عاد الهدوء المشوب بالحذر إلى العاصمة الليبية طرابلس ومدينة سبها في جنوب البلاد، أمس الجمعة، بعد تدخل شيوخ القبائل. وعاشت ليبيا يوما عاصفا إثر محاصرة الميليشيات المسلحة مبنى رئاسة الوزراء في طرابلس والسيطرة على مؤسسات الدولة في سبها أول أمس الخميس. وتشكل هذه الأحداث تهديدا كبيرا للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 24 من ديسمبر الجاري. واستلم آمر منطقة العسكرية الجنوبية اللواء فوزي المنصوري وآمر العمليات اللواء المبروك سحبان، مساء الخميس، مقرات وآليات تابعة لما تسمى «كتائب مسعود جدي» بعد تدخل أعيان القبائل بمدينة سبها.وانسحبت قوات ما يسمى «كتائب مسعود جدي» بعد محاصرة مقرها لتجنب القتال وسلمت المعسكر الذي تتحصن به، وأعادت قوات الجيش فتح الطرق المغلقة وإعادة فتح المؤسسات الحكومية. يذكر أن «جدي» قائد الكتيبة 166 كان تابعا للقيادة العامة للجيش الليبي لكنه انشق عنه وأصبح تابعا للمجلس الرئاسي.كان رئيس مجلس أعيان الجنوب علي أبو سبيحة، وجه نداء استغاثة عاجلا إلى بعثة الأمم المتحدة لليبيا ومجلس النواب الليبي، والسلطة التنفيذية المتمثلة في المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الانتقالية لإنقاذهم من «الحرب التي يجري الاستعداد لها بسرعة جنونية وستندلع خلال الساعات القادمة» بحسب قوله. وأكد أبو سبيحة أن حالة المدينة الاقتصادية والخدمية مزرية، مشيرا إلى عدم توفر الوقود في المدينة حتى في المحطات الخاصة، مشيرا إلى أن أي تأخير في التدخل ستترتب عليه مآسٍ وكوارث إنسانية يصعب معالجتها مستقبلا. على الصعيد ذاته، انسحبت المجموعات المسلحة التي حاصرت مبنى رئاسة الوزراء في طريق السكة بالعاصمة طرابلس، وتؤمن قوات تابعة لوزارة الداخلية المبنى بعد انسحاب التشكيلات المسلحة من محيطه.مأساة سرتمن جانبها، أعلنت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا ستيفاني وليامز تفاصيل لقائها الأول مع اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» في مقرها الرئيسي بقاعة واغدوغو بمدينة سرت.وقالت وليامز في حسابها بموقع «تويتر» إن الاجتماع ركز على مستجدات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ خطة سحب المرتزقة والمقاتلين والقوات الأجنبية.
مشاركة :