مع بداية اعتماد تقنية الـMetaverse حول العالم، باتت جميع أنشطة الإنترنت والحياة الطبيعية بالتأثر بها، إذ لن تقتصر هذه التقنية على ممارسة الألعاب وعقد الاجتماعات فحسب، بل ستدخل في عالم التسوق بحيث يمكن للمستخدمين معاينة أي شيء وكأنه أمامهم في يديهم قبل شرائه، كما ستؤثر في جميع النشاطات الحقيقية بحيث ستتحول إلى نشاطات افتراضية، ما سيجعل المستخدم يقضي معظم يومه في هذا العالم الافتراضي وهذا ما ينعكس بالسلب على حياة الأشخاص بشكل كبير. ومع هذا التوجه الذي بدأ يأخذ حيزا ونموا اقتصاديا كبيرا، فقد كانت قيمة سوق ميتافيرس العالمية تقدر بـ44.69 مليار دولار في 2020 ومن المتوقع أن تصل إلى 596.47 مليار دولار بحلول 2027 بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 44.8 في المائة، وذلك بحسب دراسة أجرتها Brand Essence Research. وجنبا إلى جنب مع كل التغييرات، سيتم تحويل مواقع الإنترنت التقليدية التي تتم زيارتها باستخدام المتصفح إلى ساحات ثلاثية الأبعاد مع إمكانية التفاعل معها من طرف الزوار، وإضافة إلى ذلك سنستقبل الرسوم ثلاثية الأبعاد مع شخصيات بتصاميم مختلفة. من جانبها قالت شركة إنتل إن تقنية ميتافيرس هي المنصة الرئيسة التالية في مجال الحوسبة بعد الويب والأجهزة المحمولة في جميع أنحاء العالم، ولكن البنية التحتية للحوسبة والتخزين والشبكات المتاحة اليوم ليست كافية لتمكين هذه الرؤية، فهناك حاجة إلى زيادة القدرة الحاسوبية بمقدار ألف ضعف مقارنة بسعة الحوسبة الجماعية الحالية لدينا. ويوما بعد يوم يزداد الاهتمام حول "ميتافيرس" وما الذي يمكن أن تفعله، سواء كان ذلك اجتماعات الواقع الافتراضي والحفلات الموسيقية الرقمية وعمليات التكامل القائمة على البلوكتشين وNFT. ولكن الأساسيات الفعلية للـ"ميتافيرس" لن تكون مجرد برامج ومساحات افتراضية أو حتى نظارات الرأس والأدوات التي يرتديها الناس للوصول إلى هناك. بل في أجهزة الحاسب والخوادم التي تدير العوالم الافتراضية المشتركة الواسعة التي تفترضها "ميتافيرس" على أنها مستقبل التكنولوجيا، نتيجة لذلك تقول "إنتل" إن أجهزة الحاسب الحالية ليست قوية بما يكفي لجعل هذه الأحلام حقيقة، ولا يمكن للتكنولوجيا المتاحة اليوم أن تضع شخصين في بيئة افتراضية مفصلة حقا. وتعرف تقنيات "ميتافيرس" أنها دمج الواقع المادي مع مزيج من التقنيات التكنولوجية، وتعد تقنيات الواقع الافتراضي وتقنيات الواقع المعزز أهم ركائزه، حيث يتم دمج هذه التكنولوجيا لنقل البشر لعالم جديد ممزوج بين العالم الواقعي والعالم الافتراضي، وتتيح هذه الأنظمة للمستخدمين إمكانية التفاعل اجتماعيا واقتصاديا كشخصية في الفضاء الإلكتروني الذي يكسر حواجزه المادية أو الاقتصادية، وستمكن هذه التكنولوجيا الجديدة مستخدميها، من التنقل لمقر العمل وهم في منزلهم أو السفر حول العالم في رحلات افتراضية، وإقامة الحفلات الموسيقية وممارسة الرياضة. وكذلك إجراء اتصالات وجودية مع الأهل والأصدقاء أينما كانوا في العالم وبسهولة. وحول الدخول الحقيقي لعالم "ميتافيرس"، أطلقت شركة ميتا المعروفة سابقا باسم "فيسبوك" تطبيق Horizon Workrooms للاجتماعات الافتراضية بين الشركات باستخدام نظارات الواقع الافتراضي Oculus VR التي يبلغ سعرها أكثر من 300 دولار، ما يدل على أنه من الصعب الوصول لتقنية "ميتافيرس" المتطورة والكاملة، حتى إن تم الوصول إليها فستكون بعيدة عن متناول كثير من المستخدمين الذين لا يملكون اتصالا قويا بالإنترنت من حيث السرعة والاستقرار. ويمثل "ميتافيرس" جانبا مشرقا لعديد من الأعمال والمستخدمين، كونها ستساعدهم بشكل كبير على زيادة الإنتاجية، وحسن تنظيم العمل، وتقليل المجهود، كما أن العمل المكتبي سيكون أسهل بكثير، ومن المتوقع أن توفر هذه التقنية مستقبلا 23 مليون وظيفة على مستوى العالم تستخدم بيئة العالم الافتراضي، كما أن "ميتافيرس" سيساعد الموظفين على الاستفادة بشكل أكبر من الأنشطة التدريبية المقدمة من الشركة، وسيتضح التأثير وبشدة في طريقة التواصل مع العملاء، سواء كان التواصل في المبيعات أو الأنشطة التسويقية. وهناك عديد من اللاعبين الكبار الذين من المتوقع أن يقودوا النمو في هذا المجال إلى جانب شركة ميتا التي تخطط لاستثمار عشرة مليارات دولار وتوظيف آلاف الخبراء لتطوير التقنية وأجهزة الواقع الافتراضي والمعزز والتطبيقات الخاصة بها، إضافة إلى الأجهزة القابلة للارتداء التي تدمج بين الواقعين الحقيقي والرقمي، كما تعد ألعاب روبلوكس Roblox أيضا من المنصات التي تمثل مستقبل "ميتافيرس"، مع أكثر من 43 مليون مستخدم نشط شهريا معظمهم من الأطفال، إلى جانب شركة Epic Games التي حققت أكثر من تسعة مليارات دولار من خلال لعبة المعارك الشهيرة فورتنايت في 2018 و2019، ويعد محركها للألعاب Unreal من أساسيات كثير من تجارب الواقع المعزز والافتراضي، إلى جاب عملاق التقنية "مايكروسوفت" التي أعلنت دخولها لسباق "ميتافيرس"، وذلك من خلال إعلان مميزات جديدة لتطبيق مكالمات واجتماعات الفيديو الخاص بها مايكروسوفت تيمز، بحيث يمكن للمستخدمين اختيار شخصية افتراضية تمثلهم في أثناء الاجتماعات، إضافة إلى إمكانية إنشاء مساحات افتراضية للنقاش والتعاون مباشرة من خلال التطبيق.
مشاركة :