إدارة العالم بالإعلام - د.عبدالعزيز الجار الله

  • 2/1/2017
  • 00:00
  • 34
  • 0
  • 0
news-picture

كيف تهز القرارات السريعة والخاطفة الدولة الواحدة، وتهز معظم دول العالم، قرار الرئيس الأمريكي ترامب الأخير بشأن منع رعايا دول بعينها من دخول أمريكا، حرّك كل وسائل الإعلام؛ القنوات ووكالات الأنباء والصحف ومواقع الصحف الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي حين أعلن البيت الأبيض منع جنسيات (دول) من دخول أمريكا وهي: إيران، العراق ،سورية، اليمن، الصومال، السودان، وليبيا. ومراجعة القرار بعد (120) يوما أما سورية إلى أجل غير مسمى، وشمل المنع أصحاب البطاقات الخضراء، وحتى مزدويجي الجنسية، ومنع أي استثناء. بعض التحليلات تشير إلى أن القائمة سوف تتسع وتدخلها دول إضافية، وتصنيفات جديدة لشعوب أخرى، نتيجة لذلك وجد الإعلام نفسه داخل (مطبخ كبير) من الأخبار والتعاملات والتغطيات في فترة قصيرة: منع ناس في المطارات وناس في الجو وآخرين في البعثات الدبلوماسية وطلاب في الجامعات وحتى العاملين في الضيافة الجوية. تحولت وسائل الإعلام والتواصل إلى (حرائق) إعلامية وأخبار لأن القرار كان سريعاً ومفاجئاً ولم يعطِ فترة سماح قبل التطبيق. لكن من الواضح مع الرئيس ترامب وآليات الدول والسياسات القادمة ستكون مثل قرار الرئيس ترامب سريعة وتفاجئ العالم، لذا على وسائل الإعلام أن تستعد للقرار الذي يحمل الجرأة والعاصفة السريعة الذي ينتشر في الإعلام في الوهلة والتطبيق لا يعطي فترة سماح. الإعلام لابد أن يدخل هذه المرحلة لأنه جزء من أدوات العمل القادم، فالحوار السياسي يتم بالعلن وعبر برامج تلفزيونية، وتطرح الأفكار الجريئة والقوية وبكل شجاعة عبر القنوات التلفزيونية والصحف، والقرارات السياسية تعلن في التويتر قبل توقيعها أو مباشرة بعد التوقيع، والقرارات الصعبة تعتمد على أخبار عاجلة مصدرها معلومات إعلامية موثقة، إذن الإعلام طرف وشريك في القرار السياسي، والرئيس الأمريكي فرض هذه السياسة عبر استخدامه لتوتير وعبر تسريبات أصدقائه من الصحفيين وكتاب الرأي والمحطات التلفزيونية، وبالمقابل تجاوز أهم تقاليد البيت الأبيض وهو المتحدث الرسمي للبيت الأبيض، وأهم تقليد الإيجاز السياسي والإعلامي اليومي والأسبوعي وفتح الاتصال مع عدد من الإعلاميين ومع القنوات الصديقة وعزل وإقصاء شريحة من الإعلاميين بكل قنواتهم وهم غير المتوافقين معه، إذن هناك طرح جديد في التعاملات واللغة السياسية جسورها تبدأ من الإعلام. هذا التقليد لا يختص به ترامب إنما الرئيس ترامب صاحب هذا التطبيق الذي يجعل من الإعلام واحدة من أدوات الإدارة السياسية.

مشاركة :