بعد إطلاق رؤية المملكة 2030 لتمثّل تحولاً جذريًّا في مسيرة المملكة نحو التقدّم والازدهار والنماء. وبدأت بنشر أهدافها والعمل على محاورها بكل جدّ وأمانة، وشرع في تطبيق برامجها، فبدأنا نقطف ثمارها من خلال كثير من التغييرات الجذرية، التي واكبت المجتمع ابتداءً من الفرد. وتمثّلت محاورها فيما يلي: المجتمع الحيوي: وهو المجتمع المتفاعل، الذي يتواكب وتطلعات القيادة، التي تقوده وتريد له كسر التحديات وتجاوز العقبات، والاندفاع بفاعلية نحو الطموح بعلمٍ ودرايةٍ، والأخذ بسبل النجاح، وتطويع منجزات الحضارة الإنسانية في النموّ والازدهار، والإنتاج لسدّ كل الاحتياجات، والإسهام في كل ما فيه تقدم الحضارة البشرية. الاقتصاد المزدهر: أصبحت المملكة ذات مكانة رفيعة، بوصفها واحدة من الدول العشرين الأكثر نموًّا وازدهاراً اقتصاديًّا. وهذا ما يحتّم علينا الحفاظ على هذه المكتسبات، وعلى هذه المكانة بين عمالقة الاقتصاد العالمي، بأن نحثّ الخطى نحو الأفضل، ونحافظ على هذا المنجز، لنكون دومًا في المقدمة. وهذا يستدعي منّا دعم برامج الرؤية 2030 بتحقيق اقتصاد مزدهر متنوّع، غير معتمد على النفط مصدرًا وحيدًا للدخل القومي، والتنويع في مداخيل المملكة من الصناعة والتجارة والسياحة، وغيرها. الوطن الطموح: بجميع مكوّناته الاجتماعية التي تنصهر في بوتقة واحدة، فتزول بينها الفروق إلا في الكفاءة والعلم، ويأخذ بالأسباب للنهوض من خلال رؤية صائبة، وتفاعل مجتمعيّ، ولديه القدرة على الوثوب نحو آفاق المستقبل الواعد، الذي رسمه ولاة الأمر في رؤية المملكة 2030، ومهدوا له كل عوامل النجاح، بدءًا من الاستثمار في إنسان هذا الوطن تعليمًا وتأهيلًا من خلال الجامعات الوطنية، والتوسّع الممنهج في البعثات العلمية الخارجية في أرقى الجامعات العالمية، لمزيد من التخصّص في شتّى العلوم. الأكثر إيجابيّة في هذه الرؤية المباركة هي نظرة كل فرد تجاهها، فهو يتحدّث بما يتناسب عن الرؤية واهتمامه بها، فمتوسّط السن يراها من زاوية الحرص على إيكال الأمر إلى ولاة الأمر، في حين يتحمّس الشباب لها مرحبين بكلّ تطوّر وتغيير يكون فيه الخير للوطن والمواطن. الجانب الأكثر بروزًا في هذه الرؤية المباركة هو إطلاق طاقات المرأة وإعطاؤها كثيرًا من الصلاحيات للالتحاق بالأعمال كافة، لإبراز قدراتها والاستفادة من خبراتها في شتّى المجالات، وبذلك أعطتها الرؤية مساحةً واسعةً لإثبات جدارتها، مع الانضباط والالتزام بالقيم الدينية والضوابط الشرعية. إن تغيير المجتمع وفكره نحو الأفضل هو الهدف الأسمى للرؤية، وها هو حصادنا يثمر مخرجات متطوّرة للرؤية، ومن أهمّها إحداث نهضة متطوّرة تتضمّن ما يأتي: * النجاح في تغيير الفكر الذي يؤدي إلى تغيير الإنتاجية، تغيير المجتمع وأفكاره، الذي يؤدي إلى تقبل الفكر الجديد، وهذا دليل على انفتاح العقول على مناقشة الأفكار وأخذ الصالح منها، ونبذ ما لا ينفع. * ارتفاع نسبة الوعي بين أبناء المملكة، وقد ظهر ذلك جليًّا في تكاتفهم وتعاونهم وراء قيادتهم الرشيدة. * تطوّر جميع فئات المجتمع: فلم تقتصر الرؤية على تنمية فئة معيّنة دون أخرى، بل كانت تنمية شاملة، أنتجت مجتمعًا متجانسًا متماثل الفكر والنظرة إلى المستقبل. * ارتفاع وعى المجتمع بناء على تغيير بعض الأنظمة والقوانين، فما جاءت به الرؤية 2030 تشبه إلى حد ما ماجاء به الملك عبدالعزيز حين بدأ بتوحيد المملكة العربية السعودية، عندما قام بتنظيم البلاد، وسنّ الأنظمة المستمدّة من الكتاب والسنة، ونظّم إدارة البلاد، بما عاد بالنفع على الوطن والمواطن. فالرؤية رفع للبناء المبنيّ على أساس متين، ومواكبة للتطوّر والتحديث والازدهار. قد بدأت نتائج وثمرات رؤية المملكة 2030 في حصادها، لكنّ ذلك يجب أن يدعونا إلى بذل مزيد من الجهد، والالتفاف حول القيادة الرشيدة، فليست هذه الرؤية المباركة إلا باب واسع فتحه الله لهذا البلد الطيّب أهله، شكرانًا للنعمة، ومحافظةً عليها، وتنظيمًا لسبل الاستفادة منها. ** **
مشاركة :