.. في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء فيه «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون». لذا فقد ساءني جدا أن يرفض الكثير من أولياء الأمور عودة الفتاة إلى بيتها كما ترفض بعض الأسر استقبال بناتهم بعد انقضاء محكوميتهن في مؤسسة الرعاية الاجتماعية، الأمر الذي دفع عددا من القانونيين للمطالبة بتدارك الأمر بنزع الولاية، وجعل القاضي وليا للفتاة في حال رفض ذووها استقبالها . وفي اعتقادي أن انحراف الفتيات انما هو نتاج عدم رقابة الأسرة لمسيرة بناتها، وذلك بالسماح لهن بالخروج والدخول على هواها لأن الأب مشغول بالسهر مع مسامريه والأم تغط في النوم نهارا وتسرح في الليل مع صديقاتها للسهر، أو تمضية وقتها مع "»الايباد». فقد جاء في ما نشرته «المدينة» بتاريخ 20/1/1437هـ : أن مؤسسات رعاية الفتيات بالمملكة استقبلت خلال عامين 2706 حالات ــ بحسب ما جاء في الكتاب الإحصائي السنوي لإدارة التخطيط والتطوير الإداري بوزارة الشؤون الاجتماعية للعام المالي ــ. وجاءت قضايا الأخلاقيات أولا بـ 94 حالة، تلتها 47 حالة بسبب وجود بوادر انحراف من أصل 189 حالة. وأشار التقرير إلى أن الشريحة الأكثر وجودا في تلك المؤسسات هي في الأعمار التي تتراوح ما بين 15 ــ 25 عاما، فيما بلغ عدد غير المتزوجات 158 حالة. وقد أوضحت الدكتورة هويدا الحاج الحسن ــ وهي استشارية نفسية في المركز الطبي الجامعي بالعيادة النفسية في جامعة أم القرى (قسم البنات) بمكة المكرمة ــ أن الرعاية النفسية المقدمة للنزيلات في مؤسسات الرعاية ليست كما يرام !! وحول تصدر القضايا الأخلاقية قائمة أسباب الإيداع قالت: لا نستغرب هذا العدد الكبير من قضايا الأخلاقيات، وبوادر الانحراف بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أصبحت سهلة التناول. وأضافت: «أغلب أعمار الفتيات تكون في مرحلة المراهقة، والتي تبدأ من سن البلوغ، وبرأيي فإنها لا توجد لها سن معينة، فبعض الحالات وصل عمرها إلى 35 عاما، ولا زالت تعاني من المراهقة. ترى ألا يعرف أولياء الأمور أن عدم السماح لفتياتهم بالعودة إليهم سيدفعهن إلى المزيد من الانحراف؟ إن من الأولى أن تعود البنت لأسرتها لحمايتها مما تورطت فيه سابقا وتبعد عنه ببقائها بين أفراد أسرتها كي تحميها من العودة لما كان لها من خطأ. السطر الأخير : لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم.
مشاركة :