مقال: السهل الممتنع بقلم : الدكتورة أمل الجودر

  • 11/17/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قد يبدو سلوك الإنسان لأول وهلة أمرا سهلا ويتم بشكل بديهي إلا انه في حقيقة الأمر أبعد من ذلك بكثير فالسلوك البشري سهل في ظاهره معقد ممتنع في باطنه . إن السلوك البشري يشبه جبل الجليد إلى حد كبير حيث يظهر للعيان الجزء العلوي منه وهو الجزء الأصغر الذي لا يشكل إلا جزءا بسيطا من الجبل في حين إن معظم الجبل غارقا تحت الماء وينطبق الأمر ذاته على السلوك البشري فنحن نرى الجزء الظاهر منه ماذا يفعل الإنسان ؟ وأين ؟ ومتى؟ ومع من ؟ نحن نراه يأكل طعاما ما في وقت ما في مكان ما بصحبة احد ما … نحن نراه يشرب أو يدخن أو يمارس نشاطا رياضيا أو خاملا كسولا… كذلك نحن نسمعه يتحدث و يتواصل مع أفراد أسرته من خلال علاقاتنا الأسرية وزملائه بالعمل من خلال علاقاتنا المهنية … لكن ماذا عن الجزء غير المرئي؟ وغير المسموع ؟ وغير المحسوس؟ … ماذا عن دوافعه ؟… ما الذي يجعله يقوم بعمل ما ويمتنع عن عمل آخر ؟… ما الذي يولد لديه الدافع لعمل سلوك ويبعده عن السلوك الآخر؟ … ما هي قناعته حول هذا السلوك و ذاك ؟ وما الذي أوجدها لديه ؟ و هل يستطيع تغير هذه القناعات ؟ و ماذا عن الضغط الاجتماعي من حوله ؟ و ما هو تأثير هذا الضغط على سلوكياته ؟ و ما مدى قدرته على مواجهة هذه الضغوطات الاجتماعية سواء كانت من العائلة أو من الأقران ؟ ثم من أي نمط هو؟ هل هو اقترابي أي يسير نحو ما يريد؟ أم هو ابتعادي أي يبتعد عن ما لا يريده؟ … و ما هي اتجاهاته و مواقفه ؟ المبنية على تجاربه السابقة والتي قد تحدد ميلا لسلوك ما و تجنبا لسلوك آخر .. ماذا عن قدراته؟ سواء تلك التي وهبها الإله له أو التي اكتسبها خلال السنين وعمله وتجاربه الشخصية …. و ماذا عن المصادر التي قد يحتاجها لسلوك ما ؟ سواء كانت الداخلية كالمهارات الحياتية أو الخارجية كالوقت والمال و أخيرا وليس آخر ماذا عن هويته ؟ وماذا يعتقد عن نفسه ؟ وما تقديره لذاته؟ وما هي الأفكار التي يحملها في رأسه؟ فقد يكون أمر الهوية هو القالب العام لسلوكه لعل مما تقدم تبين لك عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة بأن السلوك ليس بالأمر الهين وان كان أيضا ليس بالمستحيل لكن مهلا فمن المهم أن نفصل بين الإنسان وسلوكه فالإنسان أعظم ما خلق الله وكرمه أي تكريم حين أمر الملائكة بالسجود له بل يكفي الإنسان فخرا بأنه يحمل نفخة من روح الله هذه النفخة التي تمده بطاقات وإمكانيات لا حدود لها و ما العجب في ذلك وهي من الله سبحانه وتعالى و ما على الإنسان إلا أن يؤمن بها ويستخدمها في الوجة الصحيح من القناعات العجيبة والتي اخترتها لي شعارا في الحياة ” إن أردت استطعت ” و لا أعني هنا برغبة نظرية فقط أو أمنية تود الحصول عليها ولكنك لا تود أن تقوم بعمل ما فيؤسفني أن أقول لك مهما كانت رغبتك صادقة وجامحة لن تفعل شيئا ولن تحرك ساكنا إن لم تقرنها بعمل واتخاذ الأسباب فالسماء لا تمطر ذهبا وأدعو الإلة أن لا تنهي مقالي هذا إلا و قد اتخذت الخطوة الأولى لهدف لك ترغب به منذ فترة طويلة ولكنك تسوف الموضوع فقد تكون مجرد مكالمة قصيرة تصلح بها سؤ تفاهم حصل مع أحد من أهلك و معارفك ودام دون داع أو للحصول على معلومات للقيام بإجراء معين فمهما كان هذا الأمر المؤجل حان الأوان للقيام به الآن وليس غدا ولا بعد ساعة قم بهذه الخطوة الآن لتصل لما تريد وحتى ألقاكم في مقال قادم أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومع أمنياتنا لكم بالفوز بالصحة والسعادة والبعد عن المرض والشقاء وتذكروا دوما وأبدا بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أردت استطعت…. الدكتورة أمل الجودر خبير ومدرب تعزيز صحه وجوده حياه

مشاركة :