ونفت السلطات أن يكون الشاب البالغ من العمر 35 عاما، توفي بسبب الغاز، مشيرة الى أنه قضى إثر وعكة صحية. وكان المتظاهرون يطالبون السلطات بالتراجع عن قرار إعادة فتح مكب للنفايات في المنطقة. وقال مسؤول في المستشفى لوكالة فرانس برس الثلاثاء "نُقل عبد الرزاق لشهب لمستشفى عقارب وكان في حالة اختناق". وقال قريبه حسين لشهب "أصيب باختناق خلال التظاهرة بسبب الغاز، ونقلته إلى المستشفى حيث توفي". وأضاف أن "الغاز المسيل للدموع تسرّب داخل المستشفى". وأكدت شقيقته التي تعمل ممرضة في المستشفى في تصريحات إعلامية "رموه بالغاز، قتلوه بالغاز". تجددت الاحتجاجات الثلاثاء، لا سيما بعد الغضب الذي أثارته وفاة الشاب. وأضرم محتجون النار في مركز أمني، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية ياسر مصباح وكالة فرانس برس. وتم فتح تحقيق قضائي في أسباب وفاة الشاب. ونفت وزارة الداخلية خبر وفاة الشاب جرّاء إصابته بالغاز، وأوضحت في بيان أن "المعني بالأمر توفي إثر إصابته بتوعك صحي طارىء بمنزله الكائن على بعد ستة كيلومترات من مكان الاحتجاجات، ثم نقله أحد أقاربه إلى مستشفى المكان حيث فارق الحياة". في المقابل، أكد "المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية" أن وفاة الشاب "نتجت عن الاستعمال المكثف للغازات". "تدخل أمني وحشي" بدوره ندد الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية العمالية) ب"التدخل الأمني الوحشي" تجاه "الاهالي العُزل" ودعا في بيان الثلاثاء إلى اضراب عام الأربعاء في القطاعين العام والخاص في عقارب. كما أوضح الاتحاد أن الشاب توفي "إثر اصابته المباشرة بقذيفة غاز مسيل للدموع خلافا لما ورد في بيان الداخلية وما تضمنه من مغالطات". تتزامن الاضطرابات مع أزمة سياسية حادة تمر بها تونس منذ 25 تمّوز/يوليو حين أعلن الرئيس قيس سعيّد تولي السلطات في البلاد وتجميد أعمال البرلمان واقالة رئيس الحكومة السابق هشام المشيشي معتمدا في ذلك على تأويله للمادة 80 من دستور 2014. ومنذ ذلك التاريخ علّق سعيّد بابين من الدستور وعيّن رئيسة للحكومة هي نجلاء بودن وأصدر مراسيم قانونية تخوله تسيير الحكومة وسط انتقادات واسعة من قبل حقوقيين وسياسيين عبروا عن مخاوف من "انحراف سلطوي" تشهده تونس البلد الوحيد الناجي من ما عرف "بالربيع العربي". وأعيد الاثنين فتح مكب نفايات "القُنّا" بعقارب، وشهدت المنطقة احتجاجات ليلية قامت بها مجموعة من الشباب رشقت بالحجارة قوات الأمن التي ردّت باستعمال الغاز المسيل للدموع، وفقا لمراسل فرانس برس. أغلق مكب النفايات في عقارب في أواخر أيلول/سبتمبر الفائت، وجاء القرار إثر احتجاجات على رمي نفايات كيميائية في الموقع المخصص للنفايات المنزلية، لكن شهدت مدينة صفاقس بعد ذلك تكدسا للنفايات في الشوارع. وصفاقس هي ثاني أكبر مدن تونس التي يتجاوز عدد سكانها مليون نسمة وتتركز بها مناطق صناعية كبرى. وحذر المنتدى التونسي للحقوق الثلاثاء من "عودة المعالجات الأمنية للتصدي للمطالب الاجتماعية المشروعة" والتي "لن تزيد الوضع الاجتماعي والسياسي إلا تعقيدا". وكان الرئيس التونسي دعا وزير الداخلية توفيق شرف الدين ورئيسة الحكومة نجلاء بودن في اجتماع معهما الاثنين إلى إيجاد حلول عاجلة للوضع البيئي في صفاقس والذي وصفه "بالكارثي". واتهم سعيّد أطرافا لم يكشف عنها ب"محاولة تأجيج الوضع الاجتماعي" إثر تكدس النفايات في مدينة صفاقس لأسابيع.

مشاركة :