عندما تتعالى الأصوات في أحد الأماكن وتبدو مظاهر التذمر على وجوه الموجودين فيه فتأكد بأن أحد أهم الأسباب التي قد تكون أدت إلى هذا الوضع هو عدم وجود شبكة الإنترنت أو ضعفها في المكان نفسه أو انقطاعها، فهذه الشبكة أصبحت لمعظم فئات المجتمع مثل الماء والهواء لا يستطيع العيش بدونها. تفيد التقارير بأن عدد مستخدمي الإنترنت سيصل إلى نحو نصف سكان الكرة الأرضية بحلول نهاية العام، وتنبأ الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة بأن 3.2 مليار شخص في العالم سيتمتعون بخدمة الإنترنت نهاية هذا العام وأن نحو مليارين من هؤلاء هم من العالم النامي، ويفيد هذا التقرير أيضًا أنه بنهاية هذا العام سيكون لدينا 7 مليارات اشتراك عبر أجهزة الهواتف الجوالة، مع العلم بأن عدد مستخدمي الإنترنت في عام 2000 لم يتجاوزوا 400 مليون مستخدم في العالم. على مستوى المملكة العربية السعودية كشفت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات مؤخرًا بأن عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة بلغ 21 مليون مستخدم مشيرة إلى تزايد الطلب على خدمات النطاق العريض ويمثل هذا العدد 66% من نسبة الانتشار على مستوى السكان وقد كان عدد المستخدمين للإنترنت في المملكة قبل عامين 16,5 مليون مستخدم فقط، وتأتي أسباب الزيادة للارتباط الكبير للأفراد بالبرامج المعتمدة على الاتصال بالإنترنت إضافة إلى حرص المستخدمين على الارتباط بشبكات ذات سرعات أعلى وسعة تحميل أكبر وانتشار استخدام الأجهزة الالكترونية. لاشك أن للشبكة فوائد متعددة ساهمت في توفير العديد من الخدمات للمجتمع كما ساهمت في توفير الكثير من الوقت والجهد والمال وقد أصبح المجتمع يعتمد عليها بشكل رئيس، ولكن مع ذلك يجب على المجتمع أن يتعامل مع هذه الشبكة بحذر بالغ، فهي كما أنّ لها ايجابيات فلها سلبيات وفي مقدمتها امكانية التجسس على الأفراد والشركات وذلك من خلال اختراق المواقع الشخصية ومراقبة الحسابات الفردية اضافة إلى امكانية نشر وترويج العديد من الأفكار السيئة من خلال المواقع المحظورة. شبكة الإنترنت تكاد تسيطر على المجتمع وتقود الحياة فيه، فقد أصبح السؤال الأول عند الصغار والكبار فور وصولهم أي مكان هل هناك شبكة إنترنت وهذا أمر يجب أن نتعامل معه بحذر بالغ وأن نعمل على الانتباه إليه وأن نضع حلولا بديلة من الآن في حال توقفت هذه الشبكة عن العمل حتى لا تتوقف حياة المجتمع بتوقف الشبكة. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :