الحديث عن السيدة ليلى يوسف المؤيد هو ليس حديثاً عن سيدة أعمال من ألمع سيدات أعمال البحرين والمنطقة، فحسب، بل هو حديث عن سيدة صاحبة مبادئ إنسانية ورغبة صادقة في النهوض بالمجتمع البحريني. ولها في الأمرين باع طويل، وعلاقة وطيدة، ليست وليدة اليوم، بل أن كل هذا نما مع نموها على هذه الحياة. فمن جهة فهي عضو مجلس إدارة تنفيذي رئيس قسم الأملاك بمجموعة يوسف خليل المؤيد وأولاده، ولا يخف على أحد بأنها إحدى أنجح الشركات البحرينية. ومن جهة أخرى فالسيدة ليلى، من مؤسسي جمعية أوال النسائية، وهي إحدى أهم الجمعيات المعنية بالمرأة والأسرة في البحرين، لا بل والمنطقة ككل، كما أنها من أعضاء الهلال الأحمر البحريني، إضافة لكونها من أوائل البحرينيين الذين أولوا اهتماماً باللقطاء، في الوقت الذي كان نادراً ما يتم الالتفات لهذه الفئة. وليلى أيضاً، هي إبرز مؤسسي لجنة الأحوال الشخصية في بداية الثمانينات، والتي أنبثق منها قانون أحكام الأسرة الشق السني، والمطبق منذ العام 2009، في المحاكم السنية. ولعل من نافل القول هنا، الاشارة إلى أن السيدة ليلى المؤيد هي حرم المرحوم طارق المؤيد، وزير الإعلام السابق، والذي كان معروفاً بإخلاصه في عمله، وعطائه اللامحدود، وكل هذا وأكثر أكتسبته ليلى المؤيد، وسارت عليه في حياتها الخاصة والمهنية على حد سواء. ليلى المؤيد التي فتحت أبواب مكتبها، فتحت أيضاً، أبواب قلبها لنا، وحدثتنا بأريحية من مكتبها المطل على البحر، داخل العمارة التي كانت عبارة عن منزل العائلة. ولدت ليلى المؤيد، لتشعل بذلك فرحاً، في أسرة لم تفرق بين الأولاد والبنات، في الوقت الذي كانت فيه العديد من العائلات العربية لا تستبشر خيراً بقدوم الفتاة. فيما أشعلت ليلى بقدومها الفرح، إذ كانت أولى كريمات رجل الأعمال المتنور المرحوم السيد يوسف خليل المؤيد، لحقتها الكاتبة السيدة سلوى، وسيدة الأعمال الناجحة آمال ومن ثم رئيسة مجلس إدارة جمعية المنتدى السيدة منى وكلاهما سيدات أعمال من الطراز الرفيع أيضاً، هذا ما كان من شقيقات ليلى، أما ما كان من أشقائها فهم كل من رجال الأعمال السيد فاروق، والسيد فريد المؤيد. وفي أجواء عائلية مليئة تحيطها المودة، وعقلية تجارية تررعت ليلى المؤيد، منذ الصغر، ذلك فليس من المستغرب في شيء تعلقها الشديد بالتجارة وإدارة الأعمال، وتغلغلهما في حياتها. لا لركن بهجة الطفولة ومع خمسينيات القرن العشرين، انتظمت ليلى المؤيد في التعليم النظامي، لتكون بذلك ضمن الدفعة الأولى التي تدرس في مدرسة الزهراء الإبتدائية للبنات. تأخذ ليلى نفساً عميقاً قبل أن تستذكر زميلاتها في مقاعد الدراسة روز ناير ابنة وفيقة ناير أحد أهم أعمدة التعليم في البحرين، وفية جعفر خلف حرم أحمد حميدان، فرزانة كازروني، شهرزاد يتيم، وآخريات قد لا تسعفها ذاكرتها الآن لسردهن جميعاً، لكن الذاكرة نفسها لا يمكنها أبداً أن تركن بهجة طفولتها معهن. ووفق ليلى المؤيد فان مدرسة الزهراء الإبتدائية للبنات كانت مدرسة مثالية، ومن أفضل المدارس البحرينية، فقد كانت تهتم بتربية وتعليم الطالبات حتى أصبحن على ما أصبحن عليه اليوم، والكثيرات من خريجاتها اليوم هن من أهم سيدات الأعمال وسيدات المجتمع المتنورات والمؤثرات في المجتمع، ويعملن في مجالات قيادية متنوعة، ساهمت في نهضة البلاد. المشاركة المجتمعية وبعد مرور 6 أعوام على دراسة ليلى المؤيد في مدرسة الزهراء، تخرجت منها لتنتقل بذلك للدراسة في مدرسة المنامة الثانوية للبنات. وتتلمذت ليلى المؤيد على يد ثلة من المدرسات الفاضلات، التي ساهمن في نشأتها وتطورها هي وزميلاتها في الدراسة أمثال سهام فخرو، وشريفة فخرو، وحياة المؤيد. وكانت لليلى المؤيد مشاركات في الأنشطة المدرسية، كإلقاء الخطب في الطابور الصباحي، وخلال هذه المرحلة أيضاً تولد لديها حس الرغبة في المشاركة المجتمعية التطوعية عبر تغيير الصورة النمطية حول المرأة، ورغبتها في ضرورة المساواة بين المرأة والرجل. توسعة المدارك وبالنسبة إلى ليلى فان أهم ما يميز مدرسة المنامة الثانوية للبنات، هو أنها لم تكن محصورة على منطقة محددة، بل كانت تحوي فتيات قادمات من كافة مناطق البحرين، وكل فتاة قادمة من بيئة وثقافة مختلفة، شكلت فسيفساء جميلة، ساهمت في توسعة مداركي يومها على عوالم جديدة، تقول السيدة ليلى المؤيد كانت تربطنا مع كل الطالبات علاقات وطيدة جميعاً. ولعل من الجدير ذكره هنا إلى أن فصول المدرسة جميعها كانت عبارة عن أربعة فصول دراسية فقط في السنة الدراسية الواحدة. وبعد تخرجت السيدة ليلى المؤيد من المدرسة، توجهت للدراسة في الجامعة الأمريكية في بيروت، لتكون بذلك من بين أوائل البحرينيات المتوجهات لإكمال تعليمهن الجامعي. وفي بداية الأمر توجهت السيدة ليلى المؤيد لدراسة العلوم العامة، ومن بعدها اختارت الفلسفة وعلم الاجتماع، فبعد عامين من الانتظام الدراسي في الجامعة ببيروت، أكملت ليلى تعليمها الجامعي بنظام الانتساب. ومن اللافت فعلاً، اختيار السيدة ليلى المؤيد لدراسة هذا التخصص، رغم ميولها المبكرة وتعلقها بإدارة الأعمال والتجارة، تفسر المؤيد هذا الاختيار بـ بصراحة أخترت هذا التخصص لأنه كان يتيح لطلبته إكمال الدراسة بالإنتساب، فقد كنت وقتها مقبلة على الزواج. لم تنته بعد ذكريات السيدة ليلى المؤيد ... في الأسبوع المقبل المزيد من التشويق... فترقبوه
مشاركة :