معظم السياح السعوديين يذهبون للبلاد التي تتوافر فيها الغابات ويتغنون بالطبيعة الساحرة لتلك البلدان التي يسافرون إليها ويستمتعون بأجوائها الباردة. ونحن نتأهب لتصبح بلادنا قبلة السياح إلا أنها تفتقر للغطاء النباتي بسبب أجوائها الصحراوية، فضلا عن تعمد البعض الاحتطاب الجائر الذي ما فتئت الحكومة تحذر منه وتفرض الغرامات لمن يقوم بهذا العمل الشنيع! وبسبب شح المياه وارتفاع قيمة الفواتير توقف الناس عن زراعة الأشجار، وبدأوا بالتخلّص من المزروع بالبيوت، واستعذبوا الراحة وعدم رعاية الأشجار! خصوصاً مع انتشار الأبواب الأتوماتيكية وإدخال السيارات للمنازل - تحت المظلات - فلم يعد للظل أهمية برأيهم. وطالما كنا في بلد صحراوي فنحن بحاجة للغطاء النباتي وظل الأشجار وتلطيف الأجواء والحفاظ على جمال المدينة وتقليل التلوث، كما أن منظر الاخضرار يسر النفس ويكسر شدة الحر. والعجيب أننا نستهلك يومياً أكثر من مليون برميل من النفط لأجل الكهرباء، يصرف منها 70 في المائة للتكييف! ومعروف أن التشجير يخفض استهلاك الطاقة بـ25 في المائة على الأقل، مما يعني توفير كميات هائلة من استهلاك النفط. وفي كل مناسبة أناشد وزارة البيئة والزراعة بإقامة مشروع وطني ينشط به أصدقاء البيئة ومحبوها تحت إشراف الوزارة لإنشاء الغابات وغرس الأشجار الوارفة داخلها وعلى جوانب الخطوط السريعة خارج المدن، والاستفادة من مياه الصرف الصحي بعد تكريرها لسقاية الشجر ولو فعلت لما شعرنا بالسأم من طول الطريق، فضلاً عن تقليل موجات الغبار التي تجتاح بلادنا، مع إصدار قانون تجريم تقزيم الأشجار القائمة. ولا بد أن تشارك الأمانات والبلديات في المدن في الحفاظ على الرقعة الخضراء بالسقيا والمتابعة والتوسع بإنشاء الحدائق والمتنزهات العامة وملاعب الأطفال، من خلال تشجير الشوارع والميادين بالأشجار الملائمة للبيئة المحلية. وهل أجمل من الأشجار في مواطنها، مما يميزها بحسب التنوع المناخي للمنطقة، حيث شجر الأرطى في صحراء النفود والدهناء والكينا والمرخ في الطائف وجنوب المملكة، والغضا في عنيزة وكذلك السدر والأثل في أقاليم عدة، وهكذا تنتشر الأشجار في مختلف مناطق بلادنا الحبيبة لتصبح مهوى نفوس السياح.
مشاركة :