عقب موجة الطقس السيئ التي عصفت ببعض محافظات مصر، في ١٣ نوفمبر الحالي، ولا سيما محافظة أسوان التي صاحبت موجة طقسها السيئ عواصف ترابية وسيول، نزحت عقارب سامة من جحورها وأصبحت على اتصال وثيق بالناس مما أدى إلى دخول المئات إلى المستشفى إثر تعرضهم للدغات وتوفي ثلاثة آخرون نتيجة تعرضهم لأضرار مشابهة. ونقلت صحيفة لايف ساينس  ما تناولته نشرة الأزهر للعلوم عن قصة ظهور العقارب بأسوان وأوضحت أن هناك ٣١ نوعًا من العقارب في مصر منها النوع الأشد سمية والأكثر فتكًا على وجه الأرض على حد ما وصفته الصحيفة وهي عقارب أندرأوكتونز ذات الذيل السميك، بالإضافة إلى النوع الآخر الذي يحل المرتبة الثانية في الخطورة وهو ديث تالكر ومن معنى اسمه يطارد حتى الموت ويتم رصد هذا النوع بشكل شائع في أسوان وتلدغ هذه العقارب عشرات سكان أسوان كل عام. وبصفة عامة يموت ما يقرب من ٥٠٠٠ شخص حول العالم سنويًا بسبب لدغات العقارب، حسب تقرير صدر ٢٠٠٩ عن مجلة كلينكال نيورو توكسيكولوجي أنواع العقارب التي تعيش في مصر: ومن المعروف أن العقارب نوعين صفراء وسوداء، والأنواع الخمسة الأساسية للعقارب الصفراء تعيش في مصر ففي منطقة برج العرب بالأسكندرية، وسيناء، ومطروح توجد عقارب أندر أوكتونز المشار إليها سابقًا ويوجد في برج العرب أيضًا، وجنوب سيناء النوع الثاني من العقارب الصفراء والذي يعرف باسم ماريوس بالمتس، العقرب الجزار، وهو يتميز بطول ذيله الذي يقارب طول جسمه إلا أن سميته ضعيفه لا تسبب خطرًا على حياة الإنسان كما توجد في منطقة بلطيم أقصى شمال مصر النوع الثالث والمعروف باسم أندرأوكتونز أموريكسي، العقرب الأفريقي ذو الذيل السميك، ويوجد النوع الرابع من العقارب الصفراء في أسوان جنوب مصر ويعرف باسم ليريوس كوينويستراتورس، عقرب فلسطين الأصفر، وبحسب الخبراء يحتوي هذا النوع على خليط من السموم العصبية، أما النوع الخامس هو بوثاكس أرينيكولا ويتواجد في سيناء أيضًا. وبالنسبة للعقارب السوداء فهناك ثلاثة أنواع رئيسية لها وكلهم موجودين في مصر، حيث يتواجد النوع الأول أندر أوكتونز بايكلور، العقرب الأسود ذهني الذيل، في مطروح غرب مصر في حين يتواجد النوع الثاني  أندر أوكتونز كراسيكودا، العقرب العربي ذو الذيل السمين، في شرق سيناء وهذا أكثر أنواع العقارب السوداء سمية، وأخيرًا يوجد النوع الثالث في وسط سيناء ويعرف باسم أرثوشيس إنيسي، وهي عقارب صغيرة يبلغ طولها ٣ سم ودرجة سميتها ليست عالية يختفي تأثير لدغتها من جسم الإنسان بعد مرور دقائق أو ساعة. منظور آخر.. العقارب ومكافحة الأمراض:     وقد أورد موقع بيزنس إنسايدر أن عقرب ديث تالكر على الرغم من كونه الأخطر على وجه الأرض إلا أنه يمكن أن يدخل سمه في إنتاج بعض الأدوية لذلك يصل  ثمن غالون، ٣،٧٨ لتر،  مستخلص سم العقرب  إلى ٣٩ مليون دولار أمريكي وأضاف الموقع أن استخلاص سم العقرب ليس بالطريقة السهلة، فهو يحتاج إلى عمليات في غاية الدقة يتم الإستعانة لإجراءها بمعدات معقدة علاوة على ما تستغرقه العملية من وقت يمتد لساعات في العقرب الواحد الذي يخرج أيضًا كميات صغيرة جدًا من السم   وفي هذا السياق كشفت صحيفة، الإندبندت الأمريكية، أكتوبر الماضي عن دراسة علمية حديثة لباحثين مصريين هما أستاذ السموم بكلية العلوم جامعة قنا، محمد عبد الرحمن، والباحث بمعهد العلوم الطبية جامعة أبردين باسكتلندا، وائل حسين اللذان يبحثان سبل عن علاج لمكافحة فيروس كورونا المستجد بعيدًا عن اللقاحات التي تهدف إلى الوقاية فقط وقد أوضح عبد الرحمن في تصريحات إعلامية، أن سم العقرب يمكن استخلاص مركبات منه مضادة للڤيروس هذه المركبات تمنع دخول الڤيروس إلى الخلايا وحتى إن دخل الفيروس إلى الخلايا هذه المركبات تقوم بتثبيط تكاثر وانقسام خلايا الفيروس. وأضاف دكتور السموم بجامعة قنا،  أن الأبحاث تجرى على عقارب مصرية نظرًا لتواجد ٢٤ نوع من العقارب في مصر تحتوي معظمها على المركبات المعنية لمكافحة الفيروس وكشف أن صندوق أبحاث التحديات العالمية بإنجلترا تبنى  المشروع ويموله  أملًا في التوصل لعلاج سريع لكورونا، لافتًا إلى أن العقار المستخلص من سم العقرب سيستغرق حتمًا المزيد من الوقت نتيجة دقة عملية الإستخلاص والمراحل التي تتم الدراسة عليها حيث تجرى تجارب على الخلايا ومن ثم الحيوانات وبعدها التجارب السريرية التي تقسم في ذاتها إلى ثلاثة تجارب ولكن حتى الآن لا توجد تطورات عن جدوى هذا البحث فيما عارض أطباء آخرون الفكرة من مبدئها.