المؤبد لداعشي عراقي أدين في ألمانيا بـ'الإبادة' بحق الأيزيديين

  • 11/30/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فرانكفورت - قضت محكمة ألمانية الثلاثاء بالسجن مدى الحياة على عراقي من تنظيم الدولة الإسلامية بعد إدانته بتهمة ارتكاب "إبادة" في حق الأيزيديين، في حكم هو الأول من نوعه في العالم. واعتبر قضاة محكمة فرانكفورت أن طه الجميلي "مذنب بتهم الإبادة وجرائم ضد الإنسانية أفضت إلى الوفاة". ويتوقع أن يكون هذا الحكم أساسيا في الاعتراف بالفظائع التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية في حق هذه الأقلية الناطقة بالكردية. وهي المرة الأولى في العالم التي تقضي محكمة أن الفظائع المرتكبة في حق الأيزيديين ترقى إلى مستوى "الإبادة" كما سبق ووصفها محققون من الأمم المتحدة. وتوقفت تلاوة الحكم بعيد النطق بالعقوبة إذ أغمي على المتهم. وأدين العراقي طه الجميلي الذي انضم إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في العام 2013، بتهمة ترك طفلة أيزيدية في الخامسة من العمر تموت عطشا في صيف العام 2015 في الفلوجة بعدما اشتراها مع والدتها "كسبية" على ما أفادت جهة الادعاء. وفي إطار التهمة نفسها حكم على زوجته السابقة جنيفير فينيش بالسجن عشر سنوات الشهر الماضي بعد إدانتها بتهمة ارتكاب "جريمة ضد الإنسانية أدت إلى مقتل" الطفلة. وروت والدة الطفلة الشاهدة الرئيسية أمام المحكمة، المأساة التي عانتها طفلتها "وهي معلّقة على نافذة" خارج المنزل وسط حرارة "تصل أحيانا إلى أكثر من 50 درجة مئوية" وفق ما ذكرت النيابة العامة، فبعد تعرضها باستمرار لسوء المعاملة "عوقبت" الفتاة لأنها تبولت على سريرها. ويقطن الإيزيديون وهم أقلية ناطقة بالكردية في مناطق في شمال العراق وسوريا، ويعتنقون ديانة توحيدية باطنية. ويتعرضون منذ قرون للاضطهاد على أيدي متطرّفين. وجعل تنظيم الدولة الإسلامية الأيزيديات سبايا وقتل مئات الرجال بعدما اجتاح منطقة سنجار في شمال غرب العراق في اغسطس/اب 2014. ويمثل والدة الطفلة ثلاثة محامين من بينهم أمل كلوني. وترأست المحامية اللبنانية البريطانية مع نادية مراد الحائزة على جائزة نوبل للسلام وإحدى سبايا التنظيم وتنتمي إلى البلدة نفسها مثل الضحية، حملة للاعتراف بهذه الجرائم على أنها إبادة. ميونخ (ألمانيا) - قضت محكمة في ميونيخ الاثنين بسجن ألمانية وهي جهادية سابقة في تنظيم الدولة الإسلامية، عشر سنوات بتهمة ترك فتاة أيزيدية تموت عطشا في العراق. وأدينت جنيفر فينيش (30 عاما) بارتكاب "جريمة ضد الإنسانية أدت إلى الموت" وبالانتماء إلى منظمة إرهابية، في أولى المحاكمات في العالم لارتكاب جريمة حرب بحق الأيزيديين، الأقلية الناطقة باللغة الكردية في شمال العراق، التي اضطهدها الجهاديون. ولم يصدر أي رد فعل من الشابة لدى النطق بالحكم الذي كان أقل قسوة من عقوبة السجن المؤبد التي طالبت بها النيابة العامة. وقال رئيس المحكمة رينهولد باير الاثنين متوجها إليها "كان عليك أن تعلمي منذ البداية أن طفلة مقيّدة بالسلاسل تحت شمس حارقة سيكون مصيرها الموت". لكن القضاة أقروا أيضا بأن الجهادية السابقة "لم تكن تملك سوى إمكانيات محدودة لإنهاء استعباد" الضحايا، وفقا لبيان صادر عن المحكمة. وأوضحت هذه الألمانية المتحدرة من لوهن في ولاية سكسونيا السفلى (شمال غرب)، أنها ذهبت إلى العراق في 2014 للانضمام إلى "إخوتها" خلال محاكمتها التي بدأت في أبريل/نيسان 2019 لعدة أشهر، شاركت بدوريات مسلحة هناك ضمن شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الفلوجة والموصل. وعملت هذه القوات بشكل خاص على ضمان احترام قواعد اللباس والسلوك التي وضعها الجهاديون. وفي صيف 2015، قامت هي وزوجها آنذاك طه الجميلي وهو يحاكم في فرانكفورت بتهم مماثلة، بشراء ضمن مجموعة سجناء فتاة تبلغ من العمر خمس سنوات ووالدتها من سبايا الأقلية الإيزيدية من أجل استعبادهما. ووالدة الطفلة الشاهدة الرئيسية في محاكمات ميونيخ وفرانكفورت التي تعيش الآن مختبئة في ألمانيا، قدّمت قصة الانتهاكات التي تعرضت لها الراحلة. وبعد تعرضها باستمرار لسوء المعاملة "عوقبت" الفتاة لأنها تبولت على سريرها، ثم ربطها الجميلي بنافذة خارج المنزل في درجات حرارة تبلغ خمسين درجة مئوية. قضت الفتاة عطشا بينما أرغمت والدتها على البقاء في خدمة الزوجين. أكدت فينيش، المتهمة بعدم التدخل لمنع شريكها من القيام بذلك، أنها كانت "تخشى" أن "يسجنها". وخلال المحاكمة، لم تقدم المرأة تفسيرا حقيقيا لرحلة تطرفها. وكانت خجولة خلال الجلسات الأولى لكنها ما لبثت أن أصبحت أكثر شجاعة. وكانت فينيش قد دافعت عن نفسها وفق ما نقلت عنها صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" بالقول "يريدون أن يجعلوا مني عبرة لكل ما حدث في ظل تنظيم الدولة الإسلامية. من الصعب تخيل أن هذا ممكن في دولة القانون". وسلمت أجهزة الأمن التركية فينيش إلى ألمانيا بعد أن ألقت القبض عليها في يناير/كانون الثاني 2016 في أنقرة. ولم يتم احتجازها إلا في يونيو/حزيران 2018، بعد اعتقالها أثناء محاولتها مجددا الذهاب مع ابنتها البالغة من العمر عامين إلى المناطق التي كان التنظيم المتطرف لا يزال يسيطر عليها في سوريا. وخلال هذه الرحلة، أخبرت سائقها عن حياتها في العراق. كان الأخير في الواقع مخبرا لمكتب التحقيقات الفيدرالي ويقود سيارة مزودة بأجهزة تنصت. واستخدمت النيابة هذه التسجيلات لتوجيه الاتهام إليها. وهذه المحاكمة هي واحدة من أولى القضايا المتعلقة بالجرائم التي ارتكبت ضد الأيزيديين، الأقلية الناطقة بالكردية في شمال العراق. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2020، حكمت محكمة ألمانية على زوجة جهادي تحمل الجنسيتين الألمانية والتونسية، بالسجن ثلاث سنوات ونصف بتهمة استرقاق شابة أيزيدية عندما كانت تقيم في سوريا. ويشتبه في تورط ألمانيتين آ عادتا إلى الوطن منذ 2020 من الأراضي التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، في جرائم ضد الإنسانية على علاقة بالفظائع المرتكبة ضد الأقلية الايزيدية. وعندما سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على الموصل ومحيطها استولى الجهاديون على منطقتهم في جبل سنجار وقتلوا الآلاف من أبناء هذه الأقلية وسبوا نساءها وأطفالها.

مشاركة :