تحقيق إخباري: سيدة بجنوب لبنان تدور النفايات البلاستيكية وتحولها لحقائب وأدوات منزلية صديقة للبيئة

  • 2/3/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

خلف طاولة خشبية متوسطة الحجم حوت الكثير من المعدات وحاجيات العمل تمضي السيدة الأربعينية رنا الأمين في بلدة شقرا بجنوب لبنان الساعات الطوال في تحويل النفايات البلاستيكية بعد تدويرها لحقائب وأدوات منزلية صديقة للبيئة تؤمن لها مردودا مقبولا في ظل تردي الأوضاع المعيشية في لبنان. بأناملها الرشيقة تحرك رنا صنارتها الصغيرة،لتنسج بالخيطان البلاستيكية الكثير من الحاجيات المنزلية بأحجام وأشكال والوان مختلفة وأشارت رنا لوكالة أنباء ((شينخوا)) إلى أنها عشقت هذا الفن الذي يحتاج إلى تركيز ودقة وعناية متناهية منذ الصغر . وقالت "تماشيا مع التطور والتكنولوجيا الحاصلة أتابع عبر صفحات الأنترنت مختلف صيحات الموضة لنبدع في انتاج منافس يلقى أعجاب الكثير من الزبائن وجلهم من النساء اللواتي يجدن في انتاجي جودة مميزة واسعارا مقبولة". وإعادة تدوير بقايا الأكياس البلاستيكية انطلق مع رنا منذ عدة سنوات وأوضحت لـ ((شينخوا)) إنها شاركت في ورش ودورات تدريبية متعددة مثل تعلم فن الكولاج والرسم وفرز وتدوير النفايات وخاصة البلاستيكية لما لها من انعكاسات إيجابية على البيئة بشكل عام والحصول على مواد أولية شبه مجانية للتصنيع بشكل خاص. وأشارت إلى أنها تعتمد على ربات المنازل وجهات عدة أخرى مثل المتاجر ومشاريع الخيم الزراعية في تأمين أكياس وشوادر البلاستيك العتيقة،لتعمل على تدويرها لاحقا حتى تصبح جاهزة في حياكة منتجاتها اليدوية من حقائب نسائية وولادية وألعاب أطفال ولوحات فنية وصواني مطبخ . وقالت رنا "من شان تدوير البلاستيك التخفيف من رميها العشوائي والتقليل من خطرها وتحويلها من نفايات ضارة إلى منتجات مفيدة، عبر طريقة مبتكرة تعتمد على النسيج البلاستيكي". ونمت رنا معلوماتها عن القضايا البيئية كما أكدت لـ ((شينخوا)) من خلال لقاءات في هذا الأطار مع بلديات وجمعيات محلية ودولية رسخ لديها مفاهيم الحفاظ على بيئة نظيفة باتت من أولوياتها. وأوضحت رنا أنها بعد تجميع البلاستيك تحرص على تنظيفه ومن ثم فرزه حسب حجمه وألوانه، وتعمل بعدها تعمل على تقطيعه لشرائح متساوية الأطوال وبعرض ما بين 2 الى 3 سنتيمترات،ومن ثم تجمعها على شكل كرات تكون جاهزة لحياكتها عبر الصنارة، مشيرة إلى أن كل قطعة يلزم انجازها ما بين 15 إلى 24ساعة تقريبا بحسب حجمها. وتعتمد رنا في تصريف انتاجها على خدمة "أون لاين"، إضافة لتسويقه في بعض المحلات التجارية إلى جانب عرضه في المعارض التي تقام بشكل دوري في مختلف المناطق اللبنانية . وقالت "في ظل تردي الأوضاع الأقتصادية في لبنان تؤمن لي صنارتي الصغيرة دخلا مقبولا يساعدنا في تأمين جانب من حاجياتنا التي ارتفعت أسعارها بشكل جنوني"، داعية ربات المنازل للتوجه إلى الأشغال اليدوية المتعددة لرفع مدخول عائلاتهن في ظل البطالة وتردي الوضع الأقتصادي. ويواجه لبنان أزمة مالية واقتصادية حادة، بجانب عدة أزمات معيشية متشابكة تفاقمت على خلفية تداعيات تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وكارثة انفجار مرفأ بيروت الذي دمر أحياء عدة في العاصمة وتسبب بخسائر قدرت بـ 15 مليار دولار.

مشاركة :