واشنطن بوست: إيران تسابق الزمن لفرض واقع جديد بسوريا «1-2»

  • 10/25/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن مؤخرا أنه لن يصادق على الاتفاق النووى الإيرانى الموقع عام 2015 بناء على تقييم عميق للنظام الحاكم في إيران ورعايته للإرهاب وأعماله العدوانية المستمرة في مناطق مختلفة من العالم وفي الشرق الأوسط بصفة خاصة، وقال: «نحن بحاجة للتحدث بطرق أخرى للتعامل معها.. إيران تزعزع الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط». هكذا بدأ رئيس الوزراء السوري السابق والمنسق العام للجنة التفاوض العليا للمعارضة، مقاله لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، مشيرا إلى أن الميليشيات الإيرانية تسابق الزمن؛ لتفرض واقعا عسكريا جديدا في سوريا، لافتا إلى أنه لو تحقق لها سيغير موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط لعقود قادمة، ويفرض تحديات أمنية كبيرة. وقال رياض حجاب في مقاله: «منذ دخول خطة العمل الشاملة المشتركة لقوات التحالف حيز النفاذ عملت إيران على إرسال الآلاف من مقاتلي الحرس الثوري والميليشيات (متعددة الجنسيات) إلى سوريا، وقد بلغ التوسع الإيراني في هذا البلد خلال الأشهر القليلة الماضية مستويات لم يسبق لها مثيل، فالحقائق الموجودة على أرض الواقع نتيجة التهدئة التي تفاوضت عليها الولايات المتحدة وروسيا سيكون من الصعب تصحيحها في وقت وجيز، وستكون تكلفة استعادتها باهظة جدا». ويواصل منسق اللجنة العليا للمعارضة السورية قائلا: «بالرغم من إعلان إدارة ترامب الصريح: إيران (دولة شريرة)، فإن طهران تواصل توسعها خارج حدودها بشكل سريع، وبلغ بها الأمر أن ترسل قواتها النظامية لتقاتل في سوريا»، وتابع: «ووصلت ميليشياتها حاليا إلى الخطوط الأمامية في معظم الدول في المنطقة. ولم تعد السياسات التقليدية كافية للتعامل مع هذا التوسع الإيراني». وأوضح حجاب أن في سوريا وحدها يوجد أكثر من مائة ألف مقاتل يتلقون دعما مباشرا من إيران التي نشرت أيضا الآلاف من مقاتلي ما يعرف بالحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية، وأضاف: «كل هذا يحدث، وادارة ترامب ما زالت تتخذ موقفا سالبا من هذا التهديد الذي سيضع قريبا كل الشرق الأوسط تحت سيطرة القوات الايرانية والروسية». المعارضة السورية ومعها العديد من دول المنطقة تشعر بالإحباط والتهميش حيث يسمح لإيران بالسيطرة على المفاوضات والمشاركة في اتخاذ القرار في مناطق التهدئة مما يعزز على المدى البعيد وجودها بالتعاون مع موسكو. وبدلا من ممارسة ضغوطه عليها لإجبارها على وقف الإرهاب يضغط المجتمع الدولي على المعارضة لدفعها الى تقديم تنازلات كبيرة في المفاوضات. وانتهزت ايران في أغسطس الماضي الحملة العالمية للقضاء على داعش لتقيم منطقة نفوذ موسعة على الحدود السورية اللبنانية، واستغل حزب الله فرصة مشاركة الجيش اللبناني مع القوات الخاصة الأمريكية في مكافحة التنظيم للتفاوض على توقيع اتفاقية مع داعش؛ ما مكن نظام طهران من ربط الحدود اللبنانية في القلمون الغربي مع دمشق، وهو الطريق الذي ظل مغلقا منذ عدة سنوات. في الجزء الثاني من المقال يواصل المنسق العام للجنة التفاوض العليا للمعارضة السورية، مقاله عن استغلال إيران حرب التحالف الدولي ضد التنظيم الإرهابي، لاضفاء الشرعية على وجودها العسكري في سوريا.

مشاركة :