الحديث مع جاسم علي عبدالله رجب رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات لبيوت الشباب وعضو الاتحاد العربي، له نكهته الخاصة، ولاسيما أنه من الذين تمرسوا في العمل الرياضي من خلال مسيرته كلاعب طائرة في نادي الوصل، ومن ثمّ عضوا في مجالس إدارات الإمبراطور المتعاقبة، واتحاد كرة الطائرة. وابتعد جاسم رجب في السنوات الأخيرة عن العمل الإداري الرياضي المباشر، وغاب عن مسرحه، مكتفياً بموقعه الحالي في جمعية بيوت الشباب الإماراتية. يبدأ رجب حديثه من بيوت الشباب وتطلعاتها، ويقول تستهدف استراتيجيتنا الشريحة الشبابية ومختلف الفئات المجتمعية ونركز على المجالات السياحية والثقافية والرياضية من خلال تهيئة البيئة اللوجستية المثالية والمناخ الملائم والمرافق الرياضية التي تعين نزلاء بيوت الشباب في بلادنا على التمتع بجميع المميزات لاسيما الصالات الرياضية والملاعب المغلقة والمكشوفة التي ستكون جاهزة للاستخدام في المستقبل القريب. وأضاف: في ذات السياق لدينا مشاريع قيد الإجراء والتنفيذ أهمها على الإطلاق بيت شباب العاصمة الذي سيكون مجهزاً بمواصفات ومعايير تتطابق مع النهضة العمرانية الراقية والفخمة التي أضحت علامة فارقة في أبوظبي ودبي والشارقة ومدن إماراتنا الحبيبة، ليس ذلك وحسب وإنما ستتوفر فيه إلى جانب مبنى الفندق صالة رياضية لممارسة الأنشطة الرياضية، وأخرى للتدريبات البدنية، وحوض للسباحة ومطعم حديث، وصالة لشرب الشاي والقراءة وأخرى مماثلة للعب الشطرنج وبقية الألعاب المسلية والإلكترونية. وعن التطوير الذي سيطال بيوتات شباب دبي، والشارقة، ورأس الخيمة أكد أن العمل جارٍ على قدم وساق لتنفيذ المرحلة التطويرية الثانية لبيت شباب دبي، مشيراً إلى بناء الفندق الأخضر والصالة الرياضية المغلقة والمرافق المماثلة الأخرى مثل تجهيز صالة تدريب رياضية جمانزيوم، وربما ملاعب مكشوفة في المستقبل القريب لتكون إضافة نوعية إلى جانب حوض السباحة المجهز بطريقة حديثة، والمنشآت الموجودة أصلاً، وتلك التي تمت صيانتها وأضحت مطلباً للسياح وللأندية والمنتخبات الرياضية. وأشار إلى الترتيبات الموضوعة لصيانة وتطوير بيتي شباب الشارقة والفجيرة بالصور التي تمكنهما من تلبية رغبات الشباب وغيرهم من السياح، إضافة إلى الخطط الموضوعة والمرسومة لإنشاء بيوت شباب في كل من عجمان، ورأس الخيمة، وأم القيوين، وبقية مدن الدولة تماشياً وتناغماً مع السياسة التطويرية في كل قطاعات الدولة وتجاوباً مع الانفتاح السياحي، واتساقاً مع الأهداف الثقافية والاجتماعية والرياضية. وتابع لاشك أن هناك عديد الأندية في الدرجة الأولى يشكون معاناتهم المادية بسبب تكلفة المعسكرات المتواصلة خلال الموسم وهؤلاء ساعدهم بيت شباب دبي، وسيكون بمقدورهم تجاوز تلك المشكلة والهاجس المقلق بعد افتتاح بيت شباب العاصمة، وصيانة بيتي شباب الشارقة والفجيرة. وأكد جاسم رجب أن الأسعار الرمزية التي توفرها بيوتات الشباب والامتيازات التي تقدمها للبعثات الرياضية المقبلة من خارج الدولة والأندية الأجنبية والمحلية والمنتخبات الوطنية ترمي إلى الترويج للسياحة والتعريف بثقافة وفلكلور الإمارات، إضافة إلى إتاحة الفرصة لأنديتنا ومنتخباتنا الوطنية السنية للتباري مع الفرق الزائرة بغرض إقامة المعسكرات التحضيرية سواء على مستوى كرة القدم أو ألعاب الصالة الفردية والجماعية. وألمح إلى فكرة تجهيز قافلة شبابية من أبناء الإمارات لتقوم بجولة خلال الإجازة الصيفية في الدول الأوروبية الهدف منها تبادل المعرفة الثقافية وتنشيط المفاهيم السياحية لشبابنا، وقال لدينا خطط تسهم في دعم جهود الجهات المعنية بالأنشطة المجتمعية مثل تنظيم فعاليات رياضية للنشء، وتهيئة الأجواء الصحية خلال العُطلات المدرسية، وأكد جاسم رجب على تمسكهم بتنفيذ رؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الرامية إلى الابتكار وتطوير الأفكار والإبداع في العمل، وتطبيق مفهوم الاستدامة قولاً وفعلاً. ويعود جاسم رجب إلى الوراء ليتحدث عن المرارة التي عاشها بعد تلقيه نبأ إقالة آخر مجلس شارك فيه في نادي الوصل خلال مدة رئيس مجلس الإدارة اللواء محمد أحمد بن فهد، وقال كنت مع الفريق في بني ياس، وأثناء المباراة سألني أحد إداريي النادي المضيف عن إقالة مجلس إدارة الوصل فأجبته بالنفي، لكن عند العودة إلى دبي تبين لي أن القرار كان إقالة وليست استقالة كما أشيع، وأن أحد إداريي بني ياس عرف الخبر قبلي، وهو ما حز في نفسي. وقال متابعاً أنا ابن الوصل وما حصل لن يقلل من عزيمتي، وشخصياً مستعد للعودة والعمل في أي وقت لخدمة بيتي من أي موقع إذا طلب مني ذلك، ووصف نجم منتخب كرة الطائرة والوصل سابقاً حال اللعبة التي كان يعشقها كثيراً بالطائرة التي فقدت بوصلتها وضلت مسارها قبل أن تهوي هي وصندوقها الأسود الذي لم يعثر عليه حتى الآن، وهو ما صعب أمر القائمين على تشخيص وتشريح علة اللعبة التي تراجع مستواها بصورة مخيفة لدرجة أن وصل عدد الأندية المهتمين بتسيير نشاطها إلى 11 نادياً. واقترح رجب أن تكون انتخابات مجالس إدارات الاتحادات بنظام القوائم أو عن طريق اختيار الضباط الثلاثة الرئيس والأمين العام وأمين المال حتى لا تحدث الخلافات الفكرية التي عادة ما تكون بسبب الاختيارات التي تأتي عن طريق الترشيحات. وفي موضوع منتخب الإمارات لكرة القدم وحظوظه في تصفيات مونديال 2018 رشح جاسم رجب فريق الأحلام التأهل إلى الدور الحاسم من التصفيات دون صعوبة، وقال لا أرى سبباً واحداً يمنع لاعبي منتخبنا من تصدر مجموعتهم بعد أن حصلوا على هدية غالية بعد تعادل المنتخب الفلسطيني مع نظيره السعودي، وأرى أن منتخباً قادراً على بلوغ مونديال روسيا دون الحاجة لدخول حسابات أفضل أصحاب مركز ثانٍ في المجموعات الثماني. وطالب رجب الجماهير الرياضية والوافدين من أبناء الجاليات العربية المقيمة وغيرهم من الأصدقاء تقديم المساندة والدعم لأمل الكرة الإماراتية في مونديال روسيا، كما رشح جاسم رجب الأهلي للفوز بلقب دوري أبطال آسيا بالرغم من خوض منافسه غوانغزو الصيني للنهائي القاري على أرضه ووسط جماهيره، وقال ليس بالضرورة أن تلعب على أرضك لتحقق لقباً أنت قادر على انتزاعه حتى ولو كان ذلك الملعب في مدينة غوانغزو الصينية، وما أقصده هو مشاركة لاعبين محليين بقيمة محاربين متسلحين بالإرادة والمعينات الفنية، ونجوم أجانب يستطيعون صناعة الفارق وتحقيق الإضافة الإيجابية.