تحقيق إخباري : كلاب شاردة تلقى الرعاية في مأوى خاص بجنوب لبنان

  • 11/17/2021
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

يمضي الرجل الخمسيني حسين حمزة معظم أوقاته يسرح ويمرح بكل هدوء يتفقد عشرات الكلاب المتعددة الأنواع والأعمار في مأوى خاص يديره في وادي بلدة الكفور بجنوب لبنان. يجهد حمزة بمهنية عالية على تدريب هذه الكلاب وتحصينها وحمايتها ، ويؤمن لها المآكل والمشرب والدواء وكل الرعاية المطلوبة بالرغم من الأزمة الأقتصادية الحادة التي تعصف بالبلد. حمزة وبينما كان يداعب بفرح مجموعة من الكلاب التي اجتمعت من حوله وسط المأوى القائم في منطقة نائية وعرة غنية بالصخور والتضاريس الطبيعية، أكد لوكالة أنباء ((شينخوا)) حرصه على أن يكون المأوى كامل المواصفات البيئية والصحية المطلوبة للعناية بالكلاب المشردة وتلك التي أصيبت بعاهات أو تعرضت لحوادث أو أعمال عنف . وقال حمزة أخاطب كل كلب باسمه الذي اطلقته عليه مع دخوله المأوى وكل منهم يعرف أنه مقصود بالتحديد ويتجاوب بسرعة مع أي نداء يسمعه. وأشار إلى أن مشروع المأوى يهدف إلى احتضان الكلاب المتروكة في البراري والعناية بها وترويضها لتصبح صديقة للأنسان والبيئة خاصة وأن مجموعة كبيرة منها بدت مستفزة بعدما كانت هدفا للقتل في الكثير من القرى من دون رحمة وتحت ذرائع واهية. ويعود حمزة بالذاكرة إلى حوالي 15عاما عندما انقذ كلبا في محيط نهر الليطاني بجنوب لبنان كان يئن من الوجع نتيجة إصابته بجرح بالغ لم يحدد أسبابه، حيث نقله إلى منزله وعمل على معالجته حتى تم شفاؤه ،لتبدأ مع هذه الحادثة فكرة إقامة مأوى للكلاب الشاردة يحميها من ظلم المواطنين وجهلهم. وقال هدفنا كان ولا زال جمع واحتضان الكلاب الهاربة ،نحميها ونعالجها عبر طبيب بيطري متطوع ومتمكن،في ظل برنامج تدريبي يعيد لها الأمان وينمي فيها ميزة الوفاء المعروفة للأنسان . وأوضح بأن مشروع المأوى بدأ بمجموعة صغيرة من الكلاب التي أتى بها من البراري بمساعدة مواطنين وناشطين بيئيين ليتجاوز عددها اليوم 225 كلبا يتوزعون في قطعة أرض مساحتها حوالي 3 دونمات زودت بما يشبه مغاور حجرية وأكواخ خشبية وبلاستيكية، إضافة لأوعية مخصصة لمياه الشرب وأماكن لتخزين وتوزيع الطعام. وقالت الفتاة العشرينية وفاء فحص الناشطة بجمعية الرفق بالحيوان لوكالة أنباء (شينخوا)، إن المأوى هو الوحيد من نوعه بجنوب لبنان ، ويتعرف الزائر على نمط صادق وحميم في العلاقة بين الأنسان والحيوان،بحيث بدت الكلاب صديقة ووفية تتجاوب بسرعة مع راعيها حتى يخال للمرء أن هناك لغة تفاهم مشتركة جامعة بينها وبين العاملين. وأشارت إلى أن الكلاب تخضع بشكل دروي لفحوصات طبية من قبل طبيب بيطري متخصص يقدم لها العلاجات أو العمليات الجراحية المطلوبة ضمن قاعدة أن للحيوانات قيمة لا تقل عن البشر. وأكدت أنه رغم تردي الوضع الأقتصادي وانهيار الليرة اللبنانية والأرتفاع الجنوني في الأسعار وضعف التمويل وندرة الدعم ، لايزال حمزة يقدم الطعام الجيد لكلابه على نفقته الخاصة ومن بعض المتبرعين، حيث يلزمها يوميا حوالي 20 كيلوجراما من الطعام الجاف. من جهته قال الناشط البيئي سامر موسى لـ (شينخوا) إن الكلاب صديقة وفية للأنسان وعلينا واجب دعمها وحمايتها وتعزيزها ورعايتها ومنع التعدي عليها . وكان وزير البيئة اللبناني ناصر ياسين قد تفقد المأوى في وقت سابق من الأسبوع الجاري واطلع على حسن العناية بالكلاب والاحتياجات الملحة لدعم المأوى ورفع امكانياته . وأشاد ياسين بالمأوى الذي من شأنه رفع الوعي المجتمعي وتنمية حالات الرفق بالحيوان، مبديا اهتمامه بمساعدة المتطوعين في مجال رعاية الكلاب لما في ذلك من خدمة مجتمعية وحماية بيئية .

مشاركة :