دعا النائب اللبناني نهاد المشنوق إلى «إطلاق المواجهة عبر جبهة سياسية سلمية تقاوم الاحتلال السياسي الإيراني لقرار الدولة اللبنانية، يكون أبناؤها هم أبناء الحياد الذي دعت إليه (البطريركية المارونية) بكركي، وتبنّاه كل العقلاء والحرصاء على وطننا ودولتنا ودستورنا، وعقدنا الاجتماعي وعيشنا المشترك». وكان المشنوق يتحدث خلال تكريم أقامه لشخصيات من «المدافعين عن استقلال لبنان»، هم الوزراء السابقون: مروان حمادة، والدكتور أحمد فتفت، وملحم الرياشي، ومعين المرعبي، وسجعان قزّي، إلى جانب الشيخ خلدون عريمط، وقناة «mtv»، والمديرة العامة السابقة لوزارة العدل ميسم النويري، ونقيب الصحافة عوني الكعكي، ورئيس اتحاد العشائر العربية الشيخ جاسم العسكر. وقال المشنوق إنّ «لبنان يعيش أزمة سياسية لها نتائج اقتصادية ومالية ونقدية، ولا مخرج من جهنم النتائج إلا بحلّ سياسي، يبدأ من إيجاد إطار يعيد سلاح الحزب (حزب الله) إلى غمده اللبناني باستراتيجية دفاعية وطنية تضع قرار الحرب والسلم في يد الدولة، والدولة فقط». ورأى أنّ «اللبنانيين يقفون اليوم عند مفترق طرق شديد الخطورة، بسبب انهيار النظام السياسي ومعه القطاع المصرفي، والتوازن المالي والنموذج الاقتصادي اللبناني، وأحد الأسباب الرئيسية لكل هذا الدمار هو في السياسة، وتحديداً في الخلل الذي حصل في المعادلة اللبنانية التي ترتكز بالأساس على توازنها على موقع رئاسة مجلس الوزراء، ومجلس الوزراء مجتمعاً الذي أعطاه (اتفاق الطائف) صلاحيات السلطة التنفيذية». وعدّ المشنوق أنّ «موقع رئاسة الحكومة الذي هو نقطة توازن النظام اللبناني، والإدارة اللبنانية، فاقد للفعالية منذ عام 2009؛ منذ خروج الرئيس فؤاد السنيورة من السراي الكبير، ومن يومها (اتحدرنا) من تنازل إلى تنازل، وصولاً إلى فراغ كامل في موقع السلطة التنفيذية». وتابع: «تقف بيئة رئاسة الحكومة هنا أيضاً في لبنان، عند مفترق طريق شديد الخطورة، في ظلّ الترهل الذي أصاب دورهم وصلاحياتهم ووجودهم، هم أهل الدولة، لم يشاركوا في حرب منذ 50 عاماً ولا أسّسوا تنظيماً مسلحاً ولا أعطوا زعامتهم لقائد ميليشيا كما فعلت بعض الطوائف أو كل الطوائف دون استثناء بين حين وآخر، وأهلها هم أهل الدولة وعصبها، وهم مدعوون إلى الإيمان مجدداً بأنّ الحل بالسياسة يكون في ملء موقع رئاسة الحكومة الشاغر الفعالية، في ظلّ شعور أكبر في قصر بعبدا، بدأ منذ أن قرّر رئيس الجمهورية أن يكون طرفاً لا حكماً، وقائد حزب لا قائداً وطنياً، ومشغولاً بالتوريث لا بإعمار البلاد، منذ سيطرة الدولة على كل مفاصل الدولة، فيما فيها رئاسة الحكومة». وتوجّه المشنوق إلى المُكرّمين بالقول: «أيها المقاتلون من أجل استقلال لبنان، ليس صدفة أنّ تاريخ لبنان الحديث يرتبط بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج، وليس صدفة أنّ الذين سعوا إلى وقف الحرب الأهلية ولم يموّلوا أيّاً من فصائلها هم السعوديون، وليس صدفة أنّ الاتفاق الذي أنهى الحرب وقعه اللبنانيون في مدينة الطائف السعودية، وسُمي على اسمها، وليس صدفة أنّ السعودية شاركت في تمويل إعادة الإعمار بأحلام رفيق الحريري أولاً؛ رحمه الله، وبالدعم السياسي ثانياً، وبالغطاء العربي والدولي ثالثاً، وبالمودة والمحبة رابعاً، وبالدعم المالي خامساً وأخيراً. وليس صدفة أنّه كلما اعتدى بعض اللبنانيين على بعض العرب، واختلفنا معهم، يختلّ ميزان لبنان الداخلي والسياسي». وأضاف: «الذي أغضب العرب هو اعتداءات فريق لبناني عليهم، وهم لا يطلبون منّا غير الحياد، ونحن نهديهم على مدنهم الطائرات المُسيّرة بخبرات لبنانية، والصواريخ الإيرانية على مرافقهم الحيوية بتكليف من فريق لبناني، والهجمات الإعلامية والشتائم في الشوارع وعلى المنابر الإعلامية والسياسية». وتحدث الوزير حمادة بعد تكريمه عن «جمعية الأشرار؛ كما وصفها المدّعي العام لدى المحكمة الدولية، واصفاً (حزب الله) وأدواته». وقال: «أتحدث عن ناس بلا أصل ولا أخلاق ولا تاريخ ولا حكمة أو رادع، تبوّأوا الرئاسة الأولى وحوّلوها إلى شيكاغو الأعوام السوداء، بمافياتها المالية والنفطية والأمنية والإعمارية، تحمي القتلة، ترهب القضاء، تسطو على الإدارة، تزوّر واقعنا وتبدّد ما يجمعنا، وتقطع صلاتنا بالقريب العربي، تتبعنا لإمبراطورية غريبة فاسقة مذهبية متخلّفة، تضمر الشرّ ليس فقط باللبنانيين؛ ولكن أيضاً بكلّ محيطنا العربي». أما الوزير السابق أحمد فتفت فعدّ «أنّنا اليوم أمام واجب أن نسترجع هذا البلد». وقال إنّ «الجيوش الإيرانية منتشرة من العراق إلى سوريا وفلسطين ولبنان، و(حزب الله) أنشأ في لبنان مكاناً فيما يُسمّى الهلال الفارسي في المنطقة». ودعا الوزير السابق سجعان قزّي إلى «إنقاذ لبنان وإنقاذ الشراكة الإسلامية – المسيحية، وكلّ مشروع يُطرح خارج إنقاذ هذه الشراكة لا يؤدّي إلا إلى أزمات جديدة».
مشاركة :