أكّدت فاطمة المحمود، رئيس قسم مركز 1971 للتصاميم التابع لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير بالشارقة، أهميّة استنباط أفكار لافتة في مهرجان الشارقة للفنون الإسلاميّة، وهو ما رأته في العمل الفني «الصراط»، الذي يقوم عليه الفنانان الإماراتي عمر القرق (ميثود)، والعراقي ليث مهدي، ويستمر حتى مارس المقبل. وقالت المحمود، القيّمة الفنيّة للمعرض، إنّ العمل يبدو مغايراً قليلاً، من ناحية التصميم وما يتخلله من تحديات، خصوصاً وأنّ الأعمال التركيبية تلقى رواجاً لدى الفنانين اللذينِ صمما عملاً يقوم على فلسفة بداية الحياة ونهايتها في مراحل الطفولة والحكمة، كنقطتين أساسيتين تتخلل المسافة بينهما تعرجات الحياة وأخطاؤها ومحطّاتها الإنسانيّة، لذلك كانت المواد المستخدمة ذات طبيعة تفاعلية، في كونها أشبه بمقاعد يجلس الزوار عليها ويتأملونها، في مقعد الصّراط على سبيل المثال، وفي تأمل المكتبة ومحتوياتها والأشكال التي يجد الزائر علاقة حميمة بينه وبينها، عبر مسار ضوئي منذ البداية حتى النهاية، للتعريف بالتدرجات التي يخضع لها الإنسان ويسير معها في حياته وصولاً إلى مرحلة النضج والحكمة الخالية من الأخطاء عند الشيخوخة أو التقدم في السن. وأضافت المحمود أنّ فكرة المعرض قائمة على الرقمين 5 و7، كرقمين لهما دلالة على أكثر من صعيد، خصوصاً في الدين الإسلامي، مع إمكانيّة أن يأخذ هذان الرقمان أهميةً أيضاً في أديان ومعتقدات أخرى، وهو ما تشتمل عليه قطع بزوايا تنسجم معهما. وشرحت المحمود أنّ العدد 5 له حضوره في ذهنية المسلم وعباداته اليومية في الصلاة وأركان الإسلام وغيرها من العبادات، كما أنّ الرقمَ 7 ذو طبيعة جاذبة للإنسان بعامة، وللمسلم خاصة في الطواف مثلاً، وتعداد السموات السبع، إضافة إلى ما لهذا الرقم من مميزات وطاقات أخرى في ثقافات مختلفة. ولا ترى المحمود في معنى «الصراط المستقيم» ما يحيلنا إلى نظام صارم بلا أخطاء، بل إنّ الحكمة والموضوعيّة والنظر إلى الأشياء في النهاية تنبني على التراكمات والأخطاء الحاصلة والتفاعلات التي يعيشها الإنسان ويمرّ بها، لدرجة أنّ التعبير عن ذلك في المعرض كان على شكل ارتفاع أحياناً في طاولات المعرض أو انخفاض بحسب التصميم والرسائل التي يريد الفنانان إيصالها، موضحة: «نولد غير محاسبين ولا مكلفين، ثم نبدأ في رحلة العمر ونتعرّف في هذا المشوار على الخطأ والصواب، ولذلك لا بد لنا من دليل نحو هذا الصراط، كعمل لعبت فيه الإضاءة دوراً كبيراً بالتشاركيّة مع القطع المعروضة في مساحة المعرض». وشرحت المحمود أنّ مواد العمل تتنوع ما بين الخشب و«الكونكريت» التي تعيش طويلاً ولا يتم الانتهاء منها بعد اختتام المعرض، خصوصاً إذا ما عرفنا أن الفنانين ميثود ومهدي متخصصان في التقنيات الحديثة والرقمية، ويستوحيان أعمالهما من تصاميم ذات تأثير في تطور المجتمعات ورؤيتها للمستقبل.
مشاركة :