وهذه قصة لولا أنني وقفت على فصولها لقلت إنها من خيالات مؤلف جنح بخياله بعيدا عن الواقع؛ وتبدأ القصة لشاب تخرج في الجامعة؛ فاتجه إلى إحدى المدارس الخاصة طلبا للخبرة التي ستسهم في إكمال مسوغات تعيينه كمعلم مستقبلا. عمل هذا المعلم بجد واجتهاد حتى توالت الأخبار بفتح المجال لدراسة الدبلوم التربوي في الجامعة العربية المفتوحة بالمدينة المنورة.. ولأن الدبلوم شرط أساس لأي تعيين مستقبلي فقد بادر صاحبنا بدفع رسوم الدبلوم للجامعة العربية المفتوحة؛ ولأن أهدافه واضحة أمامه فقد بادر أيضا بتقديم استقالته من المدرسة الخاصة؛ فلا مبرر لاستمراره طالما دفع رسوم الدراسة التي ستنطلق بعد أسبوع.. غادر بطل قصتنا مدينته إلى المدينة المنورة حيث مقر الجامعة العربية المفتوحة ليصدمه خبر عدم اعتماد الدبلوم من وزارة التعليم وبالتالي فإن الرسوم ستعاد إلى دافعيها ليبقى السؤال فاغرا فاه: كيف سمح للجامعة العربية بالإعلان عن برنامجها طالما لم تحصل على اعتماد البرنامج؟ ثم نأتي إلى تساؤل آخر وهو لم لا يتاح هذا الدبلوم في الجامعات التابعة لوزارة التعليم؟ وطالما أصبح شرطا أساسيا للتوظيف فلم لا يكون ضمن برنامج البكالوريوس وليتخرج الطالب تربويا مباشرة كما هو معمول به سابقا؟! فإلى معالي الوزير الإنسان د.عزام الدخيل: إن أي شاب يسعى لبناء مستقبله لهو جدير بالتقدير والمساعدة؛ فما بالك وهذا الشاب برهن على جديته من خلال تحمل رسوم دراسته، والتضحية بوظيفته في المدرسة الأهلية في سبيل إعداد نفسه بما يتناغم مع متطلبات الوزارة ورغم ذلك يفاجأ بأن الإعلان عن الدبلوم لم تكتمل شروطه من قبل الجهة المعلنة وليبق هذا الشاب وأمثاله دون دراسة دبلوم ودون وظيفة ودون نصير لهم مع جامعة استدرجتهم بآمالهم قبل استيفاء شروط البرنامج من الجهة ذات الاختصاص حتى لا يأفل عام من أعمارهم دون جدوى!!
مشاركة :