أصدر الرئيس التونسي قيس سعيد أمس الخميس قرارا بإنهاء مهام اثنين من الولاة، وسط أنباء عن شبهات فساد. وأفادت الرئاسة في بيان مقتضب بقرار إعفاء والي سيدي بوزيد (وسط غرب) محمد صدقي بوعون، ووالي قبلي (جنوب غرب) منصف شلاغمية دون أي تفاصيل إضافية. لكن الناطق باسم المحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد، جابر الغنيمي، قال لوسائل إعلام محلية إن النيابة العامة في سيدي بوزيد قررت الاحتفاظ بالواليين المقالين بسبب شبهة فساد مالي. وهذه أحدث إقالة يعلن عنها الرئيس سعيد، بعد سلسلة من القرارات المشابهة، شملت ولاة المنستير وزغوان ومدنين وصفاقس، وعشرات الإقالات الأخرى في أجهزة الدولة والسفارات والقنصليات. وتعهد الرئيس قيس سعيد منذ إعلانه التدابير الاستثنائية، وتعليق العمل بمعظم مواد الدستور، بأن تكون مكافحة الفساد أولوية في عمل الحكومة الوليدة، التي تقودها نجلاء بودن. من جهة ثانية، قررت المحكمة العسكرية في تونس، أمس، إطلاق سراح مقدم برامج في تلفزيون مقرب من حزب النهضة، كان موقوفا منذ نحو شهرين، إثر انتقاده الشديد للرئيس سعيّد، على ما أفاد محاميه لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال المحامي سمير بن عمر: «لقد قررت المحكمة العسكرية الإبقاء على عامر عيّاد في حالة سراح»، لكنه سيبقى على ذمة التحقيق في القضية، وعينت المحكمة جلسة في يناير (كانون الثاني) المقبل. وأوقفت قوات الأمن التونسية مطلع أكتوبر (تشرين الأول) مقدم البرامج في قناة «الزيتونة» الخاصة، عامر عياد، والنائب عبد اللطيف العلوي في البرلمان المجمّد أعماله، وقد تم إطلاق سراحه بعد أيام قليلة. وعزا المحامي بن عمر آنذاك سبب التوقيف إلى «التعبير عن بعض الآراء خلال هذا البرنامج». مشيراً إلى أن «عملية التوقيف جاءت بطلب من القضاء العسكري»، وأن التهمة «هي التآمر المقصود به تبديل هيئة الدولة». ووجه عامر عياد في مقدمة برنامجه انتقادات شديدة لسعيّد، وقال في تعليقه على قرار تعيين رئيسة الحكومة نجلاء بودن: «هي أول امرأة تنال شرف قيادة الانقلاب، لن تكون رئيسة حكومة... بل ستكون فقط خادمة للسلطان ومنفذة لأوامره». مضيفا: «الشعبوي (سعيّد) لم يستطع ترويض رجل ليصبح خاتما في أصبعه». وعبد اللطيف العلوي نائب في البرلمان المجمّد عن حزب «ائتلاف الكرامة»، المتحالف مع حزب النهضة ذي المرجعية الإسلامية، وكان من بين ضيوف البرنامج الذي بث على قناة «الزيتونة»، التي يعتبرها العديد من السياسيين موالية للنهضة. وقال العلوي خلال الحلقة: «نحن نقول بشجاعة هذا انقلاب، ونعارضه ونتمسك بالشرعية». وتابع موضحا: «نجلاء بودن تقدم كقربان لتبييض الانقلاب… هذه إهانة للمرأة». وفي 25 يوليو (تموز) قرّر الرئيس سعيّد تجميد أعمال البرلمان، وأقال رئيس الحكومة، وتولى السلطات في البلاد، ورفع الحصانة عن كل النواب، وتمت ملاحقة بعضهم قضائيا. وفي نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي كلّف سعيّد الأستاذة الجامعية المتخصصة في الجيولوجيا، وغير المعروفة في الأوساط السياسية، نجلاء بودن تشكيل حكومة جديدة.
مشاركة :