تحقيق إخباري : ارتفاع تكاليف انتاج زيت الزيتون ترهق كاهل المزارعين في جنوب سوريا

  • 11/22/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يعاني مزارعو الزيتون في محافظة السويداء ( جنوب سوريا ) في هذا الموسم من ارتفاع تكاليف إنتاج زيت الزيتون ، بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة التي فرضتها الحرب التي عصفت بالبلاد منذ قرابة العشر السنوات ، إضافة للعقوبات والحصار الاقتصادي الجائر الذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية على سوريا ، وغلاء اليد العاملة ، الأمر الذي ترك أثارا سلبية على قطاع الزراعة عموما ، وإنتاج زيت الزيتون خصوصا. وتنتشر زراعة الزيتون بشكل واسع في عموم المحافظات السورية ، لجدواها الاقتصادية ، كما يعتبرها السوريون شجرة مباركة ، إضافة لتبوء سوريا مكانة هامة عربيا وعالميا في زراعة الزيتون وإنتاج الزيت . وأكد المزارع السوري سلام الهادي (65 عاما) ، وهو يقطف ثمار بستانه من الزيتون ، أن موسم الزيتون هذا العام مقبول ، لافتا إلى أنه يعاني حاليا من نقص اليد العاملة ، وارتفاع أجور العمالة ، ما دفعه إلى جني محصوله بيده بمساعدة أفراد أسرته في أيام العطل . وقال الهادي ، وهو من قرية أم الرمان بريف السويداء الجنوبي لوكالة أنباء (( شينخوا)) إن " البعض من المزارعين يبيعون ثمر الزيتون للمواطنين لتخفيف النفقات بسعر الف ليرة سورية للكيلو جرام الواحد "، مشيرا إلى أن مستلزمات انتاجه باتت باهظة ، والبعض ليس لديه القدرة المالية الكافية لتحمل كافة التكاليف . وتابع يقول " لدي 30 شجرة زيتون تنتج هذا الموسم قرابة 350 كيلو جراما زيتون فيها ما يقارب ، 3 صفائح زيت زيتون، وهي تكفي حاجة بيتي لهذا العام". ومن جانبه عبر حمد البربور (51 عاما) ، من ذات القرية ولديه مشروع كبير من شجر الزيتون ، عن سعادته بموسم الزيتون لهذا العام ، لافتا إلى أن ارتفاع سعر مادة المازوت الشهر الماضي انعكس سلبا على قطاع انتاج الزيتون وزيته . وقال البربور إن " زراعة الزيتون في محافظة السويداء تحظى بأهمية لدى أهالي المحافظة ، لأهميتها الاستراتيجية ، كما تشكل حجر زاوية في الاقتصاد السوري " ، مبينا أنه رغم كل هذه الأهمية لهذه الشجرة إلا أن هناك تكاليف باهظة في انتاجه خاصة في هذا العام ، مؤكدا أن الغلاء سيدفع ثمنه المواطن في النهاية. وبين البربور أن المزارع يتحمل أعباء كبيرة بداية من حراثة الأرض وتسميدها وصولا إلى تقليمها وجني ثمارها ، مؤكدا أن العامل يتقاضى ما بين 100 إلى 110 ليرات سورية عن قطف كيلو جرام واحد من الزيتون . ولم يخف المزارع السوري وائل أبو عواد تخوفه من ارتفاع تكاليف انتاج الزيتون وزيته ، لافتا إلى أن التكاليف التي يضعها المزارع لا تتناسب مع حجم الإنتاج ، ما يجعل المزارع في دائرة الخطر . وقال أبو عواد ( 49 عاما) من قرية عتيل بريف السويداء الشمالي " لدي 500 شجرة زيتون تتوزع على 30 دونما من الأرض ( الدونم يساوي الف متر مربع ) ، والموسم لهذا العام مقبول " . وتابع يقول أن " هناك عدة عوائق إنتاجية ، من أهمها ارتفاع كلفة اليد العاملة ، إضافة لارتفاع تكاليف عصره ، إذ أن كل كيلو جرام زيتون يكلف 65 أجرة عصر للمعصرة ، إضافة لارتفاع أجور نقل ثمار الزيتون من الأرض إلى المعصرة بحيث تصل إلى 25 الف ليرة سورية أي ما يعادل 12 دولارا أمريكيا " . وأكد أن كل هذه التكاليف ستزيد من سعر صفيحة زيت الزيتون ، لافتا إلى أن الجهات الحكومية حددت سعر صفيحة الزيت بحدود 100 الف ليرة سورية أي بحدود 50 دولارا تقريبا . وبدوره أكد المهندس أيهم حامد مدير زراعة السويداء لوكالة أنباء (( شينخوا )) إن إنتاج ثمار الزيتون لهذا العام تبلغ 9047 طنا من المتوقع أن ينتج عنها 1550 طنا من الزيت ، مشيرا إلى أن الإصابات الحشرية في الموسم الحالي قليلة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف ما ينعكس إيجابا على نوعية الزيتون والزيت الناتج. ويشار إلى أن إجمالي المساحات المزروعة بأشجار الزيتون بالمحافظة يبلغ نحو10 آلاف هكتار يبلغ عدد الأشجار الكلي فيها 582 ر1 مليون شجرة يشكل المثمر منها 348ر1 مليون شجرة.

مشاركة :