عواصم (وكالات) أعلن يوري يوشاكوف، مسؤول شؤون السياسة الخارجية في الكرملين، أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيجتمع مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لبحث الأزمة السورية، وذلك قبل زيارة خادم الحرمين الشريفين لموسكو. وأضاف أن بوتين سيعقد اجتماعات ثنائية أيضاً مع الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وذلك أثناء قمة لمجموعة العشرين تعقد في تركيا الأسبوع الحالي. من جهته، أكد بوتين مجدداً موقف بلاده أنها لن تناقش المستقبل السياسي للرئيس بشار الأسد، لأنها «مسألة تخص الشعب السوري»، كما تطالب دول إقليمية وغربية، وذلك عشية انطلاق محادثات فيينا لبحث إيجاد حل سياسي للأزمة السورية. وقال بوتين في مقابلة نشرت على موقع الكرملين الإلكتروني «سوريا دولة ذات سيادة، والأسد هو الرئيس المنتخب من الشعب. فهل يحق لنا أن نناقش معه مسائل كهذه؟ بالطبع لا». وأعاد بوتين التأكيد على أن التدخل الجوي الروسي في سوريا الذي بدء نهاية سبتمبر الماضي، سيستمر إلى جانب العملية الهجومية للقوات الحكومية السورية. وأشار إلى أن «القوات الروسية لديها هدف واضح، وهو توفير الدعم الجوي لهجوم الجيش السوري النظامي ضد (الإرهابيين). ووجود قواتنا مرتبط حصراً بتحقيق هذا الهدف». وفيما بدأ أمس توافد ممثلي نحو 20 دولة للمشاركة في مباحثات الجولة الثالثة بفيينا، لمحاولة وضع خطوط عريضة لعملية انتقال سياسي في سوريا التي دمرتها حرب مستمرة منذ 4 سنوات ونصف السنة، جدد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند التأكيد أمس، على أن على الأسد أن «يتنحى في إطار المرحلة الانتقالية بالبلاد». وقال هاموند في تصريح من براغ «على بشار الأسد أن يتنحى في إطار المرحلة الانتقالية في سوريا، لكننا نقر بأنه إذا كان ثمة مرحلة انتقالية فمن الممكن أن يشارك فيها إلى حد معين». وأضاف «نحن واضحون لجهة أننا لن نسعى لتدمير المؤسسات الحكومية في سوريا. نقول بوضوح إننا نأمل بإبقاء تلك المؤسسات». وفي وقت سابق الليلة قبل الماضية، كشف وزير الخارجية الأميركي جون كيري، عن أن «مبادرته الدبلوماسية» بشأن سوريا تتضمن «توجهاً أكثر من أي وقت مضى نحو اتخاذ خطوات فعلية». وقال كيري عشية مغادرته للمشاركة في اجتماع فيينا الثالث حول الأزمة اليوم، إن الأطراف في محادثات فيينا يستكشفون إمكان التوصل إلى وقف إطلاق نار واسع النطاق في سوريا، يستثني فقط ما يمسى (داعش) الذي سيظل ضمن دائرة الاستهداف. وأضاف في كلمة بمعهد الولايات المتحدة للسلام «ما زلنا نعمل مع روسيا وإيران على مسألة الأسد ودوره في عملية الانتقال السياسي، ونأمل أن نكون قادرين على إيجاد طريقة معقولة للمضي قدماً». وأكد أنه «لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، حيث إن جدران عدم الثقة القائمة داخل سوريا وفي المنطقة، وكذلك لدى المجتمع الدولي لا تزال سميكة ومرتفعة». وأشار كيري إلى «أن العلاقة بين (داعش) والأسد تكافلية، حيث أن كل طرف يفيد الطرف الثاني». وأوضح أن الاستراتيجية تبدأ بهزيمة «داعش» وتكثيف الجهود الدبلوماسية في سوريا والتأكد من ألا تمتد الأزمة خارج الحدود السورية، لافتاً إلى أن تحقيق المزيد من التقدم في واحد من هذه المجالات الثلاثة من المرجح أن ينعكس على الاثنين الآخرين. ... المزيد
مشاركة :