«مؤتمر تجديد الخطاب الديني» الذي اختتم أعماله في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بأبوظبي أمس، والتوصيات التي تمخّض عنها، تصب في روافد الفكر التسامحي التصالحي المعتدل الذي تعتد به الإمارات وتبني سياساتها عليه، خدمة للإنسانية، بعيداً عن الاعتبارات العرقية والطائفية واللونية، وكل ما يفرّق. على مدار يومين ناقش المشاركون أهم الإشكالات المتعلقة بالخطاب الديني، مستلهمين رؤية الإمارات في نشر ثقافة السلم والتعايش والتسامح ضمن مجتمع التنوع والتعددية، وتعزيزاً للوعي بأهمية الخطاب الديني في الدعوة إلى الحياة والإعلاء من شأن الإنسان في كل مكان، وترسيخ مبدأ الأخوة الإنسانية وإشاعة روح السفينة الواحدة، لما ينتج عن هذه الرؤية وهذه الروح من ثمار إيجابية تجنيها الإنسانية جمعاء. الإمارات تدرك أن أي خطوة جادة نحو خطاب التجديد وممارسته ستنعكس إيجابياً على العلاقات الإنسانية والأمن البشري، وستفتح معبراً إلى الأخوة الإنسانية الرحبة، ومدخلاً إلى الانسجام الحضاري، ومخرجاً من دهاليز الضغائن والأحقاد وانتهاك إنسانية الإنسان وحقه في الحياة الحرة الكريمة المصانة. الإمارات تفتح الستار على بداية خمسين سنة جديدة من عمرها، وهي تتبنى مشروعاً تجديدياً كبيراً يقوم على استعادة رواية الدين السمح والرؤية الحضارية الأصيلة، وتقديم المقاربات التواصلية وتبني النماذج التعايشية في شتى ميادين العلاقات الإنسانية، ومعالجة معادلة التراث والحداثة للإفادة منها في صياغة منهجية رصينة للتعامل مع ما تثيره قضايا الواقع من إشكالات وتطوير المقررات والمناهج الدراسية المعتمدة لخدمة تجديد الخطاب الديني المعاصر ومخرجاته، وبلورة سياسات واستراتيجيات وخطط وبرامج لخطاب ديني علمي تنويري متجدد، يجمع معارف الشرع وعلوم العصر والإنسان والحياة في بوتقة واحدة. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :