تراجعت الليرة التركية بنحو 0.8٪ إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 10.075 مقابل الدولار الأمريكي، في ظل إصرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أسعار الفائدة المنخفضة. ويأتي هذا التراجع في لحظة عبرت فيها إيران وتركيا عن رغبتهما في تعزيز التعاون الإقليمي والثنائي، خلال زيارة وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إلى طهران أمس الاثنين. وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان “اتفقنا على تطوير العلاقات بين البلدين”، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي. ,وصف هيثم الجندي، كبير محللي السوق في T-Matrix، في مقابلة مع “العربية” تراجع الليرة التركية، بأنه “انعكاس لتحرك تركيا ضد الاتجاه العالمي، في لحظة يتجه فيها العالم نحو التضييق النقدي، تعزز تركيا التيسير النقدي غير المبرر بخفض الفائدة ويؤدي هذا الاتجاه إلى تفاقم أسعار الفائدة الحقيقية السلبية التي تلحق الضرر بالعملة”. ويبيع المستثمرون الليرة في ظل السياسة النقدية الخاطئة، بالنظر إلى دعوات الرئيس رجب طيب أردوغان المتكررة لخفض أسعار الفائدة وتغييراته المتكررة في قيادة البنك المركزي. من المتوقع أن يخفض البنك المركزي سعر الفائدة إلى 15 بالمئة هذا الأسبوع، وفقا لاستطلاع أجرته رويترز، حتى مع استمرار التضخم بالقرب من 20 بالمئة. ويعتقد أردوغان أن أسعار الفائدة المنخفضة هي مفيدة للإقتصاد التركي، حيث تساعد الأعمال التجارية على الإقتراض والتوظيف بينما الرفع من أسعار الفائدة يدفع المستثمرين ورجال الأعمال إلى وضع أموالهم في البنوك والحصول على فائدة بنكية عالية. كما تفاقم الانخفاض الأخير في الليرة بسبب ارتفاع الدولار بعد بيانات التضخم الأمريكية التي فاقت التوقعات، وهو ما يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية ستلجأ إلى رفع سعر الفائدة لتقوية الدولار. وتعد الليرة التركية أسوأ العملات في الأسواق الناشئة، وقد فقدت ثلثي قيمتها في خمس سنوات، مما أدى إلى انخفاض دخل المواطنين في حين ارتفع التضخم إلى رقمين. انهيار الليرة التركية مستمر وتوقعات بحدوث الأسوأ مزمز