معرض «مدن الذاكرة».. عمق الذاكرة بآلامها وفرحها

  • 12/17/2021
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كتبت‭ - ‬زينب‭ ‬إسماعيل تحت‭ ‬رعاية‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬الثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬الشيخة‭ ‬هلا‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬افتتح‭ ‬المعرض‭ ‬التشكيلي‭ ‬المشترك‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬مدن‭ ‬الذاكرة‮»‬‭ ‬الاثنين‭ (‬13‭ ‬ديسمبر2021‭) ‬بـ‭ ‬‮«‬عكاس‭ ‬جاليري‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬بمشاركة‭ ‬كل‭ ‬من‭: ‬سلوى‭ ‬المؤيد،‭ ‬شريفة‭ ‬يتيم،‭ ‬سامية‭ ‬خنجي،‭ ‬علي‭ ‬أحمدي،‭ ‬محمد‭ ‬تقي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬أعمال‭ ‬ضيف‭ ‬شرف‭ ‬المعرض‭ ‬الفنان‭ ‬الفرنسي‭ ‬العالمي‭ ‬عنايت‭ ‬عطار‭.‬ يحط‭ ‬المعرض‭ - ‬فكرة‭ ‬وإعداد‭ ‬وتنسيق‭ ‬شريفة‭ ‬يتيم‭ ‬ومحمد‭ ‬تقي‭- ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬الشعوب‭ ‬والفرد‭ ‬ويتعمق‭ ‬فيها،‭ ‬يستحضر‭ ‬ذاكرة‭ ‬المدن‭ ‬أو‭ ‬الشخوص‭ ‬أو‭ ‬الأحداث‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬عناصر‭ ‬بقيت‭ ‬فيها‭ ‬وتغلغلت‭. ‬فالمدن‭ ‬إما‭ ‬مليئة‭ ‬بالحزن‭ ‬والألم‭ ‬في‭ ‬زوايا‭ ‬منها‭ ‬وإما‭ ‬ينتشر‭ ‬الفرح‭ ‬في‭ ‬زوايا‭ ‬أخرى‭ ‬منها‭. ‬وكذا‭ ‬ما‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬الشخوص‭ ‬الذين‭ ‬غادرونا‭ ‬إما‭ ‬بسبب‭ ‬القرب‭ ‬أو‭ ‬البعد‭.‬ تحاول‭ ‬اللوحات‭ ‬التجريبية‭ ‬الانطباعية‭  ‬للفنان‭ ‬الفرنسي‭ ‬السوري‭ ‬عنايت‭ ‬عطار‭ ‬الهروب‭ ‬من‭ ‬المنفى‭ ‬إلى‭ ‬الجمال‭. ‬وبالتحديد‭ ‬المرأة‭ ‬كعنصر‭ ‬جمالي‭ ‬مفعم‭ ‬بالألوان‭ ‬الفرحة‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬الفوضى‭ ‬والظلامية‭.  ‬إنهن‭ ‬نساء‭ ‬نصف‭ ‬مكتملات،‭ ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬منهن‭ ‬إلا‭ ‬الجزء‭ ‬العلوي‭ ‬من‭ ‬أجسادهن،‭ ‬ونصفهن‭ ‬الآخر‭ ‬مُموه،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬اكتمال‭ ‬الجمال‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬المنفى،‭ ‬المنفى‭ ‬الذي‭ ‬يقطن‭ ‬فيه‭ ‬عنايت‭ ‬السوري‭ ‬الأصل‭ ‬الفرنسي‭ ‬الجنسية‭.‬ النساء‭ - ‬أيضا‭ - ‬لدى‭ ‬عنايت‭ ‬كرديات‭ ‬بملامح‭ ‬شرقية‭ ‬بارزة،‭ ‬يبرزن‭ ‬بالألوان‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬الطبيعة،‭ ‬الأحمر‭ ‬أو‭ ‬الأزرق‭ ‬أو‭ ‬الأصفر‭ ‬أو‭ ‬الأخضر،‭ ‬كلها‭ ‬ألوان‭ ‬تنتمي‭ ‬للطبيعة‭ ‬في‭ ‬تأكيد‭ ‬واضح‭ ‬للجمال‭. ‬تتماهى‭ ‬المرأة‭ ‬لديه‭ ‬مع‭ ‬الشجر‭ ‬أو‭ ‬الجبل‭ ‬ترسيخا‭ ‬لذاكرة‭ ‬عفرين،‭ ‬مسقط‭ ‬رأس‭ ‬الفنان‭.‬ أما‭ ‬الفنانة‭ ‬التشكيلية‭ ‬البحرينية‭ ‬شريفة‭ ‬يتيم‭ ‬فتنتقل‭ ‬عبر‭ ‬لوحاتها‭  ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الأمل‭ ‬وعذابات‭ ‬الأمم،‭ ‬أفراحهم،‭ ‬وأتراحهم‭. ‬وتشخص‭ ‬عبر‭ ‬لوحاتها‭ ‬بأسلوب‭ ‬رمزي‭ ‬مشاعر‭ ‬وذكريات‭ ‬أمم‭ ‬وأصدقاء‭ ‬غابوا‭ ‬وآخرون‭ ‬لازالوا‭ ‬يطفون‭ ‬بذكراهم،‭ ‬حيث‭ ‬تمتزج‭ ‬السودادوية‭ ‬بالألوان‭ ‬الداكنة‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬والألوان‭ ‬الفرحة‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬آخر‭. ‬ففي‭ ‬حين‭ ‬‮«‬تحتفل‭ ‬المدن‭ ‬الفرحة‭ ‬بعيد‭ ‬النيروز،‭ ‬وهو‭ ‬عيد‭ ‬يحتفل‭ ‬به‭ ‬عند‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الجديد،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إشعال‭ ‬النيروز‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬أوطانهم،‭ ‬أمكنتهم،‭ ‬بيوتهم‭ ‬وعوالمهم‮»‬‭ ‬تغيب‭ ‬الطموحات‭ ‬والآمال‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬المدن‭ ‬عبر‭ ‬إطفاء‭ ‬أنوارها‭.‬ وفي‭ ‬عمق‭ ‬لوحات‭ ‬يتيم‭ ‬المليئة‭ ‬بالمنازل‭ ‬المبعثرة‭ ‬المشكلة‭ ‬للمدن‭ ‬الحالية،‭ ‬تحط‭ ‬الشخوص‭ ‬في‭ ‬وسطها‭ ‬لتعبر‭ ‬عن‭ ‬ارتباطها‭ ‬بالأمكنة،‭ ‬وتبين‭ ‬شريفة‭ ‬‮«‬نستحضر‭ ‬أولئك‭ ‬الشخوص‭ ‬الذين‭ ‬غادرونا‭ ‬وتركوا‭ ‬بصماتهم‭ ‬تطفو‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬وآخرون‭ ‬يضيئون‭ ‬دروبنا‭ ‬رغم‭ ‬القرب‭ ‬والبعد‮»‬‭.‬ أما‭ ‬الفنان‭ ‬البحريني‭ ‬محمد‭ ‬تقي‭ ‬فتجرد‭ ‬لوحاته‭ ‬الذكريات‭ ‬لتحولها‭ ‬إلى‭ ‬عناصر‭ ‬مفردة،‭ ‬فهي‭ ‬إما‭ ‬عنصر‭ ‬وحدة‭ ‬أو‭ ‬هجرة‭ ‬أو‭ ‬حب‭ ‬أو‭ ‬طمأنينة‭ ‬أو‭ ‬فراق‭ ‬أو‭ ‬حنين‭ ‬لفرد‭ ‬غادر‭ ‬المدينة‭ ‬أو‭ ‬الأرض‭ ‬كلها‭. ‬ويبين‭ ‬تقي‭ ‬‮«‬تبحر‭ ‬اللوحات‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬المدن‭ ‬عبر‭ ‬الشخوص‭ ‬أو‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬والتي‭ ‬يصنعها‭ ‬الفرد‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭. ‬نستذكر‭ ‬الأحباب‭ ‬ونقف‭ ‬على‭ ‬أطلالهم‭ ‬تارةً‭ ‬ونستذكر‭ ‬الأمكنة‭ ‬تارة‭ ‬أخرى‭ ‬بعد‭ ‬الهجرة‮»‬‭.‬ رغم‭ ‬الذكريات‭ ‬أو‭ ‬العناصر‭ ‬الحزينة‭ ‬للوحات‭ ‬تقي،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬مليئة‭ ‬بألوان‭ ‬الدفء‭ ‬والحرارة‭ ‬والحب‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬ألوان‭ ‬الأحمر‭ ‬أو‭ ‬الأصفر‭ ‬أو‭ ‬الوردي،‭ ‬لتعكس‭ ‬الارتياح‭ ‬والطمأنينة‭ ‬اللذين‭ ‬هما‭ ‬طموح‭ ‬كل‭ ‬إنسان‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭. ‬ويضيف‭ ‬تقي‭ ‬‮«‬كل‭ ‬الذكريات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تستحضر‭ ‬عند‭ ‬المرور‭ ‬بالمدن‭ ‬أو‭ ‬الأمكنة‭ ‬القديمة‭ ‬أو‭ ‬الراحلين‭ ‬عن‭ ‬المكان‮»‬‭.‬ ويذهب‭ ‬الخطاط‭ ‬البحريني‭ ‬علي‭ ‬أحمدي‭ ‬نحو‭ ‬الأمكنة‭ ‬المحلية‭ ‬الفرحة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خطوطه‭ ‬الانسيابية‭ ‬الممزوجة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬والفن‭ ‬التشكيلي‭. ‬أمكنة‭ ‬أحمدي‭ ‬محلية‭ ‬فرحة‭ ‬بماضٍ‭ ‬وتراث‭ ‬عريق‭ ‬بحريني‭ ‬متجدد‭. ‬تجدد‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬ذكريات‭ ‬الزواج‭ ‬بحفلاته‭ ‬المتعددة‭.‬

مشاركة :