بعض المسؤولين يجد في الإعلام فرصة ذهبية لإبراز شخصه أو إبراز عمله ، فما إن يفكر في فكرة أو يعقد اجتماعاً أو يشكل لجنة أو يخطو خطوة أو يزور موقعاً من مواقع عمله أو يسافر في مهمة عمل رسمية أو حتى غير رسمية إلا وتجد إدارة العلاقات العامة والإعلام تبادر بإعداد خبر صحفي ونشره في كافة وسائل التواصل الإجتماعية بل ووسائل الإعلام العامة . البريق الإعلامي المتواصل يساهم في كثير من الأحيان في إفساد ليس فقط بعض المسؤولين بل وحتى بعض المشاريع التنموية ، فبعض المسؤولين وكذلك الجهات الإعلامية يعتقدون أن التركيز الإعلامي على المسؤول يؤكد بأنه إنسان عملي وله نتائج واضحة وهو يعمل ليل نهار لتحقيق الأهداف المأمولة ولذلك يجب ملاحقته إعلامياً في كل خطوة يقوم بها وإبرازها للجمهور ليعرف عنها . على الجهات الإعلامية أن يكون لها وقفة في هذا الأمر وأن تضع حداً فاصلاً بين تلميع وإبراز المسؤول وبين إبراز الإنجازات والنتائج التي تتحقق ، بل يجب عليها أن تتوقف وترفض نشر ما يتعلق بشخصيات المسؤولين وتركز بشكل مباشر على الإنجازات وعلى ما يستفيد الناس من معرفته، فالناس لاتهتم كثيراً بشخصية المسؤول ومسار حياته اليومية بل يهمها ما أنجزه من مشاريع وما تم تحقيقه من نتائج تعود عليهم بالنفع والفائدة وتساهم في توفير معيشة كريمة لهم . إن لغة الإنجاز اليوم تعتبر أصدق لغة في العالم ، فمهما تحدث المسؤولون ومهما حرصوا على تصدُّر وسائل الإعلام ومهما أطلقوا التصريحات الصحفية والإعلامية ومهما قاموا بمقابلات وبرامج وثائقية وحملات دعائية فكل ذلك لن يجعل لهم في قلوب الناس ذرة مصداقية ولن تخلد ذكراهم لدى المجتمع إذا لم يجد الناس إنجازات تعضد ذلك البروز على أرض الواقع وكلنا نتذكر اليوم الكثير من الشخصيات التي تقلدت مناصب والناس يذكرون أعمالهم وإنجازاتهم وما صنعوه خلال فترة مسؤولياتهم ، وفي المقابل هناك مسؤولون تكاد لا تتذكر أسماءهم على الرغم من تقلدهم مناصب عليا في يوم من الأيام . إنها لغة الإنجاز والعمل ، اللغة التي يصدقها كل فرد سواء كان جاهلاً أم عالماً ، كبيراً أم صغيراً ، رجلاً أم امرأة ، هي اللغة التي يراها ويسمعها ويشعر بها ويفهمها كل إنسان ، وهي اللغة التي يجب أن تكون حديث كل المسؤولين وكل من تقلدوا المناصب وكل من كان في يوم ما مسؤولاً عن رعية . Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :