يكاد العالم أن يتحد لمواجهة المتحور الجديد لفيروس كورونا (أوميكرون)، اجتماعات دولية مكثفة لمنظمة الصحة العالمية على مدار الساعة واليوم، ووزراء الصحة في دول العالم يجددون تواصلهم ولقاءات المفتوحة عن قرب وعن بعد، والجهات الرقابية والطوارئ والحصانة تتحرك بسرعة فائقة للأخذ بأسباب الوقاية خير من العلاج. هذا الحرص واليقظة الدولية جاء نتيجة الأرقام التي خلفها كورونا كوفيد 19 من بداية اكتشافه في ديسمبر 2019م حتى نهاية نوفمبر 2021 فقد بلغت الإحصاءات: الإصابات أكثر من 260 مليون شخص، والوفيات أكثر من 5 ملايين شخص حول العالم. أرقام مذهلة ومخيفة في الإصابات والوفيات، وبالتأكيد هناك أرقام لم تسجل ولم ترصد أصيبت وتوفيت دون أن تكون ضمن الرصد العالمي. لذا تحرك العالم بكل أجهزته السياسية والطبية والمالية والإدارية بدأت بإغلاق الحدود والمطارات والمنع من استقبال رحلات قادمة من الخارج، وخطوات احترازية كانت الدول قد طبقتها سابقاً في الموجة الأولى من كورونا الأولي، فالدول لا تتعلم إلا إذا فقدت الأرواح والأموال، وفيروس كورونا أرهق ميزانيات الدول وجرها إلى خسائر لا حدود لها، فهل نحن مقبلون على إجراءات دولية تفرضها علينا الجائحات المرضية أو الكوارث الأخرى تفرض التحرك الدولي المشترك والسريع كما هو الحال مع كورونا المتحور الجديد أوميكرون الذي هز العالم بسرعة انتشاره بحيث لا يستجيب للقاح كورونا، ويعد من الأمراض القاتلة والشرسة؟ لا بد للعالم أن يغير من سياساته ذات التوجه الانعزالي والعمل المنفرد، دون الأخذ بالاعتبار أن أفريقيا التي ظهر بها الوباء المتحور الجديد انطلق من دولة جنوب أفريقيا، والاعتقاد بأن يبقى الوباء في أفريقيا دون أن ينتقل سريعا إلى سكان العالم في أمريكا وأوروبا والصين و روسيا، فالإعلام والتجارة العالمية حولتنا إلى قرية صغيرة ولا حدود للعالم، كذلك المتحور الجديد حولنا إلى حي سكني واحد وصغير.
مشاركة :