تمثل الاستدامة في «سابك» رحلة مستمرة لا تتوقف، تسعى الشركة من خلالها إلى تحسين الأعمال والاستثمار في التقنيات الجديدة منخفضة الكربون، والحلول المستدامة الجديدة، ما يمكنها من خفض بصمتها البيئية، وتمكين زبائنها من تحقيق مكاسب مستدامة، والمحافظة على الطاقة، والابتكار. وفي هذا المجال، تسهم «سابك» بصورة كبرى في فصل الكربون وتخزينه عبر عدد من المبادرات، ومنها أكبر مصنع في العالم لتنقية ثاني أكسيد الكربون، المقام في شركة «المتحدة» - إحدى الشركات التابعة ل»سابك»، حيث يعمل المصنع على ضغط وتنقية حوالي 1500 طن من ثاني أكسيد الكربون يومياً، الصادر عن مصانع جلايكول الإيثيلين؛ ومن ثم ضخه إلى شركات «سابك» التابعة لإنتاج الميثانول واليوريا، ومن المتوقع أن يحدّ المصنع الجديد من انبعاث 500 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً. عن هذا المصنع، يقول م. عوض آل ماكر، نائب الرئيس التنفيذي للتقنية والابتكار في «سابك»: «أحد أهم الإنجازات المنبثقة عن مبادراتنا للاستدامة تتمثل في الانتهاء من إنشاء أكبر مصنع في العالم لفصل واستثمار الكربون، يعتبر هذا إنجازاً كبيراً على صعيدي السعودية والعالم». ويؤكد م. أحمد حسنين، مدير أعلى هندسة الإجراءات في شركة «سابك» التصنيعية التابعة «المتحدة»، التزام «سابك» بأهدافها للاستدامة، مبيناً أن الشركة تقيّم كل مشروع بناءً على آثاره الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، ويضيف: «كانت هناك حاجة لهذا المشروع، لأن «سابك» أحد كبار منتجي جلايكول الإيثيلين في العالم، فإنتاج الطن الواحد من جلايكول الإيثيلين يترتب عليه إنتاج 0.2 إلى 0.5 طن من ثاني أكسيد الكربون، وفي الماضي كان يتم إطلاق جميع هذه الكمية في الجو، ولم يكن باستطاعتنا القيام بفصل ثاني أكسيد الكربون لتصنيع منتجات أخرى مباشرة؛ إذ يحتوي على نسبة ضئيلة من الشوائب التي كان يصعب إزالتها، ولكن مع إنشاء هذا المصنع الجديد، لا نكتفي فقط بفصل وتنقية ثاني أكسيد الكربون، بل نوفّر لقيماً جديداً يستخدم في عملياتنا التصنيعية، ونحسّن من كفاءة استهلاك الطاقة، وعلاوة على ذلك نحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة». تم تدشين المصنع الجديد وفقاً للمواصفات المطلوبة، وأكمل حتى اليوم قرابة مليوني ساعة عمل دون إصابات، وبدأ بضخ ثاني أكسيد الكربون المنقّى في شبكة خاصة لتوزيعه على شركات «سابك» التابعة الأخرى، حيث يمكن استخدامه لتصنيع منتجات متنوعة، كالأسمدة مثلاً. ويتيح المصنع الجديد استخدام ثاني أكسيد الكربون المنقّى في الأغذية والمشروبات. يقول م. ضاري المديفر، مهندس الإنتاج في شركة «البيروني» التابعة ل»سابك»: «نتلقى ثاني أكسيد الكربون النقي بواسطة شبكة الأنابيب التي يغذيها المصنع الجديد لفصل الكربون وتنقيته، وقبل الحصول على هذا المصدر الجديد؛ كنا مضطرين لحرق الميثان من أجل إنتاج ثاني أكسيد الكربون، إذْ يعتبر إنتاج الأسمدة مكلفاً من ناحية استهلاك الوقود والموارد. ومع هذا المشروع، أصبح لدينا إمدادات جديدة تزيد عن 250 طناً مترياً من ثاني أكسيد الكربون يومياً، تستخدم أغلبها في إنتاج سماد اليوريا فائقة النقاء، ولذا فإن الحدّ من البصمة البيئية لتصنيع الأسمدة يعدّ خطوة مهمة نحو زيادة استدامة المحاصيل الزراعية، وتعزيزاً للأمن الغذائي العالمي، إلى جانب المساهمة في جعل البيئة من حولنا أنظف من أي وقتٍ مضى». ويذكر م. عوض آل ماكر أنه في العام 2014 ارتفعت نسبة استغلال ثاني أكسيد الكربون في «سابك» إلى 8%، متوقعاً ارتفاع هذه النسبة من خلال هذا المصنع الجديد لفصل الكربون خلال العام الحالي. مضيفاً: «بفضل التزام «سابك»؛ فإن مصانعنا وأعمالنا ومجتمعنا وبيئتنا أصبحت أكثر استدامة، ولا يُعنى التزامنا تجاه الاستدامة بالاستغلال الأمثل لمواردنا الطبيعية فحسب؛ بل يدفعنا إلى جعل المجتمعات التي نعمل فيها تأخذ الأولوية، فالعمل سوية لصالح مستقبل الجميع يأتي في صميم استراتيجية «سابك» 2025، التي تضع الاستدامة في صميم كل ما نقوم به».
مشاركة :