حبٌ فطري .. | إبراهيم محمد باداود

  • 11/9/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يعرف ( الوطن ) في لسان العرب بأنه المنزل الذي تقيم فيه ، كما يعرف بأنه مكان مولد الرجل ونشأته ، وفي بعض المعاجم الأخرى يعرف الوطن بأنه البلد الذي تسكنه أمة يشعر المرء بارتباطه بها وانتهائه اليها ، أما الوطنية فهي مصطلح آخر اختلف الناس أيضا على تحديده فمنهم من جعلها عقيدة يوالي ويعادي عليها ، ومنهم من جعلها تعبيراً عاطفياً عن ولاء الإنسان لبلده ، ومنهم من وصفها بأنها هي الانتماء لدولة معينة يحمل جنسيتها ويدين لها بالولاء ، ومنهم من عرفها بأنها قيام الفرد بحقوق وطنه المشروعة في الإسلام . نشرت صحيفة الوطن يوم الجمعة الماضية خبراً عن دراسة قدمها معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ في مؤتمر بعنوان ( تأصيل الانتماء والمواطنة ) عقد مؤخراً في منطقة القصيم أفاد فيها معاليه بأن مناهج التعليم في المملكة كانت تحتوي على ما يساعد على نفي الاهتمام بالمواطنة والانتماء للوطن،معتبراً أن كثيراً من الدعاة المعتدلين وكثيراً من الحركات الإسلامية والمهتمين بالشأن الإسلامي لم يولوا موضوع الإنتماء والمواطنة الاهتمام المطلوب ، بل قالوا إنه لا إهتمام بالوطن في الإسلام أصلاً وإنما الإهتمام بالوطن الإسلامي الكبير مشيرين إلى أن الوطن الصغير أرض وتراب فقط ولايسوغ ذلك الاهتمام بأرض وتراب ،مضيفاً بأن هذه الفكرة مشت عليها أجيال في بلاد المسلمين ونشأ عنها تأثير في اللاوعي عند المتلقي وسلبية في المشاعر مما نتج عنه عدم حب الوطن والانتماء اليه . التعريفات السابقة تؤكد بأن الأصل في الإنسان أن يحب وطنه ويعشقه ويتشبث بالعيش فيه ولا يفارقه ، فحب الوطن غريزة متأصلة في النفوس وأمر فطري مثل أن يفطر الإنسان على حب أمه وأبيه فهو لايأتي بالتعلم أو التلقين ، ومهما حاول الآخرون التقليل من هذا العشق بتجاهل الوطن أو إظهار بعض السلبيات أو التلميح بأن لا إهتمام للوطن في الإسلام فلن ينجحوا لأن حب الوطن أمر فطري وهو أكبر من أن يكون حباً لتراب أو أرض بل هو حب وعاطفة لكيان شامخ يسعد الإنسان بالعيش فيه ومهما اضطرإلى تركه فسيبقى الحنين معلقاً في ذاكرته لا يفارقه فهو يحن اليه ويرضى بالبقاء فيه وإن وجد في غيره نفعاً أكبر . Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :