الفصل الثاني: المليشيات السنية المسلحة: لم يعد المواطن العراقي يأتمن على حياته، ليس من المفخخات فقط ولكن من انتشار هذه المليشيات المسلحة، التي اخذت تمارس دور العصابات في النهب والقتل، فالعراق يعيش حالة من الفراغ الأمني وغياب مؤسسات الدولة السيادية والأمنية، (الجيش والشرطة)، بالإضافة إلى سيطرة قيادات الميليشيات على الأمور الامنية والقتالية في البلاد، ويأتي ذلك بعد هزيمة الجيش العراقي امام تنظيم داعش، الذي تمكن من السيطرة على ثلث مساحة العراق ومصادرة احدث انواع الأسلحة التي تركها الجيش العراقي اثر هروب عناصره وعلى البنك المركزي فرع الموصل وعلى منشآت نفطية وخدمية وموارد مياه ومساحات زراعية شاسعة، ولا شك ان الحكومات العراقية المتعاقبة منذ الاحتلال الأمريكي تتحمل مسؤولية التدهور الأمني والفوضى التي تسود العراق، حيث نجد قيادات من هذه المليشيات وزراء في الحكومة، فعلى سبيل المثال كان زعيم فيلق بدر هادي العامري وزيرا للنقل في حكومة نوري المالكي، الذي جر العراق لصراعات طائفية، وسمح بانتشار المليشيات والعصابات المسلحة، وحسب بيانات احدى الفضائيات الرسمية العراقية ان اكثر من 40 مليشيا مسلحة منتشرة في بغداد وحدها وتضم حوالي 160 الف مسلح سمحت لها الحكومات العراقية بالعمل والنشاط العلني، واصبح لها مقرات رسمية ونفوذ في مؤسسات الدولة، وتمارس الفساد السياسي والسطوة والارهاب السياسي والاجتماعي، وفي هذا الصدد نشير لأبرز هذه العصابات او المليشيات المسلحة، ومن بين مئات الكتائب والمليشات المسلحة نستعرض ابرزها على الساحة العراقية على امل ان نتمكن من استعراض باقي المليشيات في البلدان العربية الأخرى، وسنأخذ ابرز هذه الجماعات الشيعية والسنية العراقية. لقد تناولنا في سلسلة المقالاات السابقة ابرز المليشيات الشيعية والمسيحية، ونستكملها باستعراض ابرز المليشيات المسلحة السنية: المليشيات المسلحة السنية: قد يكون تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ابرزها، والذي انبثق من تنظيم القاعدة في العراق بزعامة أبو مصعب الزرقاوي في عام 2004، خلالها تشكل مجلس شورى المجاهدين الذي مهد لدولة العراق الإسلامية، ومنذ عام 2014 وتحت قيادة زعيمها أبو بكر البغدادي، انتشر تنظيم الدولة الاسلامية بشكل ملحوظ، وحصل على الدعم في العراق بسبب التمييز الطائفي، واخذ يتمدد بشكل كبير في بعض المحافظات السورية مثل الرقة ودير الزور وحلب وتدمر، وسيطر على مساحة كبيرة من مدينة الفلوجة العراقية، وفي ديسمبر 2013، اعلن ابو بكر البغدادي نفسه خليفة، وابو بكر البغدادي هو ابراهيم عوض علي البدري السامرائي، مما ادى لخلافات وانقسامات داخلية كان ابرزها خروج جبهة النصرة واعلان تنظيمها المستقل على الأراضي السورية بقيادة ابو محمد الجولاني، ولم تقبل بقيادة البغدادي وفضلت ان تعمل بشكل مستقل كمعارضة سورية، ولكن مع انتشار وسيطرت تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات شاسعة من المحافظات السورية مثل دير الزور والحسكة وادلب، وتواجد ملحوظ في محافظات حمص وحماة وتدمر تم تغير اسم الدولة الإسلامية في العراق الى الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) منذ يونيو 2014، ويتكون تنظيم داعش من بقايا تنظيم القاعدة في العراق (تنظيم التوحيد والجهاد) الذي تحول بعد مقتل زعيمه ابو مصعب الزرقاوي عام 2006 الى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق، وتقدر بعض المصادر العراقية حجم التنظيم في كل من العراق وسوريا بثمانين الف مقاتل، 50 الف في سوريا و30 الف في العراق، ويتمحور هدف داعش في إقامة دولة الخلافة الإسلامية.
مشاركة :