أظهرت نتائج استطلاع للرأي أن نحو 80 في المائة من شركات تجارة التجزئة في ألمانيا غير راضية عن مبيعات أسواق نهاية العام، التي تأثرت بقيود كورونا ما أسفر عن إيرادات متوسطة. وأوضحت نتائج الاستطلاع الذي أجرته رابطة التجارة في ألمانيا بين أعضائها أن 20 في المائة، (350 شركة) راضية عن المبيعات التي تحققت حتى الآن، وذلك حسبما أعلنت الرابطة أمس. وجاء الاستطلاع عن مبيعات شركات تجارة التجزئة في الأسبوع السابق لفترة عطلات الأعياد، وطالبت الرابطة مجددا بإلغاء قاعدتي "2 جي" و"3 جي" بالنسبة لتجارة التجزئة أو بعدم تطبيقهما على الإطلاق. يذكر أن قاعدة "2 جي" تقصر السماح بالدخول إلى محال التجارة على الملقحين والمتعافين من كورونا، فيما تقصر قاعدة "3 جي" الدخول إلى هذه المحال على هاتين الفئتين إضافة إلى حاملي نتائج الاختبارات السلبية لكورونا. وترى الرابطة أنه ليس هناك خطر كبير للإصابة بالعدوى داخل المحال بفضل خطط النظافة الصحية والارتداء الإجباري للكمامة. غير أنه من الصعب تحديد مستوى خطورة الإصابة بالعدوى داخل المحال لأنه من الصعب تتبع المخالطين في مثل هذه الأماكن. وكانت الرابطة قد أعربت قبل وقت قصير من حلول أول يوم في فترة العطلات عن تأييدها للتطعيم الإجباري ضد كورونا. وأدت قوة الموجة الرابعة من فيروس كورونا وانتشار السلالة الجديدة التي اكتشفت في جنوب إفريقيا إلى زيادة الضغط على الساسة الألمان، لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة وعاجلة بشأن مواجهة الفيروس. ودعت الأكاديمية الوطنية الألمانية "ليوبولدينا" إلى سرعة تقليص شديد وعاجل للتواصل بين الأفراد بمن فيهم الحاصلون على التطعيم والمعافون بعد إصابة بالفيروس. وتحدث المستشار المحتمل أولاف شولتس عن "تحديات دراماتيكية جديدة" بسبب الفيروس، مؤكدا أنه لم يكن هناك شيء لم يؤخذ في الاعتبار. ووفقا لمعهد ماكس فون بيتينكوفر في ألمانيا فقد عثر في ميونيخ على سلالة جديدة للفيروس أطلق عليها "أوميكرون"، تم تصنيفها على أنها "مقلقة" لدى شخصين عائدين من جنوب إفريقيا. وقال كلاوس هوليتشيك وزير الصحة البافاري أمس الأول، إن الشخصين الاثنين وصلا في 24 من الشهر الجاري على متن رحلة جوية قادمة من جنوب إفريقيا. وأوضح أوليفر كيبلر مدير المعهد، أنه لم يتم التوصل إلى تسلسل الجينوم بعد، إلا أنه "ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن هذه هي السلالة الجديدة". وأعلن كاي كلوزه وزير الشؤون الاجتماعية في ولاية هيسن - من حزب الخضر- عن حالة أخرى مشتبه بها، عادت هي الأخرى من جنوب إفريقيا. ومن المتوقع ظهور نتيجة دقيقة للفحوص الإثنين المقبل. وقال معهد روبرت كوخ إن عدد الإصابات الجديدة بكورونا وصل إلى 67125 في ألمانيا، كما وصلت حالات الوفاة إلى 303 حالات في يوم واحد. وألقت معدلات التضخم المرتفعة، وزيادة الإصابات بفيروس كورونا، بشكل غير عادي بظلالها على معنويات المستهلكين في ألمانيا أكبر اقتصاد في أوروبا، ما قوض الآفاق خلال موسم التسوق. وذكر معهد جي.إف.كيه، أن مؤشر ثقة المستهلكين، بناء على استطلاع آراء نحو ألفي ألماني، انخفض إلى سالب 1.6 نقطة قبل كانون الأول (ديسمبر) من نقطة واحدة بعد التعديل في الشهر السابق. وكانت قراءة كانون الأول (ديسمبر) هي الأدنى منذ حزيران (يونيو) ومقارنة بتوقعات "رويترز" بانخفاض أقل مقداره سالب 0.5. وقال رولف بيركل، الخبير الاقتصادي في معهد جي.إف.كيه: إن الموجة الرابعة من جائحة كوفيد - 19 تسببت في مخاوف من فرض مزيد من القيود على المتاجر والمطاعم. وأضاف أن معدلات التضخم، التي تجاوزت 4 في المائة تضر أيضا بالقوة الشرائية للمستهلكين، متابعا "يعمل هذا على إضعاف آفاق الأعمال في موسم التسوق المقبل في الأعياد". إلى ذلك، أعلن المكتب الاتحادي للإحصاء أمس، نمو الاقتصاد الألماني خلال الربع الثالث من العام الجاري على نحو أضعف قليلا مما كان متوقعا. وأوضح المكتب، أن إجمالي الناتج المحلي ارتفع 1.7 خلال الفترة بين تموز (يوليو) وأيلول (سبتمبر) الماضيين، مقارنة بما كان عليه في الربع ذاته من العام الماضي. ومقارنة بالربع الأخير من 2019، أي قبل أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، فقد تراجع النمو الاقتصادي 1.1 في المائة، بحسب المكتب. يشار إلى أنه تم تحفيز الاقتصاد الألماني، الاقتصاد الأكبر بأوروبا، من خلال الاستهلاك الخاص، الذي زاد بقوة 6.2 في المائة، ولكن اختناقات سلاسل التوريد خلفت آثارا كبيرة، حيث تراجع التصدير واستثمارات الشركات، مقارنة بالربع السابق. ويتوقع خبراء اقتصاد أن يفقد الاقتصاد الألماني كثيرا من معدل نموه خلال الفترة المقبلة، بسبب اختناقات سلاسل التوريد ووضع تفشي فيروس كورونا، ويتوقعون ألا يشهد نموا في الربع الأخير من هذا العام. وأعلن المعهد الألماني لأبحاث سوق العمل والتوظيف أن تراجع معدل البطالة خلال الأشهر المقبلة سيسير على نحو أبطأ قليلا مما كان عليه خلال الصيف. وجاء ذلك في مؤشر سوق العمل الخاص بالمعهد، الذي تم نشره أخيرا، ويستند المؤشر إلى استطلاع شمل جميع وكالات العمل في ألمانيا، وتم سؤالها في الاستطلاع عن توقعاتها بشأن الأشهر الثلاثة المقبلة. وقال إنتسو فيبر، رئيس قسم أبحاث التوقعات وتحليلات الاقتصاد الكلي بالمعهد: "وفقا لتقدير وكالات العمل سيهدأ الاتجاه التصاعدي في سوق العمل نوعا ما". ولكن خبراء سوق العمل يتوقعون حاليا تراجعا كبيرا خلال الموجة الرابعة لتفشي فيروس كورونا المستجد.
مشاركة :