تعليق شينخوا: لماذا لم تعد "الديمقراطية" الأمريكية قادرة على خداع العالم

  • 12/4/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

إن ما يسمى بـ"القمة من أجل الديمقراطية"، التي بدأتها الولايات المتحدة، تأتي في لحظة حرجة، حيث يبدو أن الكثيرين في مختلف أنحاء العالم يطرحون نفس السؤال: هل حقا أمريكا تملك ديمقراطية فاعلة؟ كشفت دراسة حديثة أجراها مركز بيو للأبحاث عن وجهة نظر قاتمة للغاية حول الديمقراطية الأمريكية بين الناس في البلدان الغربية، حيث يعتقد "قلة قليلة جدا" أنها "تشكل مثالا جيدا" للآخرين ليحذو حذوها. وأظهر استطلاع رأي آخر أجراه مركز أسوشيتد برس- نورك لأبحاث الشؤون العامة أن قرابة نصف الأمريكيين يعتقدون بأن الديمقراطية غير فاعلة بشكل صحيح في البلاد. ومن الواضح أن من نصبت نفسها "منارة للديمقراطية" بدأت تخفت أمام أعين العالم. إن خيبة الأمل المتزايدة من النظام السياسي الأمريكي هي النتيجة النهائية لسلسلة من الأحداث التي ينظر إليها على أنها وصمة عار على جبين الديمقراطية الأمريكية - التمرد القاتل في مبنى الكابيتول هيل، واحتجاجات "حياة السود مهمة" التي اجتاحت البلاد، والانسحاب المهين من أفغانستان. في ديمقراطية الدولار الأمريكية، فإن مجموعات النخبة فاحشة الثراء وصاحبة المزايا المتنوعة تلك هي التي تحكم من وراء الكواليس وتمسك بالخيوط. والسياسيون مجرد وكلاء وينفذون مساعي أسيادهم. وكتبت كريستينا لافون، أستاذة الفلسفة في جامعة نورث ويسترن، في مقال نشرته في نوفمبر صحيفة ((إل بايس)) الإسبانية، "الديمقراطية في أزمة... فقد المواطنون القدرة على التأثير السياسي لأن هناك الكثير من الاختصارات التي تسمح للجهات الفاعلة القوية باتخاذ قرارات سياسية خارج تأثير العامة". وبالتغاضي عن نظامها السياسي الفوضوي، لا تزال الولايات المتحدة مهووسة بفرض ديمقراطيتها المزعومة على الآخرين من أجل الهيمنة العالمية. ولكن اتضح بأن واشنطن قامت فقط بتصدير دمار ووفيات لا حصر لهما إلى أجزاء أخرى من العالم. كل هذه الأحداث المأساوية تشير إلى حقيقة واضحة مفادها أن الديمقراطية الأمريكية ليست قاصرة وظيفيا فحسب، في الداخل والخارج على حد سواء، بل تتعارض أيضا مع روح الديمقراطية الفعلية. ولن ينخدع المجتمع العالمي بمثل هذه الديمقراطية المشوشة والمتدهورة والمدمرة. ■

مشاركة :