قال مسئولون فلسطينيون اليوم (الإثنين) إن إسرائيل تسابق الزمن لفرض واقع جديد في مدينة القدس لتغيير طابعها الجغرافي والديمغرافي بهدف جعل الأغلبية السكانية فيها لصالح المستوطنين، الأمر الذي يعقد أي حلول تفاوضية في المستقبل. وقالت وكيل وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية أمل جادو إن خطط الاستيطان مسلسل مستمر لا يتوقف في ظل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة". وأضافت جادو لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الخطط والإجراءات الإسرائيلية تستهدف بشكل أساسي الجزء الشرقي في القدس بهدف فرض واقع جديد على الأرض لا يمكن تغييره في المستقبل. وكشفت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية اليوم أن دائرة القيم العامة في وزارة العدل الإسرائيلية تعمل على دفع خطط بناء واسعة النطاق لوحدات سكنية في شرق القدس، وأن الخطط غير مسبوقة كونه وللمرة الأولى يعلن عن مبادرة لبناء أحياء ومبان في خمس مناطق في القدس الشرقية مما سيترتب عليها إخلاء عدد كبير من الفلسطينيين من منازلهم. وتزامنا مع ذلك شرعت آليات إسرائيلية اليوم بتجريف وحفر قطعة أرض على المدخل الشرقي لحي الشيخ جراح شرق القدس كانت البلدية الإسرائيلية قد صادرتها بحجة "المنفعة العامة" بحسب ما أفادت مصادر فلسطينية. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، إن طواقم بلدية القدس بدأت العمل في الأرض التي تبلغ مساحتها نحو 4700 متر مربع. وتعود ملكية الارض لأربع عائلات فلسطينية كانت تستخدمها كمغسلة وموقفا للمركبات. ويأتي ذلك بعد يوم واحد من إعلان بلدية القدس بالتعاون مع وزارات اسرائيلية اخرى أول أمس السبت عن افتتاح النفق الجنوبي الثاني بطول 12 كيلو متر لربط مستوطنة جنوب الضفة الغربية بمدينة القدس بحسب ما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة. من جهته، قال مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية أحمد رويضي إن ما يجري هو قيام الحكومة الإسرائيلية بإزالة الغبار عن مشاريع استيطانية كانت مقرة سابقا والآن تعمل على تنفيذها بهدف قلب الحقائق وتثبيت الاحتلال على الأرض. وأضاف الرويضي لـ((شينخوا)) أن المشاريع الاستيطانية في القدس تحاصر الأحياء الفلسطينية وتمنع تمددها بهدف اغلاق الباب امام الفلسطينيين بأن لا تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين. ولفت إلى أنه في الوقت الذي يتحدث فيه العالم عن حل الدولتين كأساس لأي عملية سياسية مستقبلية تضع الحكومة الإسرائيلية العصي في الدواليب في محاولة للقضاء على هذا الحل. وأشار إلى أن تكثيف الاستيطان في المدينة وحولها يهدف لعزلها عن مدن الضفة الغربية وتقليص الوجود فيها من خلال التهجير وهدم المنازل وسحب الهويات والحصار الاقتصادي، مضيفا أن نحو 20 ألف منزل في القدس باتت مهددا بالهدم وتشريد اصحابها. واعتبر فخري أبو دياب الباحث في شئون القدس أن تعزيز وتكثيف الاستيطان في المدينة يهدف الى تغيير التركيبة السكانية لصالح اسرائيل في الوقت الذي لا تمنح فيه موافقات البناء للفلسطينيين وهدم الموجود لتقليل عددهم. وقال أبو دياب لـ((شينخوا)) إن إسرائيل تسابق الزمن لحسم ملف القدس مبكرا ليكون العام القادم بالنسبة هو "الحاسم لإتمام ما يسمى القدس الموحدة". وطالب أبو دياب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل ولو لمرة واحدة من أجل وقف البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية على حدود 1967 وفقا لقرارات الشرعية الدولية والتي تعتبر القدس الشرقية جزء منها. ويريد الفلسطينيون إعلان الجزء الشرقي من مدينة القدس عاصمة لدولتهم العتيدة، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس التي ضمت الجزء الشرقي منها العام 1967 موحدة وعاصمة لها. والقدس واحدة من قضايا الوضع النهائي للمفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل والمتوقفة منذ نهاية مارس من العام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود.
مشاركة :