كتبت - زينب إسماعيل تحت رعاية مدير عام الثقافة والفنون الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة، افتتح المعرض التشكيلي المشترك بعنوان «مدن الذاكرة» الاثنين (13 ديسمبر2021) بـ «عكاس جاليري»، وذلك بمشاركة كل من: سلوى المؤيد، شريفة يتيم، سامية خنجي، علي أحمدي، محمد تقي، بالإضافة الى أعمال ضيف شرف المعرض الفنان الفرنسي العالمي عنايت عطار. يحط المعرض - فكرة وإعداد وتنسيق شريفة يتيم ومحمد تقي- في ذاكرة الشعوب والفرد ويتعمق فيها، يستحضر ذاكرة المدن أو الشخوص أو الأحداث أو أي عناصر بقيت فيها وتغلغلت. فالمدن إما مليئة بالحزن والألم في زوايا منها وإما ينتشر الفرح في زوايا أخرى منها. وكذا ما ينطبق على الشخوص الذين غادرونا إما بسبب القرب أو البعد. تحاول اللوحات التجريبية الانطباعية للفنان الفرنسي السوري عنايت عطار الهروب من المنفى إلى الجمال. وبالتحديد المرأة كعنصر جمالي مفعم بالألوان الفرحة في وسط الفوضى والظلامية. إنهن نساء نصف مكتملات، لا يرى منهن إلا الجزء العلوي من أجسادهن، ونصفهن الآخر مُموه، في إشارة إلى عدم اكتمال الجمال في وسط المنفى، المنفى الذي يقطن فيه عنايت السوري الأصل الفرنسي الجنسية. النساء - أيضا - لدى عنايت كرديات بملامح شرقية بارزة، يبرزن بالألوان القريبة من الطبيعة، الأحمر أو الأزرق أو الأصفر أو الأخضر، كلها ألوان تنتمي للطبيعة في تأكيد واضح للجمال. تتماهى المرأة لديه مع الشجر أو الجبل ترسيخا لذاكرة عفرين، مسقط رأس الفنان. أما الفنانة التشكيلية البحرينية شريفة يتيم فتنتقل عبر لوحاتها ما بين الأمل وعذابات الأمم، أفراحهم، وأتراحهم. وتشخص عبر لوحاتها بأسلوب رمزي مشاعر وذكريات أمم وأصدقاء غابوا وآخرون لازالوا يطفون بذكراهم، حيث تمتزج السودادوية بالألوان الداكنة في آن والألوان الفرحة في آن آخر. ففي حين «تحتفل المدن الفرحة بعيد النيروز، وهو عيد يحتفل به عند بداية العام الجديد، من أجل إشعال النيروز في وسط أوطانهم، أمكنتهم، بيوتهم وعوالمهم» تغيب الطموحات والآمال عن تلك المدن عبر إطفاء أنوارها. وفي عمق لوحات يتيم المليئة بالمنازل المبعثرة المشكلة للمدن الحالية، تحط الشخوص في وسطها لتعبر عن ارتباطها بالأمكنة، وتبين شريفة «نستحضر أولئك الشخوص الذين غادرونا وتركوا بصماتهم تطفو في حياتنا وآخرون يضيئون دروبنا رغم القرب والبعد». أما الفنان البحريني محمد تقي فتجرد لوحاته الذكريات لتحولها إلى عناصر مفردة، فهي إما عنصر وحدة أو هجرة أو حب أو طمأنينة أو فراق أو حنين لفرد غادر المدينة أو الأرض كلها. ويبين تقي «تبحر اللوحات في ذاكرة المدن عبر الشخوص أو الأحداث التي تمر بها والتي يصنعها الفرد هو نفسه. نستذكر الأحباب ونقف على أطلالهم تارةً ونستذكر الأمكنة تارة أخرى بعد الهجرة». رغم الذكريات أو العناصر الحزينة للوحات تقي، إلا أنها مليئة بألوان الدفء والحرارة والحب متمثلة في ألوان الأحمر أو الأصفر أو الوردي، لتعكس الارتياح والطمأنينة اللذين هما طموح كل إنسان على هذه الأرض. ويضيف تقي «كل الذكريات يمكن أن تستحضر عند المرور بالمدن أو الأمكنة القديمة أو الراحلين عن المكان». ويذهب الخطاط البحريني علي أحمدي نحو الأمكنة المحلية الفرحة من خلال خطوطه الانسيابية الممزوجة ما بين الخط العربي والفن التشكيلي. أمكنة أحمدي محلية فرحة بماضٍ وتراث عريق بحريني متجدد. تجدد من خلالها ذكريات الزواج بحفلاته المتعددة.
مشاركة :