لاهاي - عندما استلم منصبه في آب/أغسطس الماضي، لم يتردّد المدرب الهولندي المحنّك لويس فان غال في الإعلان جهارة بأن هدفه هو "احراز كأس العالم" المقبلة في قطر. بات على مقربة من تحقيق الجزء الاول من رهانه، لأن منتخب بلاده يقف على مشارف التأهل إلى النهائيات. يثق فان غال (70 عاماً) بنفسه ثقة عمياء ولا مجال للشكّ في قاموسه والنتائج تؤكد بأنه على حق وإن كان منتقدوه يأخذون عليه غروره. باشرافه، لم يتعرّض "البرتقالي" لأي هزيمة في خمس مباريات منذ أن حلّ بدلا من فرانك دي بور الذي أقيل من منصبه على اثر الخروج المخيب لفريقه من كأس أوروبا الاخيرة. وبعد ان استهل مشواره على رأس الجهاز الفني لمنتخب بلاده للمرة الثالثة بعد 2000-2001 و2012-2014، بالتعادل مع النروج 1-1 في تصفيات المونديال، حقق فريقه الفوز في المباريات الأربع الاخيرة مسجّلاً 17 هدفا ليعوض بالتالي بدايته السيئة في هذه التصفيات عندما خسر 2-4 أمام تركيا، ثم خروجه المبكر في الدور الثاني من كأس اوروبا الأخيرة على يد تشيكيا صفر-2. على مشارف التأهل يتصدر المنتخب الهولندي مجموعته برصيد 19 نقطة مقابل 17 لمنافسه المباشر نظيره النروجي، وفي حال فوز هولندا على مونتينيغرو وعدم فوز النروج على لاتفيا، فانه سيضمن عودته الى العرس الكروي بعد غيابه عن النسخة الاخيرة في روسيا عام 2018. أما في حال فوز المنتخبين الهولندي والنروجي، فان المواجهة بينها على ملعب "دي كويب" في روتردام الثلاثاء المقبل ستكون حاسمة، علما بان التعادل سيكفي هولندا في هذه الحالة. وتصبّ الترشيحات في هذه المباراة لصالح هولندا، لا سيما بأن النروج تخوضها في غياب هدافها إرلنيغ هالاند المصاب. لكن فال غال حذّر لاعبيه من مغبة الاستهتار بمونتينيغرو في مباراة السبت بقوله "قبل التفكير بمباراة النروج، يجب التركيز على مونتينيغرو والا فقد تتطاير احلامنا". واضاف مدرب برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني ومانشستر يونايتد الإنكليزي السابق "يجب ألا ننسى بأن مونتينيغرو سيطرت على مجريات اللعب ذهابا على أرضنا في الدقائق العشرين الاولى، وبالتالي لا تعتقدوا بأني سأقوم باجراء التجارب في هذه المباراة. الهدف الوحيد هو الفوز بغض النظر عن الطريقة. أما في ما يتعلق بالتكتيك، فإنه سيكون لدينا متسع من الوقت في الربيع للبحث في هذا الامر". ويستطيع فان غال الاعتماد على تشكيلة من اللاعبين ذوي الخبرة الذين يدافعون عن أفضل الأندية الأوروبية وعلى رأسهم قائد المنتخب فيرجيل فان دايك مدافع ليفربول الصلب، وممفيس ديباي مهاجم برشلونة، ودالي بليند مدافع اياكس امستردام. عدم التأهل بوجود مجموعة كهذه سيعتبر اخفاقاً كبيراً لفان غال الذي تذوّق طعم مرارة الغياب عن مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002. وعد فان غال عائلته بان تكون مهمته الحالية هي الاخيرة له في مسيرته وهو لا "يريد حتى التفكير بهذا الامر". يُذكر ان فان غال كان قد نجح في قيادة منتخب بلاده الى نصف نهائي مونديال البرازيل عام 2014 ثم احتل المركز الثالث بفوزه على الدولة المضيفة 3-صفر.
مشاركة :