بهمة عالية ومسؤولية وإتقان يقوم بعض العاملين التابعين لبلدية "كوكبا" في شرق جنوب لبنان بجمع وإعادة فرز وتدويرالنفايات تمهيدا لتحويلها إلى أسمدة عضوية عبر مشروع بيئي حديث ومتطور تمت إقامته في الطرف الغربي للبلدة. رئيس البلدية إيلي أبو نقول وبينما كان يراقب عن كثب العمل في هذا المشروع ، أشار لوكالة أنباء ((شينخوا)) إلى أن هذا التوجه البيئي الناجح كان ثمرة تعاون بين البلدية وجمعيات محلية وأجنبية وقوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل). وأضاف منذ حوالي 5 سنوات أخذ المجلس البلدي قرارا بتحويل البلدة إلى بلدة بيئية نموذجية عبرعدة خطوات مهدت لنجاح مشروع هو الوحيد من نوعه وإمكانياته بجنوب لبنان بتخليص البلدة من نفاياتها لتصل إلى صفر نفايات . وقال تمثل العمل في البداية على تخصيص يوم في الأسبوع لتنظيف شوارع وباحات البلدة بالتعاون بين أعضاء المجلس البلدي ومتطوعين من الأهالي، تبعه وضع 80 مستوعب نفايات في نقاط محددة من أحيائها،إضافة لتقديم حوالي ألف سلة مخصصة لفرز النفايات في المنازل. وأضاف "نظمنا عدة دورات تدريبية حول كيفية فرز النفايات، إضافة لسلسلة ندوات ومحاضرات حوارية للأهالي ركزت على ثقافة فرزها وكيفية الاستفادة منها والنتائج الأيجابية البيئية الناتجة عنها". وتابع "في أعقاب ذلك أطلقنا المرحلة المهمة من توجهنا والتي شملت إنشاء معمل لفرز وكبس النفايات الصلبة وتدويرها وصولا لتحويلها إلى أسمدة عضوية وقد أنجزت هذه الخطوة على نفقة جمعيات داعمة، إضافة لمساعدة من الكتيبة الإسبانية العاملة ضمن قوات اليونيفيل". وأوضح أنه أضيف إلى المشروع البيئي إنشاء معمل خاص بالفرز وذلك بتمويل من جمعية "سيليم" الإيطالية ، وبناء معمل لتسبيخ النفايات العضوية الذي قامت بإنجازه شركة متخصصة في المجال البيئي. وأشار إلى أن الجمعية الإيطالية قدمت عدة قرارات لتقطيع غصون الأشجار ولتسميدها في معمل التسبيخ، حتى لا يتم حرقها من قبل المزارعين للتخلص منها . وذكر أن البلدية قامت بزراعة قطعتي أرض بمساحة 13 ألف متر مربع بالورود في محيط المعمل لإكساب المكان شكلا جماليا والاستفادة من ذلك في ترطيب الجو وفي الصناعات النباتية. وشددت رئيسة اللجنة البيئية في بلدية "كوكبا" ميرا خوري من خلال ((شينخوا)) على ضرورة تعميم التوجه الحضاري البيئي على كافة القرى من أجل استمرار توفير بيئة نظيفة . وأكدت أن التعاون في فرز النفايات له إيجابيات حياتية ومفاعيل اقتصادية عبر دعم و تحسين الأنتاج الزراعي بالأسمدة العضوية. بدوره حذر مدير مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في وزارة الزراعة ميشال أفرام من خطر تراكم النفايات وقال لـ ((شينخوا)) إن النفايات المرمية تحت أشعة الشمس تصبح بؤرة للبكتيريا والجراثيم التي قد تصل نسبتها إلى أكثر من مليار جرثومة ضارة، إضافة إلى معادن مثل الزئبق والكاديوم والرصاص . وأضاف "مع هطول الأمطاريزداد عامل تخمر النفايات وترتفع نسبة الجراثيم لتلتصق عصارتها بالأحذية والثياب وبالسيارات مما يزيد من خطرها البيئي بشكل عام وعلى كافة المستويات والأصعدة حتى يمكن وصفها بقنبلة جرثومية خطرة يجب التخلص منها بطرق علمية" . من جهته دعا أحد الناشطين البيئيين سامر خوري كافة البلديات بجنوب لبنان للأقتداء بالتجربة البيئية الناجحة لبلدية (كوكبا) والاستفادة منها للتخلص من مكبات النفايات العشوائية التي تسبب الحرائق وتلوث الهواء والينابيع والآبار والمياه الجوفية. ودعا خوري إلى تكثيف التوعية البيئية وتعميم ثقافة فرز النفايات مما سيساهم في خلق بيئة نظيفة باتت ضرورية وملحة في لبنان بعد الفوضى العارمة المتمثلة برمي وحرق النفايات والانتشار الواسع للمكبات التي زاد عددها إلى أكثر من 617 مكبا، بحسب وزارة البيئة وتتوزع بمحاذاة الكثير من المدن والقرى في كافة المناطق اللبنانية .
مشاركة :