التعنت الإسرائيلي والموقف الفلسطيني المطلوب

  • 12/10/2021
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

فعلا،‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬الاعتراف‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بالاتفاقيات‭ ‬مع‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬فيما‭ ‬هي‭ ‬تتجاهلها‭. ‬وفعلا،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعد‭ ‬أنفسنا‭ ‬لاتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬جريء،‭ ‬سواء‭ ‬مع‭ ‬انقضاء‭ ‬المهلة‭ ‬مدة‭ ‬عام‭ ‬واحد‭ ‬لانسحاب‭ ‬الاحتلال‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬1967‭ ‬أو‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ (‬وهي‭ ‬المهلة‭ ‬التي‭ ‬منحها‭ ‬الرئيس‭ ‬الفلسطيني‭ ‬محمود‭ ‬عباس‭ ‬‮«‬لإسرائيل‮»‬‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬أمام‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭) ‬أو‭ ‬نتصرف‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬بكثير،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬تسارع‭ ‬عملية‭ ‬النهب‭ ‬وتغيير‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع‭ ‬المتسارع‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬وسباق‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التهويد‭ ‬وتوسيع‭ ‬الاستعمار‭/ ‬‮«‬الاستيطان‮»‬‭.‬ المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬فشلوا‭ ‬في‭ ‬محاسبة‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬وهم‭ ‬من‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬شهية‭ ‬الحكومات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬اختلافها‭ ‬في‭ ‬نهب‭ ‬الأرض‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬السلطة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لم‭ ‬ترفض،‭ ‬منذ‭ ‬اتفاقيات‭ ‬أوسلو،‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬اتفاق‭ ‬جدي‭ ‬للسلام‭ ‬مع‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬ولا‭ ‬هي‭ ‬ضيعت‭ ‬فرصة‭ ‬واحدة‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭. ‬بالمقابل،‭ ‬لم‭ ‬يفهم‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬الرسالة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ولم‭ ‬يفهم‭ ‬قضية‭ ‬اللاجئين‭ ‬ومأساة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬التي‭ ‬مضى‭ ‬عليها‭ ‬73‭ ‬عامًا‭. ‬لذا،‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مطالبة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بضرورة‭ ‬فرض‭ ‬الحماية‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين‭ ‬ولشعبها‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬ومقدساتها،‭ ‬أولى‭ ‬الخطوات،‭ ‬وذلك‭ ‬استنادا‭ ‬إلى‭ ‬قرار‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المدرج‭ ‬على‭ ‬بند‭ ‬‮«‬متحدون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2018‭. ‬وكذلك‭ ‬ضرورة‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالعضوية‭ ‬الكاملة‭ ‬لدولة‭ ‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬استنادا‭ ‬إلى‭ ‬القرار‭ ‬181‭ ‬الذي‭ ‬أقر‭ ‬بإقامة‭ ‬دولتين‭ ‬متجاورتين،‭ ‬والمطالبة‭ ‬بعقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬للسلام‭ ‬برعاية‭ ‬دولية‭ ‬وتحت‭ ‬إشراف‭ ‬دولي‭ ‬لتنفيذ‭ ‬قرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وخاصة‭ ‬قرار‭ ‬رقم‭ ‬2334‭. ‬المعتمد‭ ‬في‭ ‬23‭ ‬ديسمبر‭ ‬2016‭. ‬حيث‭ ‬حث‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬نهاية‭ ‬‮«‬للمستوطنات‮»‬‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ونص‭ ‬على‭ ‬مطالبة‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬بوقف‭ ‬‮«‬الاستيطان‮»‬‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬وعدم‭ ‬شرعية‭ ‬إنشاء‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬للمستوطنات‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬المحتلة‭ ‬منذ‭ ‬1967‭.‬ وحتى‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬أي‭ ‬خيار‭ ‬فلسطيني‭ ‬ملهاة‭ ‬لكسب‭ ‬الوقت‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إفلاس‭ ‬سياسي‭ ‬حاد‭ ‬فرضته‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ (‬والعالم‭ ‬الغربي‭ ‬أساسا‭) ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬‮«‬خيار‭ ‬التقسيم‮»‬‭ ‬وحل‭ ‬الدولتين‭ ‬غير‭ ‬قابلين‭ ‬للتطبيق‭ ‬الفعلي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬بقاء‭ ‬وتوسع‭ ‬الاستعمار‭/ ‬‮«‬الاستيطان‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬إنهاء‭ ‬الازدواجية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭/ ‬الإسرائيلي،‭ ‬هذه‭ ‬الازدواجية‭ ‬التي‭ ‬تتعايش‭ ‬معها‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭.‬ ففيما‭ ‬يغض‭ ‬العالم‭ ‬الطرف‭ ‬عن‭ ‬التهويد‭ ‬والاستعمار‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬يصدر‭ ‬قرارات‭ ‬تبقى‭ ‬حبيسة‭ ‬أدراج‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تنفيذ‭. ‬والشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وقواه‭ ‬الحية‭ ‬لن‭ ‬يصبروا‭ ‬ولن‭ ‬يتحملوا‭ ‬أكثر‭ ‬مع‭ ‬تصاعد‭ ‬جرائم‭ ‬منظمات‭ ‬الإرهاب‭ ‬اليهودي‭ ‬‮«‬الاستيطاني‮»‬‭ ‬ومليشياتها‭ ‬المسلحة‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬وعموم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة،‭ ‬مع‭ ‬تأكيد‭ ‬توافق‭ ‬كل‭ ‬الحكومات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬تهويد‭ ‬الأرض‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬الأوضاع‭ ‬أشبه‭ ‬ببرميل‭ ‬من‭ ‬البارود‭ ‬يوشك‭ ‬على‭ ‬الانفجار‭.‬ ‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تثبت‭ ‬أنها‭ ‬جاهزة‭ ‬للتسوية‭ ‬السياسية،‭ ‬لربما‭ ‬تعيد‭ ‬الجميع‭ ‬إلى‭ ‬مربع‭ ‬الكفاح‭ ‬المسلح،‭ ‬الأسلوب‭ ‬الأكثر‭ ‬فعالية‭ ‬لتعزيز‭ ‬الروح‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية‭. ‬كذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الصدع‭ ‬القائم‭ ‬بين‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة‭ ‬يمثل‭ ‬عائقا‭ ‬هائلا‭ ‬يعترض‭ ‬تحقيق‭ ‬التطلعات‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ويجب‭ ‬ألا‭ ‬يبقى‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬يعاني‭ ‬التشتت‭ ‬السياسي‭ ‬والجغرافي‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬ ولأن‭ ‬هذا‭ ‬التشتت‭ ‬هو‭ ‬المدخل‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬نكبة‮»‬‭ (‬هزيمة‭) ‬جديدة،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬إنهائه‭ ‬كونه‭ ‬–‭ ‬ضمن‭ ‬أمور‭ ‬أخرى–‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تعقيد‭ ‬الجهود‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬التجديد‭ ‬المؤسسي،‭ ‬مع‭ ‬الإقرار‭ ‬بأن‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ (‬رغم‭ ‬تنامي‭ ‬ضعفها‭) ‬مازالت‭ ‬المفتاح‭ ‬لإحياء‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطيني‭.‬

مشاركة :