نحتاج الى مشروع نهضوي حقيقي ليكون شعارا تتبناه الدولة بكل مكوناتها ومؤسساتها نبدأ معه مئؤيتتا الثانية. فهناك فرق كبير بين الاجراءات والقرارات وبين المشاريع النهضوية الكبرى التي تحتاج الى خطط ودراسات وارادة للتنفيذ. مشروع تطلقه الحكومة ضمن خطة مدروسة وفترة زمنية معلومة، يسجل في تاريخها. فكل الخطط العشرية والخمسية والثلاثية وما رافقها من خطوات واجراءات وقرارات آنية ومتسرعة تحركها ردات الفعل احيانا كثيرة ، لم تسفر عن شيء فوضعنا الاقتصادي ليس بأحسن بعد ان وجدنا انفسنا غارقين بمديونية تتجاوز 107%من الناتج القومي والاف الشباب يلتحقون باخوانهم ليصطفوا في طابور البطالة كل يوم ينتظرهم مستقبل مجهول مغلف بالخوف وعدم اليقين. ولا اريد ان اتحدث عن الوضع الاجتماعي او الثقافي او التربوي ،«فكل بالهم شرق،» اوجدها الاستعجال بالقرارات دون نظرة شمواية ومستقبلية مما جعل منها غير مستقرة في بعض الأحيان. كما ان غياب المساءلة والمحاسبة الحقيقية لاي قرار او اجراء لاي مسؤول مهما كان ضرره على الدولة والمجتمع ، اوصلتنا الى ترك كل امورنا لاحتساب الوقت الذي نقضيه على كرسي المسؤولية دون مراجعة حساباتنا او مساءلة انفسنا ماذا عملنا او انجزنا ، مما احدث ضررا في مفاصل الدولة الحياتية. نهج اعتمد على سياسية الترحيل وعدم المصارحة والمكاشفة « وخلي اللي بعدي يدبر حاله». ومن هنا فانه بات من الضروري ان نتبنى مشروع التربية والتعليم ليكون شعار الدولة للسنوات القادمة يقوم على خطة ودراسة حقيقية تراعي البيئة والظروف الحياتية للمجتمع الاردني واعادة النظر بالوضع الحالي الذي يتغير عند قدوم اي وزير جديد الذي لا ينظر الا الى تجربته او وجهة نظره او تجربته الشخصية في مكان ما دون النظر الى طبيعة وثقافة المحتمع الاردني. ان الاستثمار في أبنائنا الطلبة من خلال بناء منظومة تعليمية تعيدنا الى تاريخنا وثقافتنا الحقيقية وتعمق علاقتنا مع دولتنا الذي يجهل الكثيرون منا تاريخها وجغرافيتها كما يعجز البعض عن تعداد او ذكر اسماء عشر من وقراها. علينا وضع شعار يحاكي جيل كامل ضمن منظومة تعليمية وتربوية شاملة تركز على الابداع وتشجع المواهب وتزرع الانتماء الوطني من خلال التعريف بتاريخ الدولة الاردنية وجميع المراحل التي مرت بها خلال المائة عام من عمرها وما اعترض طريقها من تحديات وصعوبات .. جيل يؤسس ليكون مسؤولا وصاحب قرار في المستقبل . يدرك قيمة الدولة واهمية العدالة في الإدارة ومحاربة الفساد عند اي مسؤولية. علنا تربية جيل من القادة والمبدعين في جميع المجالات قادرين على احداث فرق في اي مكان او منصب جيل لا يعرف الا العمل والانجاز وخدمة وطنه وشعبه. (الدستور)
مشاركة :