مع تناقص كمية انتاج الزيتون في سوريا بسبب شح الأمطار هذا العام ، وتعرض الموسم لعدة ظروف مناخية صعبة خلال الأشهر الماضية ، تناقصت معه كمية انتاج زيت الزيتون ، الأمر الذي ترك انعكاسا سلبيا على حياة السوريين ، وحرمهم من شراء كمية الزيت المطلوبة . ولم يكن نقص الكمية هو العقبة الأساسية امام عموم السوريين وإنما هو ارتفاع سعره لأرقام قياسية يصعب على أي شخص من ذوي الدخل المحدود أن يغامر ويشتري تنكة أو صفيحة من الزيت تتسع لـ 16 ليترا من الزيت بسعر تجاوز الـ 260 الف ليرة سوريا أي ما يعادل 105 دولارات تقريبا ( الدولار يساوي 2512 ليرة سورية رسميا ) . وروى أبو حاتم (65 عاما) من سكان أحد القرى بريف السويداء الجنوبي بكثير من الحزن وهو ينظر إلى بستانه المزروع بأشجار الزيتون ، الذي لم يقطف منه حبة واحدة هذا العام . وقال أبو حاتم لوكالة أنباء (شينخوا) "هذا العام لم أقطف حبة واحدة من بستاني المزروع بأشجار الزيتون والذي يقدر مساحته بحدود 5000 متر مربع " ، مبينا أن السبب هو قلة الأمطار خلال فصل الشتاء ، وعدم قدرته على شراء مياه لريه خلال الفترة الماضية . وتابع يقول " العام الماضي كان أفضل بكثير ، وقطفت حوالي 400 كيلو زيتون خرج منهم حوالي 6 تنكات زيت زيتون " ، مبينا أن هذا العام لم يتمكن من شراء زيت الزيتون لبيته لارتفاع أسعاره إلى أرقام خيالية يصعب على الطبقة الفقيرة أن تشتريها هذا العام . ولم يكن حال أبو ثائر أفضل من حال مما سبقه بالحديث ، فقد أكد أن ارتفاع أسعار زيتون الزيتون إلى أرقام خالية بسبب قلة العرض وكثرة الطلب ، جعله لم يتمكن من شراء الزيت كمادة أساسية في البيت . وقال أبو ثائر الذي دخل إلى أحد المحلات في مدينة السويداء يسأل عن أسعار زيت الزيتون هذا العام ليتفاجأ بأسعار تفوق راتبه بمثلين أو أكثر " لقد صدمت عندما قال لي البائع أن سعر تنكة زيت الزيتون بـ 260 الف ليرة " ، مشيرا إلى أن هذا الرقم كبير ، وصعب أن يحصل عليه خلال فترة قريبة بسبب قلة دخله . ويشار إلى أن سعر ليتر زيت الزيتون ارتفع هذا العام إلى 12 ألف ليرة سورية ، في حين تراوح سعر كيلو زيتون المائدة ما بين 2000 و2500 ليرة بحسب الصنف . وقال عدد من المواطنين الذين أشتروا مؤخرا كميات من زيت الزيتون نظرا لحاجتهم الماسة أن "سعره من أرض المعصرة مرتفع جدا "، مشيرين إلى أن "سعر الجالون 16 كيلو جراما وصل لأكثر من 260 ألف ليرة"، مؤكدين أن معظمه من إنتاج مواسم سابقة، ولكنه يباع على أساس إنتاج السنة . ومن جانبه قال غسان ، لوكالة أنباء ( شينخوا) ، وهو مزارع سوري حصل على 10 تنكات زيت هذا العام ، قال " سأبيع حوالي 8 تنكات زيت ، كي أتمكن من تسديد النفقات المترتبة علي خلال الفترة الماضية من أجرة للعمال وأجور نقل وزراعة وتقليم الزيتون ومبيدات حتى أضمن سلامة الموسم " ، مؤكدا أن تنكتين من الزيت لا تكفي لبيته بل يحتاج إلى أكثر من ذلك ، بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج . وأضاف أن " مشكلة الزيتون لا تتوقف عند الزيتون كطعام لأن تراجع الانتاج سينعكس على أسعار زيت الزيتون التي ارتفع سعرها الموسم الماضي من 75 ألفا إلى أكثر من 260 ألفا نهاية الموسم للتنكة " . وتقدر المساحات المزروعة بالزيتون في سوريا بنحو 696 ألفا و363 هكتارا، أي 12 % من الأراضي الزراعية، في حين يبلغ عدد الأشجار الكلي نحو 103 ملايين و956 ألف شجرة، المثمر منها نحو 92 مليوناً و525 ألف شجرة، وغير المثمر 11 مليوناً و431 ألفاً و8 شجرات. بحسب وزارة الزراعة السورية .
مشاركة :