مصدر مسؤول أم مجهول؟ | إبراهيم محمد باداود

  • 11/10/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

تعتمد الكثير من وسائل الإعلام في أخبارها على تصريحات المسؤولين وبشكل كبير، ويحرص بعض هؤلاء على البروز في تلك الوسائل الإعلامية في حين يفضل البعض الآخر ولحساسية أو سرية بعض المعلومات، وخصوصًا المتعلقة بالفساد، أو سوء الإدارة، أو الانتقاد إلى التخفي خلف بعض المسمّيات بحيث ينسب ذلك التصريح إلى مصدر مسؤول، أو مصدر (فضّل عدم ذكر اسمه)، أو مصدر (تحتفظ الصحيفة باسمه)، أو غيرها من الوسائل التي تساهم في إخفاء مصدر المعلومة، ومثل هذه التصاريح الصادرة من مصادر مجهولة ينظر إليها البعض بأنها تصاريح تفتقد للمصداقية، وأن أصحابها إمّا أن لا يكونوا على ثقة ممّا يقولون، أو أنهم يخشون أمرًا ما، أو يخشون أن تضر مثل هذه التصاريح بعلاقاتهم مع الآخرين، أو لا يكون مصرّحًا لهم في الأساس بالحديث، أو أنهم يخشون ردة فعل الجمهور على تصريحاتهم ممّا يجعلهم يختفون خلف تلك المسميات، أو اللجوء في بعض الأحيان إلى أسماء غير حقيقية، كما يحدث في بعض وسائل التواصل الاجتماعية. توصف الصحافة بأنها السلطة الرابعة لعدة أسباب من ضمنها ما تلعبه من دور هام في توفير المعلومة لأفراد المجتمع، وتواجه في سبيل تحقيق هذا الهدف العديد من التحديات والصعوبات، ويفيد بعض من يعمل في هذا المجال بأن مبدأ سرية المصادر، والحق في حماية مصدر المعلومات الخاصة هو جزء من القواعد الأخلاقية لمهنة الصحافة، وهو المبدأ الذي لا يزال غير معترف به لدى بعض الجهات. هذه القضية هي مصدر خلاف أساس بين من يرى أن الحفاظ على سرية المصادر تساهم في تعزيز دور مكانة الصحافة للقيام بالدور المطلوب منها للكشف عن المعلومة التي تحقق المصلحة العامة دون الكشف عن مصدرها، وهو أحد الشروط الأساسية لحرية الصحافة، وبين من يرى عدم مصداقية الأخبار التي لا يكشف فيها عن هوية مصدر المعلومة وإنها سبب في انتشار الإشاعات ممّا قد يهدد الأمن القومي. حسم هذه القضية يقع على عاتق هيئة الصحفيين من جهة، ووزارة الثقافة والإعلام من جهة أخرى، والتي من شأنها أن تبين ما يساهم في تعزيز دور الصحافة، ويحافظ على الحرية خصوصًا وأن هناك قرارات تدعم وجود متحدث رسمي لدى الجهات المختلفة، وتحث على التعاون مع الجهات الإعلامية لتقديم المعلومة المطلوبة، وتؤكد بأن من مهام المصدر المسؤول أن يصرح عن نفسه، وأن لا يكون مجهولاً. Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :