لم يغفل المحفل الدولي، إكسبو 2020 دبي، عن إظهار الدور الإنساني الداعم لضحايا الاتجار بالبشر، إذ قدم نموذجاً لعمل فني جماعي لنحو 20 ضحية اتجار بالبشر من مختلف الجنسيات من الذين تم إيواؤهم ضمن برامج مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية- إيواء لمساعدة النساء على التعافي. ويظهر العمل في 10 قطع بولينج في الحجم البشري مصنوعة من الألياف الزجاجية تم تزيينها بالأكريليك والسراميك والفسيفساء، بالإضافة إلى التطريز والخياطة والحياكة وأعمال الكوروشيه، وبجانب القطع تم وضع كرة مكتوب عليها كلمة «الحياة» لتجسد تلك التحف المتكاملة تجارب ضحايا الاتجار بالبشر، وتعكس نظرتهم لأنفسهم بعد النجاة واستعادة الثقة والكرامة والاستقرار النفسي. وتمثل هذه القطع ثلاثية الأبعاد السمات الفريدة الخلفيات أو الثقافية أو العرقية أو الفئات العمرية المختلفة، وانعكس ذلك على التصاميم واختيار الألوان المتنوعة بين الفاتح والغامق، بالإضافة إلى تزيينها بزينة تظهر جنسياتهم وألسنتهم التقليدية، كما قرر عدد من الضحايا وضع المكياج على القطع، بينما اختارت أخريات المظهر البسيط، وتمثل كل قطعة الحال النفسية التي تمثل كل تجربة فردية. ويبرز العمل أهمية العلاج باستخدام الفن، حيث آمن الفنانون حول العالم بالمزايا العلاجية للفن وقدرته على تحسين الحالة الصحية والعقلية وعلاج الاضطرابات النفسية، ويمكن للناس استكشاف أفكارهم وعواطفهم باستخدام المواد والأدوات التي تصنع نماذج وتحفاً فنية معبرة وفريدة من نوعها دون الحاجة للكلام، وكان الفن وسيلة أساسية لإعادة تأهيل ضحايا الاتجار بالبشر ضمن برامج مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية- إيواء لمساعدة النساء على التعافي، ومن هنا جاءت فكرة قطع البولينج للفنانة جنيفر سيمون التي نفذته بالشراكة مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، حيث عملت الفنانة مع 20 ضحية اتجار بالبشر من مختلف دول العالم، من النساء والأطفال لأكثر من عامين على التخطيط ورسم وتزيين وتطريز القطع الفنية، وكانت تلك هي المرة الأولى التي يمسك فيها معظم ضحايا الاتجار بالبشر فرشاة للرسم. ويشمل العلاج بالفن جانبي العمل الإصلاحي وإعادة التأهيل، ويعتمد على استخدام الفنون البصرية لمساعدة المرضى، حيث يمنح «العلاج بالفن» أساليب عده لإعادة التأهيل والممارسة العلاجية، وذلك باستخدام الفن كأساس. ويعمل العلاج بالفن على استخدام الإبداع البصري للمريض، والذي ينطوي على تفاعل ثلاثي الاتجاه موجه بين المريض وعمله والمعالج، كما يساعد على التعبير عن التجارب السابقة أو الحالية التي يصعب على الشخص توصيلها بالكلمات. وتهدف الأساليب الفنية العلاجية إلى خلق تطور متناغم للشخصية من خلال تشكيل قدرة التعبير عن الذات والمعرفة. من موقف أتباع التحليل النفسي الكلاسيكي، تعتبر آلية التسامي هي الأداة المحورية للتأثير النفسي التصحيحي في العلاج بالفن. ويساعد الفن بشكل رمزي بشكل خاص على إعادة إنشاء حالة تعارض مؤلمة، ويسمح للأشخاص بإيجاد طرق لحلها عن طريق تحويل المواقف المؤلمة الذين مروا بها إلى قدرات إبداعية تظهر في أعمال فنية، ويرتبط ذلك بالمظهر التفاعل الجمالي، والذي يسمح للأشخاص بتعديل التأثير من السلبي إلى الإيجابي. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :