تعليق: دبلوماسية القادة تقود العلاقات الصينية ـ الإفريقية نحو تحقيق الاستقرار على المدى الطويل

  • 11/29/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بعد قمة منتدى جوهانسبرج لعام 2015، وقمة منتدى بكين 2018، والقمة الخاصة لمكافحة الوباء بين الصين وأفريقيا لعام 2020، سيحضر الرئيس شي جين بينغ المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني ـ الأفريقي المقرر عقده عبر الفيديو يوم 29 نوفمبر الجاري في بكين ويلقي كلمة رئيسية. ويعتبر المؤتمر العمل الدبلوماسي الرئيسي الذي تعقده الصين والدول النامية هذا العام، يرسم فيه الرئيس الصيني والقادة الأفارقة مرة أخرى بشكل مشترك مسار التنمية المستقبلي للعلاقات الصينية ـ الأفريقية، وسيضخ زخمًا جديدًا في التعميق المستمر للثقة السياسية المتبادلة بين الصين وأفريقيا، وتحسين التعاون العملي والارتقاء به، وإعادة النتائج الملموسة للتعاون أكثر وأفضل للشعبين الصيني والإفريقي. إن تطوير الوحدة والتعاون مع الدول الأفريقية هو حجر الزاوية المهم في السياسة الخارجية للصين، وهو أيضًا خيار الصين الاستراتيجي الراسخ على المدى الطويل. ويولي الرئيس شي جين بينغ أهمية كبيرة لتنمية العلاقات الصينية ـ الأفريقية، وقاد الرئيس شي جين بينغ والقادة الأفارقة الدبلوماسية العلاقات الصينية ـ الافريقية نحو تحقيق الاستقرار على المدى الطويل. وفي مارس 2013، ذهب الرئيس شي جين بينغ إلى إفريقيا لأول مرة منذ أن تولى رئاسة البلاد، وقد زار إفريقيا أربع مرات حتى الآن، وترك أثار أقدامه في جميع أنحاء إفريقيا. وفي عام 2015، حضر الرئيس شي جين بينغ قمة جوهانسبرج لمنتدى التعاون الصيني ـ الأفريقي، ورفع النوع الجديد من الشراكة الاستراتيجية بين الصين وأفريقيا إلى شراكة استراتيجية شاملة. وقرر الرئيس شي جين بينغ والقادة الأفارقة في قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني ـ الأفريقي في عام 2018، بالإجماع بناء مجتمع صيني أفريقي أوثق مع مستقبل مشترك، ووضع معلم جديد في تاريخ العلاقات الصينية ـ الأفريقية، وقيادة العلاقات الصينية ـ الأفريقية والتعاون الصيني ـ الأفريقي إلى مستوى جديد. وطرح الرئيس الصيني شي جين بينغ، مبادئ سياسة الصين تجاه افريقيا والمتمثلة في مبادئ الإخلاص والنتائج الحقيقية والصداقة والتقارب وحسن النية ومبدأ السعي لتحقيق منافع أفضل والمصالح المشتركة، ما أوضح الاتجاه الصحيح والقواعد الأساسية للتعاون مع إفريقيا في العصر الجديد، والذي يلخص مفهوم سياسة الصين تجاه إفريقيا، ويجسد الجوهر الأخلاقي للثقافة الصينية الممتازة، ويدمج التراكم التاريخي للصداقة الصينية الأفريقية التقليدية، ويضع معيارًا لعصر التعاون الدولي مع إفريقيا. وفي قمة بكين 2018 لمنتدى التعاون الصيني ـ الأفريقي، اقترح الرئيس شي جين بينغ بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين والدول الأفريقية قائم على المسؤولية المشتركة، والتعاون والفوز المشترك، والرفاهية المشتركة، والازدهار الثقافي المشترك، والأمن المشترك والتعايش المتناغم، وتوصلت الصين وأفريقيا إلى توافق استراتيجي بهذا الشأن. كما أوضح الرئيس شي جين بينغ بعمق مبادئ "الثوابت الأربعة" و "اللاءات الخمسة" التي تمارسها الصين دائمًا في التعاون مع إفريقيا، وتتماشى هذه المبادئ مع فلسفة الصين التقليدية المتمثلة في "لا تفرض للآخرين ما لا تريد القيام به"، وتمشيا مع المصالح الأساسية للبلدان الأفريقية والأعراف الأساسية للعلاقات الدولية، فهي سمة أساسية للتضامن والتعاون بين الصين وأفريقيا، ولها أهمية مرجعية مهمة للتعاون الدولي مع أفريقيا. لطالما كانت الصين وأفريقيا مجتمعا ذا مستقبل مشترك، وأصبحت الصداقة بينهما أقوى بمرور الوقت. وقبل خمسين عامًا، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة السادسة والعشرون القرار رقم 2758 بأغلبية ساحقة، والذي أعاد المقعد القانوني لجمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة، و11 من 23 دولة في الاقتراح كانت من افريقيا، و26 من 76 صوتا المؤيدة من أفريقيا. وفي عام 2008، تعرضت الصين لزلزال مدمر، وتبرعت الدول الأفريقية بالمال والمواد لدعمها. وفي عام 2014، عندما اندلع وباء الإيبولا في غرب إفريقيا، لعب العاملون الطبيون الصينيون دورًا رائدًا ونموذجيًا في المجتمع الدولي. وبعد تفشي كوفيد -19، تشاركت الصين والدول الأفريقية السراء والضراء وساعدوا بعضهم البعض، وكتبوا فصلًا جديدًا من الوحدة والصداقة بين الصين وأفريقيا للتغلب على الصعوبات معًا. ولطالما كانت الصين وأفريقيا في نفس القارب وتتقدمان يدا بيد، لتضعان نموذجًا لتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. يعتبر التعامل الصحيح مع العلاقة بين "العدالة" و "المنفعة" مطلبًا حتميًا للتعاون الصيني الأفريقي في العصر الجديد. وإن أعظم "العدالة" في العلاقات بين الصين وإفريقيا هو التكامل الوثيق بين التنمية المستقلة والمستدامة لأفريقيا مع تنمية الصين، وعدم الانخراط في لعبة محصلتها صفر، وعدم السعي إلى الربح فقط، وتحقق في النهاية تعاونًا مربحًا للجانبين. وتلتزم الصين دائماً بمفهوم الإخلاص والنتائج الحقيقية والصداقة والتقارب وحسن النية ومبدأ السعي لتحقيق منافع أفضل والمصالح المشتركة، وأجرت تعاونًا عمليًا في مختلف المجالات مع الدول الأفريقية، مما حقق نتائج مثمرة ورحبت به الدول والشعوب الأفريقية. وبحسب تقرير أصدرته منظمة الاقتراع الإفريقية المعروفة "أفريكان باروميتر" مؤخرا، تحتل الصين المرتبة الأولى من حيث النفوذ في إفريقيا، ويعتقد 63٪ من المشاركين أن تأثير الصين السياسي والاقتصادي على بلادهم إيجابي "جدًا" أو "نسبيًا". يكمن "السر" في الحفاظ على حيوية قوية في العلاقات الصينية الأفريقية في مواكبة العصر، والريادة والابتكار. وهذا ما يشير إليه الكتاب الأبيض "التعاون الصيني الأفريقي في العصر الجديد". ولقد بنت الصين مجتمعا رغيد الازدهار من جميع النواحي وشرعت في رحلة جديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة بطريقة شاملة. وتعمل إفريقيا على تسريع عملية التصنيع والتحديث، وتتجه نحو الحلم الجميل الموصوف في أجندة 2063 للاتحاد الأفريقي. وبالوقوف عند نقطة انطلاق تاريخية جديدة، ستعمل الصين وأفريقيا معًا وتساعد كل منهما الأخرى، وتعملان معًا لبناء مجتمع صيني أفريقي أوثق مع مستقبل مشترك، مما سيفيد بالتأكيد شعبي الصين وأفريقيا بشكل أفضل، ويقدم مساهمات جديدة وأكبر لبناء عالم أفضل.

مشاركة :