ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي في نسخته الـ 19، التي تحمل شعار «فكر الإمارات: ريادة إبداع- حرفية إنجاز- بناء حضارة»، عزف الفنان الكبير نصير شمة وفرقته لنحو ثلاث ساعات على مسرح فندق قصر الإمارات، أمس الأول، كاشفاً عن جزء من عمله الأوركسترالي الضخم «كان يا ما كان»، الذي أهداه إلى دولة الإمارات بمناسبة عيد الاتحاد الخمسين. وأصغى الحضور بمتعة واستغراق إلى أجمل المقطوعات الموسيقية ومنها: قوس قزح، وعالم بلا حدود، وفلامنكو، وكروح بلد، وشقلاوة (مصيف في العراق)، توجها شمة بعمل جديد حمل عنوان «أمنية» أهداها لوطنه العراق، وأخرى أهداها لدولة الإمارات بعامها الخمسين، موضحاً أنها جزء من سمفونية كتبها بعنوان «كان يا ما كان». وقال: «علاقتي بدولة الإمارات وشعبها، ممتدة منذ ظهوري على الساحة الفنية، وطوال هذه الفترة تعززت هذه العلاقة وتعمقت، وأنا أراقب تطوراتها العظيمة، وربما كان الرهان طوال الخمسين عاماً الماضية على تحويل الصحراء إلى واحة، وتحويل الرمل إلى ذهب، وتحويل الحلم إلى حقيقة». كما احتفل شمة بمئوية العراق، وقال: «احتفل العراق مؤخراً بمائة عام على تأسيس الدولة الحديثة، وخلال هذه السنين حدثت أشياء وأفكار وصور، بعضها عظيم وبعضها مؤلم، لكن هذا البلد مثل العنقاء كلما كبت تنهض من جديد، ومعه أدب وشعر وفكر وفلسفة وموسيقى. نعم منذ سنوات العراق في كبوة، لكن العراق الآن فيه جيل جديد لديه حلم كبير، وهو سوف يرسم المستقبل». وقال شمة لـ«الاتحاد»: «قدمت عملاً لمناسبة العيد الخمسين للاتحاد بحب حقيقي، وهو يعبر عن عشرة طويلة مع الشعب الإماراتي، ومع دولة الإمارات، وهو جزء من عمل كبير أشتغل عليه»، مشيراً إلى أنه يتمنى أن يعمم نموذج الاتحاد الذي تنعم به الإمارات على الدول العربية المتناثرة، لتشكل قوة عظيمة اقتصادية وثقافية وإنسانية كما حصل واجتمعت دولة الإمارات منذ خمسين عاماً وأسست رؤية جديدة تستحق كل التقدير. وأوضح أنه اكتفى اليوم بتقديم مقطوعة من العمل، وبعد أن يستكمله سيقدمه مع أوركسترا. تفاعل الحضور من الحاضرين لأمسية الفنان نصير شمة، قالت لينا طراقجي شهابي: «نصير شمة فنان عريق، وله تاريخ كبير في دولة الإمارات أنشأ بيت العود بأبوظبي ومصر والسودان، وهو دائماً يقدم أيقونات موسيقية، وهو يقدم الكثير للجمعيات الخيرية، أنا أحترم شخصه وفنه». وأكدت الروائية آن الصافي أهمية إقامة هذا الحفل الموسيقي الرائع، مضيفة: «استمعنا كما كل مرة لشمة وأسلوبه المتفرد بالمزج بين الجيتار والعود بأمسية جميلة، تنوعت ما بين الفلامينكو والعربي وبإيقاعات حديثة ترافقه الفرقة الموسيقية الإسبانية».
مشاركة :