منذ قديم الأزل كان البحر وعالمه مصدرا مهما للمستحضرات الدوائية والعلاجية نظرا إلى احتوائه على كنوز بحرية غنية منها البكتيريا والفطريات والطحالب الدقيقة والإسفنج، ولقد أصبح استخراج الأدوية من الكائنات البحرية وتطويرها وإنتاجها أمرًا مهمًّا للغاية، ولذلك دأبت صناعة الدواء على التطوير في هذا المجال. الكثير منا يتناول المكمل الغذائي اوميجا 3 (زيت كبد الحوت مع فيتامين أ و د) الذي يساعد في تنظيم الكوليسترول والوقاية من أمراض القلب وتحسن وظائف المخ، ويساعد على زيادة القدرة على التركيز. أما كالسيتونين السلمون، ويستخدم كبديل للكالسيتونين البشري الذي تفرزه الغدة الجار الدرقية والذي ينظم بدوره مستوى الكالسيوم بالجسم، فالعظام دائمًا في حالة إعادة تشكيل؛ إذ تزيل الخلايا الماصة للعظم، والمعروفة بالأوستيكلاستس العظام القديمة، بينما تضع الخلايا المصنعة للعظم التي تعرف بالأوستيو بلاست، عظامًا جديدة ويقوم الكالسيتونين بالحدِّ من عملية إزالة العظام ودعم عملية تكوين العظام. لذلك يستخدم هرمون كالسيتونين السلمون في علاج هشاشة العظام. كما تستخدم الطحالب بعد خلطها مع الفيتامينات الأخرى والكريمات كمستحضرات تجميل البشرة وتباع في الأسواق من أهم العلامات التجارية الفرنسية في عالم التجميل. ولا تنحصر المعجزات الطبية للبحر في كائناته فقط، بل إنها موجودة أيضًا في مياهه نفسها؛ فالبحر الميت في مملكة الأردن أعجوبة قد عالجت وشفت الكثيرين، فقد أمد البحر الميت البشرية بالمعادن الغنية، والأملاح وكذلك الطين العلاجي. إن تركيز الملح والمعادن في البحر الميت أكبر من أي مسطح مائي، ولذلك لا يستطيع أي كائن أن يعيش فيه وهو ما يجعل منه مركزًا رئيسيًّا للبحوث الطبية والعلاج، فضلا عن الرمال فأصبح الان رمل البحر من الوسائل العلاجية المنتشرة التي يستخدمها العديد من الأشخاص في علاج التهاب المفاصل والعظام. عالم البحار يشكل عالما ثريا طبيعيا للعلاج، وكما قال أفلاطون «تشفي البحار جميع امراض الانسان».
مشاركة :