الفصل الثاني: المليشيات السنية المسلحة: نستكمل الحديث عن المليشيات السنية، حيث انتهينا في الحلقة السابقة عند (الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية بقيادة الشيخ حارث الضاري)، ونواصل حديثنا عن المليشيات السنية الأخرى، وهي حسب التسلسل السابق: 32ـ الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية: أعلنت عن نفسها في بيان صدر في 28 مايو/ 2004، وتذيل بياناتها باسم المكتب السياسي، وذراعها العسكرية: (كتائب صلاح الدين الأيوبي). 33ـ جيش أنصار السنة: جماعة سلفية جهادية تشكلت في سبتمبر/ 2003، وتضم بين صفوفها أعضاء سابقين من جماعة أنصار الإسلام الكردية، ومقاتلين عراقيين وعرب من السلفيين. وهي جماعة منظمة، وتتبع في عملها أسلوب تنظيم القاعدة. 34ـ جيش المجاهدين: جماعة (جيش المجاهدين)، خليط من مقاتلين سابقين في فصائل مسلحة سنية، تشرذمت بفعل نجاح الادارة الامريكية في العراق عام 2007 في تشكيل (قوات الصحوة) العشائرية. عادت الجماعة إلى النشاط بعد ولادتها في المناطق الحدودية مع سورية، غرب البلاد، نهاية عام 2008، وتضم حالياً نحو 4 آلاف مقاتل، وتنشط في مدن الكرمة والفلوجة وأبو غريب ومناطق زوبع واليوسفية في بغداد، فضلاً عن مدينة تكريت، يدين أفراد (جيش المجاهدين) بالفكر السلفي المعتدل، وقد غادر قسم كبير منهم إلى سورية لدعم (جبهة النصرة والجيش الحر)، إلا أنهم عادوا إلى العراق عقب الأحداث الأخيرة، بناءً على طلب من قياداتهم. يتميز جيش المجاهدين عن باقي الفصائل بعمليات القنص، وامتلاكه ترسانة صاروخية محلية الصنع، ينسب لها الفضل في السيطرة على قضاء الكرمة غرب الفلوجة. يتهم (جيش المجاهدين) من فصائل مسلحة أخرى ببطء حركته في التنقل، ومكوثه فترات طويلة داخل المدن والمناطق التي يسيطر عليها. 35ـ الجيش الإسلامي: هو ثالث أكبر فصيل من حيث الانتشار في المدن العراقية ذات الغالبية العربية السنية، بعد المجلس العسكري و(داعش)، تأسس عام 2004، وخاض اشتباكات عنيفة مع تنظيم القاعدة في عام 2006 وبداية عام 2007، أسهمت في إضعافه كثيراً، قبل التوصل الى هدنة ثم الاتفاق على حل المشاكل العالقة بينهما، أهمها حول مخازن الأسلحة، ومعاقبة قادة تنظيم القاعدة المتورطين بإشعال الفتنة. يتألف (الجيش الاسلامي) من مقاتلين بانتماءات وطنية وإسلامية، وبعضها قومية عروبية، يعتبر الفصيل الوحيد الذي يمتلك نظاماً داخلياً عسكرياً لمقاتليه وتبنى عمليات عسكرية ضد مشاة البحرية الأمريكية (المارينز)، والقوات البريطانية في السماوة، جنوب العراق، من بينها تدمير قاعدة الصقر، (فالكون) الامريكية في منطقة الدورة، جنوب بغداد. ويمثل شخصية قناص بغداد الشهيرة أبرز قياداته. تعتبر بغداد وصلاح الدين ونينوى أبرز مناطق عمله، وخصوصاً المحاور الشمالية والجنوبية لبغداد، مع تواجد مجموعات محدودة تتبع له في الانبار، يتميز أفراد (الجيش الاسلامي) بالاشتباكات القريبة وحرب الشوارع، ومقاتلوه متمرسون في المناورة في المناطق الزراعية والصحراوية، ويمتلك جناحاً استخبارياً نجح من خلاله في تنفيذ هجمات نوعية ضد القوات الامريكية، واضطرت الاخيرة الى طرد عشرات المترجمين والمتعاونين العراقيين معها، بتهمة التعاون مع (الجيش الاسلامي) في عام 2008، ويمتلك جناحاً إعلامياً كبيراً في العراق، يُدار من خارج البلاد في دولة غير عربية.
مشاركة :